عربي ودولي

أقروا إنشاء لجنة اتصال من مصر والسعودية والجامعة لإنشاء ممرات آمنة للمدنيين … وزراء الخارجية العرب يؤكدون ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في السودان

| وكالات

بينما أكد وزراء الخارجية العرب خلال اجتماعهم الاستثنائي، في العاصمة المصرية القاهرة، على احترام سيادة السودان ووحدته والسعي لوقف كامل ومستدام لإطلاق النار، وصل وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث إلى مدينة جدة السعودية للانضمام للمحادثات الجارية بين طرفي الصراع في السودان، على حين جدد طرفا النزاع تبادل الاتهامات بشأن خرق الهدنة.
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية «أ ش أ» عن وزير الخارجية المصري سامح شكري رئيس الدورة الحالية 159 لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري أن الاجتماع قرر في دورته غير العادية (أمس) الأحد، إنشاء لجنة اتصال من بين أعضاء الجامعة العربية تهدف لتحقيق وقف إطلاق النار والسماح بإنشاء ممرات آمنة للمدنيين، بهدف حماية الدولة السودانية.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده شكري، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، في ختام اجتماعات الدورات الاستثنائية الثلاث لمجلس الجامعة بشأن سورية والسودان وفلسطين.
وقال شكري: «إن اللجنة سوف تضم مصر والسعودية والأمين العام لجامعة الدول العربية»، محذراً من أن ما يحدث في السودان قد يمتد لكل دول الجوار السوداني، وعلى رأسها مصر.
وأضاف: «بالتأكيد نحن نرحب دائماً بكل جهد مخلص يسعى لحل الأزمة السودانية، على أن يراعي الحفاظ على سيادة السودان واستقلاله ووحدة أراضيه والحفاظ على مؤسساته الشرعية».
وتابع: «يجب أن يكون أي تدخل وأي جهد متفق مع هذه المبادئ ولا يخرج عنها لتحقيق مصالح ذاتية أو مصالح مختلفة تؤدي إلى عكس التوجه والقانون الدولي».
وقبل ذلك، وخلال كلمته لدى افتتاح الدورة غير العادية حول تطورات الأوضاع في السودان أكد شكري ضرورة الوقف الفوري والشامل لإطلاق النار في هذا البلد، مشدداً على حرص مصر على إجراء الاتصالات مع الجهات السودانية والإقليمية والدولية لمساعدة السودان على الخروج من محنته الحالية، وتوفير البيئة الملائمة لحل الخلافات من خلال الحوار.
من جانبه، أكد أبو الغيط أن قرار مجلس الجامعة العربية بشأن السودان يؤكد الحفاظ على مؤسسات الدولة الوطنية من الانهيار، وإنجاز الحلول من دون أي تدخل خارجي في الشأن السوداني، مشيراً إلى أن مؤسسات الدولة السودانية هي الحكومة والقوات المسلحة ووزارة الخارجية السودانية والرئاسة السودانية وغيرها من المؤسسات.
ومع استمرار المحادثات بين طرفي الصراع في مدينة جدة السعودية، وصل مفوض الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث إلى جدة، أمس، لإجراء محادثات حول السودان.
وقالت متحدثة باسم غريفيث، إري كانيكو، حسب «سكاي نيوز» إن غريفيث «في جدة حالياً، وهدف زيارته هو بحث القضايا الإنسانية المتعلقة بالسودان».
وتستضيف جدة ممثلين عن طرفي الصراع في السودان، الجيش وقوات الدعم السريع، لإجراء محادثات يأمل المجتمع الدولي أن تضع حداً للمعارك المستمرة منذ 3 أسابيع.
وبينما يسعى الوسطاء إلى إيجاد مسار يفضي للسلام، أوضح طرفا الصراع أنهما سيناقشان فقط هدنة إنسانية، ولن يتفاوضا لإنهاء الحرب، في وقت جددا فيه تبادل الاتهامات بخرق الهدنة.
ووفق «سكاي نيوز» تبادل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أمس، الاتهامات بشأن خرق الهدنة التي اقترحتها الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق إفريقيا (إيغاد) لمدة أسبوع بدأت الخميس الماضي.
جاء ذلك بعد اندلاع اشتباكات متفرقة بين الطرفين في شارع المطار وحي الرياض وسط العاصمة الخرطوم، وعقب تأكيد مصادر سودانية شن الجيش غارات على مواقعَ لقوات الدعم السريع في العاصمة.
في المقابل، أعلنت القوات المسلحة السودانية في بيان أوردته وكالة أنباء السودان «سونا»، تصديها لهجوم شنته مجموعة من قوات الدعم السريع على قيادة قوات الدفاع الجوي، مشيرة إلى سقوط قتلى في صفوفهم خلال الاشتباكات، فضلاً عن تدمير عدد من عرباتهم.
وأضافت إن قوات الجيش تمكنت من قتل قنّاص أجنبي لم تحدد جنسيته في منطقة «بحري» العسكرية، مؤكدة أنها لا تزال ترصد مجموعة تعزيزات للدعم السريع انطلقت قبل أسبوع من جنوب دارفور في طريقها للعاصمة الخرطوم.
بدورها، أدانت وزارة الخارجية السودانية بأقوى العبارات اعتداء قوات الدعم السريع «المتمردة» علي سيارة سفير تركيا بالخرطوم، «ما يعكس نهج الاستهداف المستمر للقوات المتمردة ضد السفارات والبعثات والمنظمات الدولية والأطقم الدبلوماسية».
وفي بيان أوردته «سونا» تعهدت الوزارة بالوفاء بإلتزاماتها تجاه إحترام اتفاقيتي فيينا وحماية البعثات الدبلوماسية في البلاد، وحملت «الميليشيا المتمردة المسؤولية القانونية لهذه الانتهاكات ضد المدنيين والدبلوماسيين».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن