سورية

الحكومة أدانت والحلقي أكد أن التفجيرات الجبانة والبائسة هي رد على انتصارات الجيش وتنامي روح المصالحات … عشرات الشهداء والجرحى بتفجيرات إرهابية في زهراء حمص

| حمص – نبال إبراهيم – وكالات

هزت أمس تفجيرات إرهابية متزامنة حي الزهراء بمدينة حمص ما أدى إلى استشهاد وجرح العشرات من المواطنين، وقد تضاربت الأنباء حول عدد التفجيرات والضحايا، الأمر الذي خلف استياء شعبيا عاماً في المحافظة نتيجة لتكرار التفجيرات الإرهابية في موقع لا يتجاوز الـ200 متر مربع بالحي ذاته دون إيجاد حلول للحفاظ على أمن المواطنين من قبل المسؤولين المحليين. ونقل مراسل «الوطن» في حمص عن شهود عيان من موقع التفجيرات: بأنه وفي تمام الساعة العاشرة إلا ربعاً من صباح أمس وقفت سيارة تحمل شارة للهلال الأحمر بعكس السير بالقرب من ساحة حي الزهراء ونزل منها انتحاريان، الأول فجر نفسه على الفور ومن ثم انفجرت السيارة التي ركنها الانتحاريان والتي كانت مفخخة بحوالي 800 كغ من المواد الشديدة الانفجار. وبعد تفجير السيارة أقدم الانتحاري الثاني على تفجير نفسه وسط المدنيين الذين تجمعوا لإسعاف المصابين لإلحاق أكبر قدر ممكن من الضحايا في صفوفهم.
وأكد شهود عيان أن عدد الشهداء تجاوز الـ20 بينهم طفل لا يتجاوز عمره العامين ووالدته وأن عدد المصابين لا يقل عن 135 مدنياً بينهم نساء وأطفال وشيوخ، إضافة لإلحاق أضرار مادية جسيمة وكبيرة جداً بممتلكات المواطنين الخاصة.
من جانبه أكد مصدر في مديرية صحة حمص لـ«الوطن»، استشهاد 19 مدنياً وإصابة أكثر من مئة مواطن بجروح متوسطة وخطيرة وطفيفة بينهم نساء وأطفال ومسنون كحصيلة أولية جراء تلك التفجيرات الإرهابية، موضحاً أن كافة المصابين تم إسعافهم إلى مشافي المحافظة الحكومية والخاصة ليتلقوا الإسعافات والعلاج اللازم.
بدوره قال محافظ حمص طلال البرازي: إن إرهابيين فجروا سيارة مفخخة نوع تويوتا بنحو 200 كغ من المتفجرات صباح أمس، على الطريق الممتد بين مقبرة الكثيب والساحة الرئيسية لحي الزهراء، أعقبه تفجير انتحاري إرهابي بحزام ناسف بعد تجمع المواطنين وعناصر الدفاع المدني والأمن الداخلي لإسعاف الجرحى، لافتاً إلى أن «التفجيرين الإرهابيين تسببا بارتقاء 19 شهيداً وإصابة 43 شخصاً بجروح خطرة جداً ما يجعل عدد الشهداء قابلاً للزيادة، مبيناً أن التفجيرين الإرهابيين تسببا أيضاً بأضرار مادية كبيرة وانهيار أجزاء في بعض الأبنية السكنية.
وعبر أهالي محافظة حمص عموماً وحي الزهراء خصوصاً عن استيائهم نتيجة لتكرار هذه التفجيرات في نفس الموقع على مسافة لا تزيد عن 200 متر مربع من الحي ذاته، في ظل غياب تام للحلول والإجراءات التي من اللازم اتخاذها من قبل المسؤولين المحليين بالمحافظة لمنع مثل هذه الأعمال الإرهابية بحق المدنيين دون جدوى.
وبث التلفزيون العربي السوري مشاهد من الحي تظهر دماراً كبيراً في المباني والمحال التجارية، وسيارات إطفاء تعمل على إخماد النيران التي اندلعت من سيارات محترقة بالكامل، في حين كان مسعفون ينقلون الضحايا إلى سيارات الإسعاف.
من جهته أدان رئيس مجلس الوزراء وائل الحلقي التفجيرين الإرهابيين، وأكد أن هذه التفجيرات الجبانة واليائسة تأتي رداً على تنامي روح المصالحات الوطنية في مختلف المناطق السورية بالتوازي مع الانتصارات النوعية الكبرى التي يحققها الجيش العربي السوري الباسل.
وأشار الحلقي، بحسب وكالة «سانا» للأنباء، إلى أن هذه التفجيرات الإرهابية التي تقوم بها التنظيمات الإرهابية المسلحة بإيعاز من بعض الدول الداعمة لها لن تثني الشعب السوري عن متابعة تعزيز المصالحات الوطنية وصولاً لتحقيق المصالحة الشاملة بين أبناء الوطن دون تدخل أو إملاءات خارجية، إضافة إلى محاربة الإرهاب والقضاء عليه بالتوازي مع قيام الحكومة بتعزيز مقومات الشعب السوري على الصمود.
وتأتي هذه التفجيرات الإرهابية بعد تفجير سيارة مفخخة بذات الحي في 12 من الشهر الجاري حيث استشهد 16 شخصاً وأصيب 54 آخرون بجروح.
من جانبه قال المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض: «إن ما لا يقل عن 32 شخصاً استشهدوا وأصيب 90 آخرون في الانفجارين».
واعتبر المرصد أن هذا ثاني هجوم كبير تشهده مدينة حمص منذ أن دخل اتفاق التسوية في حي الوعر حيز التنفيذ هذا الشهر، والذي بمقتضاه غادر 700 من مقاتلي المجموعات المسلحة وأفراد عائلاتهم منطقة الوعر، وهي آخر منطقة واقعة تحت سيطرة هذه المجموعات في المدينة. بينما ذكر الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»، نقلاً عن وكالة «سبوتنيك» للأنباء، أن «ثلاثة انتحاريين مزنرين بأحزمة ناسفة فجروا أنفسهم بعد تجمع الناس لإنقاذ مصابي تفجير السيارة المفخخة بحي الزهراء بحمص» وفق ما أفاد مصدر في قيادة شرطة حمص للوكالة.
وتبنى تنظيم داعش الإرهابي معظم عمليات التفجير السابقة التي نفذ أغلبها بسيارات مفخخة، إثر وصولها إلى أكثر مراكز المناطق الآمنة، في حين يرمي مواطنون آخرون من محافظة حمص، بحسب «سبوتنيك»، سهام اتهاماتهم نحو حي الوعر الذي يودع آخر المتحصنين فيه خلال الفترة المقبلة، عقب التوصل إلى اتفاق بهذا الشأن.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن