من دفتر الوطن

حفلات الكذب المرخصة!!

| عبد الفتاح العوض

هذا موسم التوقعات وقراءة الطالع وحفلات الكذب السنوية المرخصة!!
وليست المسألة تخصنا وحدنا.. فالشعوب في معظمها تستجيب لهذه الحفلات كل بلغته وعلى طريقته ولكن «أكثر الناس» وهم يتابعون هذه الحفلات يعلمون أنها حفلات كذب وتختلف المتابعات بين نوع يتسلى بها أو يطلع عليها كنوع من عقلية القطيع……. لكن الشيء المؤكد أن الناس يرغبون في معرفة الغيب والاطلاع على مستقبلهم وفي ذلك مذاهب شتى، اجتهد علماء النفس في محاولة تفسيرها والواضح أن البشر كأفراد حاولوا على الدوام إيجاد طرق مختلفة لمعرفة الغيب، ورغم أنهم بالتجربة عرفوا أن كل الشعوذة التي تحيط بهم في هذا المجال أثبتت عدم مصداقيتها إلا أنهم ما زالوا يتابعونها رغم الشك بها بكثير من الاحتفاء والاهتمام.
النوع الذي يتعلق بالحياة الشخصية.. وحظ الأفراد هذا اليوم أو هذا العام وتقاطع النجوم والأبراج تبقى رغم كل مدلولاتها الفكرية والاجتماعية مجرد سخافات يمكن التغاضي عنها وتجاوزها.
لكن مشكلتنا مع الشعوذة السياسية.. هؤلاء الذين يمكن أن نطلق عليهم عرافة السياسة الذين امتهنوا التحليل السياسي وأصبحوا من قراءة «النجوم» نجوماً على جثث الناس وعلى دمائهم.. يتحدثون في كل شيء سواء عرفوه أم لم يعرفوه، والأسوأ من كل ذلك أصبحوا بوقاحة يتحدثون عن نبوءات المستقبل السياسي ليس لسورية فقط بل للمنطقة كلها.. وكثير منهم اكتشفنا شعوذته، ورغم ذلك ما زال يبيعنا تحليلاته، والأسوأ أنه ما زال يجد من يشتريها.
الفارق بين العالم المتحضر.. وعالمنا… أنه في العالم المتحضر ينطلقون من أن المستقبل هو ما تخطط له.
ينطلقون من مراكز أبحاث وفكر تقدم دراسات علمية ومنطقية يحصل عليها أصحاب القرار وتخضع للدراسة ثم للقرار والإقرار.
بينما في عالمنا لدينا عرافون ومنجمون كل يسمي نفسه مركز دراسات متحركاً وحده «يتوقع» ما يجب أن يتوقعه المسؤول عنه وولي نعمته.
يقدمون لنا «أحلام» المسؤولين على أنها دراسات علمية موثقة ومعتمدة!!
لو كان لدينا من يقرأ المستقبل ما كنا وصلنا إلى ما وصلنا إليه.
لو كان بيننا زرقاء اليمامة لكانت أخبرتنا عن الرايات السود التي زحفت في عقولنا ودخلت بيوتنا لتخربها!!
لو كان لدينا من هو مهتم بالمستقبل على الأقل لكان لديه ما يكفي من الحرص لنخفف الأخطاء التي أوصلتنا إلى هنا وليس العكس، حيث زادت الأخطاء مع الأزمة واستمرارها.
أجمل من قرأ الفنجان نزار قباني حين قال:
طريقك مسدود.. مسدود!!
جائزة كذاب العام:
** على غرار شخصية العام يمكن أن يكون هناك جائزة لكذاب العام أوسكار الكذب، ويمكن أن تمنح الجائزة في السياسة لأكذب سياسي كذب على العالم، وأرشح لها بلا منازع أردوغان.
يمكن أن نمنح جائزة مماثلة اوسكار الكذب المحلي لأكثر مسؤول حكومي كذب على المواطنين وأظن هنا أن المنافسة شديدة.

أقوال:
• لا نحكم شعباً إلا بأن نريه المستقبل، القائد هو تاجر الأمل. بونابرت
• إنني أهتم بالمستقبل لأني سأقضي فيه بقية حياتي. تشارلز كتريج
• الزمن لا يغيرنا.. بل يكشفنا. ماكس فريش

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن