عربي ودولي

أردوغان في الرياض.. سعياً لفك العزلة عن أنقرة والتخفيف من وقع العقوبات

| وكالات

تأتي زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الرياض ومباحثاته هناك، مثقلة بالعديد من الملفات في المنطقة، سواء على المستوى السياسي أو العسكري، وذلك في إطار محاولة لكسر العزلة التي تواجهه وتواجه حكومة «العدالة والتنمية»، في ضوء الخلافات الحادة مع سورية ومصر والعراق وإيران، فضلاً عن الأزمة في العلاقات مع موسكو.
وتبدأ هذه الأجندة بحالة القلق التي يعيشها النظامان التركي والسعودي الناتجة عن فك العقوبات الدولية على إيران وعودتها إلى النظام العالمي، مطلع العام المقبل، وصولاً إلى العمليات العسكرية الروسية في سورية وإحراز الجيش العربي السوري تقدماً كبيراً على الأرض على حساب التنظيمات المسلحة المدعومة منهم، بالإضافة إلى التوتر بين بغداد وأنقرة حول الوجود العسكري التركي في شمال العراق.
وعلى المستوى الاقتصادي تهدف الزيارة إلى تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين، في ظل انخفاض أسعار النفط والخطط السعودية لإحداث تغييرات جذرية في بنية الاقتصاد السعودي ولتقليل خسائر تركيا من العقوبات الاقتصادية الروسية ضدها.
في هذا الصدد، قال رئيس الشؤون الدولية في صحيفة «الأهرام» المصرية، أسامة الدليل، وفق ما نقلت عنه وكالة «سبوتنك» الروسية للأنباء: إن «هناك ضغوطاً شديدة على الدولة التركية يريد أردوغان تفاديها، منها تعقد علاقاته بروسيا وإيران، ما دفعه إلى الارتماء في أحضان إسرائيل»، واعتبر أنه «من الغريب ذهاب أردوغان إلى السعودية بعد محاولته التطبيع مع إسرائيل».
وأضاف الدليل: إن سياسة أردوغان «هي السبب في تعقيد المشهد الإقليمي من حوله عن عمد وبشكل ممنهج، ولا يمكن بأي حال من الأحوال تصور أن علاقته بالسعودية ستظل على حالها، حيث إن هذه العلاقة أيضاً تعرضت لاحتقان في مواضع متعددة»، لافتاً إلى «أن أردوغان ماض في رعونته بسياسته الخارجية».
وأوضح الدليل، أنه ليس من الواضح حتى الآن الهدف من زيارة أردوغان للسعودية، فقد تكون الزيارة «لمناقشة الوضع إقليمياً». ولفت إلى أن «تركيا اليوم تستقبل المسلحين، الذين قرروا الانسحاب من سورية، فما هو مستقبلهم في تركيا». واعتبر أن «المشهد سيصبح أكثر صعوبة بعد فقدان السعودية لذراع مهمة في سورية وهو زهران علوش».
وعبّر الدليل عن اعتقاده بأن تطورات الأزمة السورية تحظى بأولوية في المباحثات، مستبعداً أن يكون على جدول أعمال المباحثات محاولة عقد صلح بين مصر وتركيا، مشيراً إلى أن «أردوغان أخذ موقفاً معادياً من مصر».
ولفت إلى أن «مسار أردوغان في التطبيع مع إسرائيل ليس سالكاً، حيث إنه يريد التطبيع مع الحفاظ على بعض من ماء الوجه، فيتحدث عن غزة ورفع الحصار عن غزة، فهنا إسرائيل تُعقد هذا المشهد برفضها».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن