سورية

بدء الاجتماعات التحضيرية لـ«قمة جدة» باجتماع كبار المسؤولين للمجلس الاقتصادي والاجتماعي.. والمشاركة السورية لاقت الترحيب … خليل لـ«الوطن»: سنتقدم بدعوة رسمية ومباشرة للمستثمرين العرب للعمل في سورية

| فراس القاضي - وكالات

انطلقت أمس في مدينة جدة السعودية بمشاركة سورية، الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية المقرر عقدها يوم الجمعة المقبل، باجتماع كبار المسؤولين للمجلس الاقتصادي والاجتماعي.

وبينما رحبت العديد من الوفود باستئناف مشاركة دمشق في هذه الاجتماعات، أعلن وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية محمد سامر خليل أن سورية وخلال اجتماعات المجلس الاقتصادي الاجتماعي على المستوى الوزاري التي ستبدأ اليوم ستتقدم بدعوة رسمية ومباشرة للمستثمرين العرب للقدوم إليها والعمل فيها.

وتشارك سورية في الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية بعد استعادتها لمقعدها العربي، بوفد رسمي وإعلامي كبير، حيث حَطَّ أول من أمس، أول وفد سوري في مطار جدة الدولي، للمشاركة في هذه الاجتماعات، فوصل الوزير خليل على رأس وفد اقتصادي يضم معاونته رانيا أحمد، إضافة إلى أولى طلائع الوفد الإعلامي الكبير الذي سيتابع مجريات القمة العربية المرتقبة وتحضيراتها.

وفي تصريح خاص لـ«الوطن» من جدة قال خليل: إن اجتماعات المجلس الاقتصادي الاجتماعي على المستوى الوزاري ستكون فرصة للحديث عن الاقتصاد العربي في ضوء ما يجري في العالم على المستوى الاقتصادي، وعن موقع ومقومات وإمكانات الاقتصادات العربية التي تؤهلها لتكون فاعلة في الحدث العالمي.

وأوضح خليل الذي سيترأس وفد سورية خلال اجتماعات المجلس الاقتصادي الاجتماعي على المستوى الوزاري، أن الوفد السوري سيتقدم بدعوة رسمية ومباشرة للمستثمرين العرب للقدوم إلى سورية والعمل فيها، مع عرض كل القوانين والتسهيلات التي من الممكن أن تشكل حافزاً من أجل البدء بعملية استثمارية في سورية يكون عمادها العمل العربي المشترك.

وأضاف: إن الاجتماعات ستناقش أيضاً الهموم المشتركة والمعوقات التي تحول من تحسن التجارة بين الدول العربية بشكل عام، ودعوتهم لإزالة كل المعوقات التي تمنع وصول الصادرات السورية إلى الأسواق العربية بشكل خاص.

ومن الموضوعات التي أكد خليل على أولويتها وأهميتها في النقاشات اليوم هو مفهوم الأمن الغذائي العربي الذي أصبح ملحاً جداً في ظل المتغيرات العالمية على مختلف الصعد.

وختم خليل تصريحه بالقول: إن سورية تتطلع بتفاؤل للاجتماعات، وسيكون لسورية مجموعة من الطروحات والاقتراحات لتفعيل العمل الاقتصادي العربي، والعرب اليوم مطالبون أكثر من أي وقت مضى بعمل اقتصادي منسق وفاعل.

وخلال كلمات الوفود المشاركة باجتماع كبار المسؤولين للمجلس الاقتصادي والاجتماعي أمس، رحب العديد منهم في بداية كلمته باستئناف مشاركة سورية في هذه الاجتماعات، ومنهم رؤساء وفود السعودية وليبيا والعراق، وممثلو المغرب وعُمان والأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية في الأمانة العامة للجامعة العربية، وذلك حسبما ذكرت وكالة «سانا».

وفي كلمة سورية أعربت رئيس الوفد معاون وزير الاقتصاد عن تقدير سورية وشكرها للدول العربية، لتقديمها المساعدات والتخفيف من تداعيات كارثة الزلزال على الشعب السوري، مبينة أن سورية تولي اهتماماً كبيراً لعودة المهجرين بفعل الحرب إلى مدنهم ومنازلهم، وهذا الأمر يتطلب تنشيط الحركة الاقتصادية في مناطقهم عبر التشجيع على المشاريع الصغيرة والمتوسطة في مختلف القطاعات، وتم استصدار تشريعات وبرامج لذلك، منها قانون الاستثمار رقم 18، موجهة الدعوة للشركات والمستثمرين الراغبين بالاستثمار في سورية للاستفادة من تسهيلات ومزايا هذا القانون.

وأشارت أحمد إلى ضرورة اتخاذ قرار يتيح زيادة عدد الدول الممثلة في مجالي إدارة الشركات المشتركة والمؤسسات المالية العربية، بما يسهم في منح متوسطي وصغار المساهمين فرصة المشاركة في صياغة وصنع القرارات، ولتشجيع هذه الشركات على تأسيس مشاريع لها في سورية.

ودعت إلى العمل على إزالة القيود التعريفية وغير التعريفية أمام حركة التجارة البينية، بما يعزز من دور منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى في التنمية الاقتصادية العربية.

وفي مستهل الجلسة الافتتاحية للاجتماع أكدت رئيس الوفد الجزائري ليلى بخاري أن اجتماع المجلس يكتسب أهميته من كونه يتداول موضوعات اقتصادية واجتماعية متعلقة بواقع مجتمعاتنا العربية، وينعقد بحضور وفد الجمهورية العربية السورية.

وفي كلمة المملكة السعودية أشار رئيس الجلسة عبد المحسن سعد خلف إلى أهمية التكامل الاقتصادي بين الدول العربية لتوسيع هامش المرونة في مواجهة التحديات والمخاطر، مبيناً ضرورة الخروج بقرارات من شأنها دفع العمل الاقتصادي العربي بتضافر جميع الجهود، وبما يساعد على دفع العمل العربي المشترك.

بدورها، قالت الأمين العام المساعد- رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية في الأمانة العامة للجامعة العربية هيفاء أبو غزالة: إن الأعمال والاجتماعات التحضيرية للقمة لها أهمية خاصة، لكونها تشهد مشاركة الوفد السوري الذي نرحب به ترحيباً خاصاً، مشيرة إلى ضرورة إعداد جدول أعمال المجلس، انطلاقاً من أولويات العمل المشترك وتعزيز العمل الاقتصادي العربي، ليسهم في مسيرة التنمية العربية.

كما تضمن الاجتماع جلسة مغلقة تم خلالها مناقشة واعتماد مشروع جدول الأعمال وعدد من مشاريع القرارات الاقتصادية العربية.

وفي تصريح نقلته «سانا» عقب الاجتماع، أكدت أحمد على أهمية مشاركة الوفد السوري، موضحة أنه تم التطرق إلى التطورات والجوانب الاقتصادية والاجتماعية، وتبادل الآراء والتشديد على ضرورة المشاركة في صنع القرارات التي يجب أن تنعكس على تطوير العمل الاقتصادي العربي المشترك.

واجتماع كبار المسؤولين للمجلس الاقتصادي والاجتماعي هو أول الاجتماعات التحضيرية لأعمال القمة العربية المقرر عقدها بالسعودية في الـ19 من أيار الجاري.

وبعد اجتماعات المجلس الاقتصادي الاجتماعي على المستوى الوزاري المقرر أن تبدأ اليوم، تنطلق غداً الثلاثاء، الاجتماعات التحضيرية على مستوى المندوبين الدائمين وكبار المسؤولين، والذي يمهد لاجتماع وزراء الخارجية، حيث ستتسلم المملكة العربية السعودية رئاسة القمة من الجزائر، رئيس القمة العربية للعام الماضي.

ويجري في اجتماعات المندوبين مناقشة التوصيات ومشاريع القرارات التي سيتم رفعها إلى اجتماع وزراء الخارجية المقرر انعقاده الأربعاء القادم، بحضور وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد، حيث سيتم اعتماد مشروع جدول أعمال مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة.

ومن المتوقع بدء وصول القادة والملوك العرب المشاركين في القمة العربية بدءاً من يوم الخميس، حيث تنعقد يوم الجمعة القمة العربية على أجواء إيجابية فرضتها عودة سورية للجامعة العربية بعد تغييب استمر لـ12 عاماً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن