عربي ودولي

«ذا تايمز»: أوكرانيا تفتقر للمعدات والخبرات اللازمة لشنّ هجوم مضاد.. «لوموند»: روسيا تجاوزت العقوبات … البابا فرنسيس يحث كييف وموسكو على المفاوضات: مستعدون لإرسال مبعوثين

| وكالات

ركزت الصحافة الغربية على نجاح روسيا بتخطي روسيا العراقيل التي تسببت بها عقوبات الغرب بذريعة الحرب في أوكرانيا إضافة إلى عدم جاهزية نظام كييف لتنفيذ هجوم مضاد بسبب نقص المعدات العسكرية والخبرات التكتيكية، في حين حث بابا الفاتيكان فرنسيس أوكرانيا وروسيا على وقف الأعمال القتالية، وأعرب عن استعداده لإرسال ممثلين عنه إلى موسكو وكييف لتنظيم مفاوضات.
وقال رئيس الاتحاد العالمي للمؤمنين القدامى «إيه آر سي» ليونيد سيفاستيانوف، الذي أجرى مؤخراً محادثات مع البابا: إن «البابا فرنسيس يدعو أطراف الصراع الأوكراني إلى وقف المحاولات الهجومية والجلوس إلى طاولة المفاوضات»، وذلك وفق موقع «روسيا اليوم».
وقال سيفاستيانوف: إن البابا مستعد، إذا رغبت موسكو وكييف في ذلك، لإرسال ممثلين عنه في أي وقت للمساعدة في بدء عملية التفاوض.
من جهة أخرى، أفادت وزارة الدفاع الروسية في تقريرها اليومي حول سير العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، حسب موقع «روسيا اليوم»، بتدمير 8 مسيرات ومستودعات أسلحة ومركز قيادة أوكراني وإحباط محاولات مجموعات تخريب واستطلاع أوكرانية وتصفية أكثر من 540 جندياً ومرتزقة على كل المحاور.
بدورها نقلت وكالة «سبوتنيك» عن «الدفاع» الروسية أن صواريخ بعيدة المدى دمرت مجمعاً للصناعات العسكرية الأوكرانية، مضيفة: «ليلة اليوم «أمس»، شنت القوات المسلحة الروسية ضربة صاروخية بأسلحة دقيقة بعيدة المدى، جوية وبحرية، على مرافق المجمع الصناعي العسكري في أوكرانيا. وقد تحقق الغرض من الضربة، وتمت إصابة جميع الأهداف المحددة».
وأمام التقدم الذي تحققه القوات الروسية في عمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا، نشرت صحيفة «ذا تايمز» البريطانية مقالاً رأت فيه أن الأوكرانيين غير جاهزين للهجوم المضاد المرتقب الذي تحدث عنه وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف الأسبوع الماضي، وقال: إنه «بات وشيكاً».
وتحدث البروفيسور مارك غاليوتي، المختص في الشأن الروسي، في مقاله في الصحيفة البريطانية عن تحديات عديدة تواجه الأوكرانيين، ورأى أن «حماسة مدوني الحرب» المناصرين للقوات الأوكرانية للهجوم المضاد الذي طال انتظاره، ونقاشاتهم في خطط بديلة للمعارك، تتناقض مع ما صرح به مسؤولون أوكرانيون بأن «هامش المناورة أضيق من المفترض».
وذكر غاليوتي في مقاله أن وزير الدفاع الأوكراني وعد الأسبوع الماضي بأن الهجوم الكبير المنتظر بات وشيكاً، وقال: إن الهجوم المضاد سيبدأ «حالما تتوفر مشيئة اللـه والطقس المناسب وقرار القادة».
وفيما يرى ضباط بريطانيون يعملون مع الجيش الأوكراني أن نظراءهم الأوكرانيين «واثقون» بشأن نجاح الهجوم المرتقب، تشير تقييمات استخبارية أميركية كشفت عنها وثائق سرية مسربة في وقت سابق إلى أن الهجوم الأوكراني، إذا ما تمّ، فلن يحقق على الأغلب سوى استعادة بعض أراض محدودة من القوات الروسية المتحصنة في المنطقة.
ولفت غاليوتي، الذي ألّف أكثر من 20 كتاباً عن روسيا، أحدثها كتاب «حروب بوتين: من الشيشان إلى أوكرانيا»، إلى أن أوكرانيا لا تحظى هذه المرة بعنصر المفاجأة الذي كان عاملاً في بعض الهجمات السابقة، مضيفاً: إن ثمّة عائقاً أساسياً آخر هو نقص الذخيرة الذي تعانيه القوات الأوكرانية.
وقال غاليوتي: إن الأوكرانيين يتحركون بسرعة لاستيعاب 230 دبابة غربية جديدة و1550 مركبة مدرعة ضمن الإمدادات العسكرية الغربية لكييف، لكنهم ما زالوا «يفتقرون إلى الدفاعات الجوية اللازم توفرها لشنّ أي هجوم كبير»، وهو ما يعرض قواتهم لخطر القصف الجوي الروسي.
وأوضح غاليوتي أن هناك حدوداً لمساعدات الغرب، فرغم الأصوات المطالبة بتوفير مزيد من الأسلحة الجديدة، فإن ما يعوق استجابة الغرب لتلك الدعوات «ليس البخل ولا الحذر، إنما مسألة أساسية هي عدم توفر الذخيرة».
بدورها، رأت صحيفة «لوموند» الفرنسية في تحقيق لها أن روسيا نجحت بتجاوز الكثير من العراقيل التي أوجدتها العقوبات الغربية من خلال التعاون مع واجهات اقتصادية وشركات وسيطة.
وقالت الصحيفة: إن روسيا نجحت بتجاوز الكثير من العراقيل التي أوجدتها العقوبات الغربية عليها منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، وذلك من خلال التعاون مع واجهات اقتصادية وشركات وسيطة منتشرة في دول محيطة بروسيا، بينها بيلاروس، وأرمينيا، وكازاخستان، والإمارات.
وأوضحت «لوموند» في تحقيقها أن روسيا تمكّنت من خلال هذا النهج من استيراد مواد عديدة ضمنت لها استمرار التزود بالتكنولوجيا الغربية الأساسية بالنسبة لصناعاتها، وخاصة العسكرية منها.
وأوردت الصحيفة أن «الأرقام الرسمية للتجارة الخارجية الأوروبية تؤكد فاعلية هذا الأسلوب في خدمة المصالح الروسية، حيث سجلت المبادلات التجارية بين أوروبا والدول المحيطة بروسيا -على غير العادة- أرقاماً قياسية خلال العام الماضي، مثلما سجلت المبادلات التجارية بين تلك الدول وروسيا أرقاماً كبيرة جداً في العام نفسه».
ويوم الجمعة الماضي، كشف صندوق النقد الدولي، في تقريره الاقتصادي أن الوضع الاقتصادي الروسي أثبت مقاومته للعقوبات الاقتصادية على الرغم من توقعات الخبراء.
صحيفة «بوليتيكو» الأميركية تحدثت عن نيّة أميركية-أوروبية سبقت الحرب في أوكرانيا لفرض عقوبات على روسيا، وأشارت إلى عمل فريق رئيس المفوضية الأوروبية سراً مع إدارة البيت الأبيض على الملف، إذ اتفق الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين على الاستعداد لفرض عقوبات ضد روسيا، حتى قبل بدء العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا.
وحسب الصحيفة فإنه خلال لقاء مع فون دير لاين في البيت الأبيض في تشرين الأول من عام 2021، دق بايدن «ناقوس الخطر بشأن تكدس الجنود الروس قرب الحدود مع أوكرانيا»، مستنداً إلى المعطيات العملياتية للولايات المتحدة وأجهزة الاستخبارات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن