عربي ودولي

صحيفة أميركية: تمويل واشنطن لكييف على وشك النفاد … «الدوما» يصوّت بالإجماع على انسحاب روسيا من معاهدة الأسلحة التقليدية

| وكالات

صوت نواب مجلس الدوما بالإجماع أمس على انسحاب روسيا من معاهدة الأسلحة التقليدية في خطوة أكدت الخارجية الروسية أن لا عودة عنها في الوقت الحالي، على حين ذكرت صحيفة «بوليتيكو» أن الأموال التي خصصتها الولايات المتحدة من أجل التمويل العسكري الأوكراني أوشكت على النفاد.
ونقل موقع «روسيا اليوم» عن رئيس لجنة الشؤون الدولية في «الدوما» زعيم الحزب الديمقراطي الليبرالي ليونيد سلوتسكي أن «القرار يصب في المصلحة الوطنية لضمان أمن روسيا»، مشيراً إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان قد تقدم بالوثيقة إلى مجلس الدوما للتصويت عليها.
ومعاهدة الأسلحة التقليدية تعود إلى عام 1990 ودخلت حيز التنفيذ في تشرين الثاني من عام 1992، وقد شهدت قمة إسطنبول لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي، تشرين الثاني 1999، توقيع اتفاق حول تعديل المعاهدة بسبب تغير الوضع السياسي والعسكري في أوروبا بعد زوال حلف وارسو وتداعيات تفكك الاتحاد السوفييتي.
ولم تدخل المعاهدة المعدلة حيز التنفيذ، بسبب عدم توقيع دول حلف شمال الأطلسي «ناتو» عليها، فيما واصل الأخير التوسع شرقاً، ما تسبب في اختلال موازين القوى، وتقدم الجانب الروسي بطلب لتعديل المعاهدة في اجتماع عام 2007 الذي دعت إليه موسكو، وتم رفض الطلب الروسي، فوقعت روسيا على قرار تعليق مشاركة روسيا في المعاهدة اعتباراً من 12 كانون الأول 2007.
وفي تشرين الثاني 2011 أعلنت الولايات المتحدة من جانبها «تعليق تنفيذ بعض التزاماتها أمام روسيا»، وبعد عدة سنوات أخرى من المحاولات العقيمة لإنقاذ المعاهدة، أعلنت روسيا التعليق التام لمشاركتها في المعاهدة اعتباراً من 11 آذار 2015، والآن تنسحب من هذه المعاهدة.
بالتوازي، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، أنه لا توجد احتمالات للعودة إلى معاهدة القوات التقليدية في أوروبا.
ورداً على سؤال عما إذا كان من الممكن العودة إلى المعاهدة قال ريابكوف: «بالطبع لا توجد احتمالات للعودة إلى معاهدة القوات التقليدية في أوروبا، سيكون من الممكن التحدث عن شيء ما عندما يتخلى الغرب عن سياسته العدائية».
ووفقاً له، سيكون من الممكن الحديث عن «شيء ما عندما تنتهي الفترة المضطربة لعلاقاتنا مع الغرب، الغرب سيتخلى عن سياسته العدائية، وسيبحث عن مناهج أخرى».
وفي وقت سابق، أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، انسحاب روسيا من معاهدة الأسلحة التقليدية في أوروبا، ونُشرت الوثيقة الموقعة على موقع البوابة الرسمية للمعلومات القانونية.
وجاء في الوثيقة: «تم تعيين نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف ممثلاً رسمياً للرئيس الروسي، خلال النظر في مسألة الانسحاب من «معاهدة القوات المسلحة التقليدية» في أوروبا».
من جهة ثانية، أفادت شبكة «سي إن إن» الأميركية بأن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية أنشأت قناة على تطبيق «تليغرام» تحاول من خلالها تجنيد الروس، وذكرت الشبكة أن القناة تتضمن مقاطع فيديو دعائية باللغة الروسية تحتوي على تعليمات حول كيفية الاتصال بها من دون الكشف عن الهوية.
وفي وقت سابق، ذكرت قناة «فوكس نيوز» الأميركية أن مكتب التحقيقات الفيدرالي «إف بي آي» يحاول، منذ شباط، تجنيد الروس عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث ظهر مقطع فيديو على موقعي «فيسبوك» و«تويتر» يذكر به أن الخدمات الخاصة ستغير مستقبل من يشاركون المعلومات الاستخبارية معها، فيما تبحث تلك الخدمات عن جواسيس ومهاجرين وأي شخص لديه معلومات قيمة.
على ضفة موازية، ذكرت صحيفة «بوليتيكو» أن الأموال التي خصصتها الولايات المتحدة من أجل التمويل العسكري الأوكراني ستنضب في الأشهر المقبلة، وسط قلق بعض المشرعين من عدم التمديد مستقبلاً.
وقالت الصحيفة: «التمويل الأميركي للأسلحة والإمدادات (لأوكرانيا) قد ينضب بحلول منتصف الصيف».
وأشارت الصحيفة إلى أنه في كانون الأول الماضي، وافق الكونغرس على حزمة «مساعدات» بقيمة 48 مليار دولار لأوكرانيا، ولكن لم يتبق الآن سوى 6 مليارات دولار من هذا المبلغ.
ولفتت الصحيفة إلى أن «الميزانية الجافة تثير قلقاً بين المشرعين»، حيث يرى الكثير من الأعضاء في الكونغرس أن الدعم لنظام كييف يجب أن يستمر من دون انقطاع.
وكشفت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» عن إجمالي قيمة المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا والتي بلغت 37.6 مليار دولار منذ وصول إدارة الرئيس جو بايدن إلى السلطة.
في الغضون، أكد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل غالوزين أن دول الغرب تنظر لمنطقة آسيا الوسطى على أنها أداة لـ«سياسة احتواء» روسيا والصين، إضافة إلى شنها حملات إعلامية في المنطقة ضد روسيا.
ونقلت وكالة «تاس» عن غالوزين قوله في مؤتمر آسيا الوسطى الثالث لنادي فالداي الدولي المنعقد في مدينة تومسك الروسية: «تقوم دول التحالف الغربي باستخدام وسائل الإعلام الخاضعة للرقابة والمنظمات غير الحكومية بحملة إعلامية ضد روسيا في آسيا الوسطى من أجل إيجاد صورة بين السكان المحليين، وخاصة الشباب تؤثر في وعي الجمهور من خلال محاولات تشويه سمعة تاريخنا المشترك»، لافتاً إلى أن دول الغرب تنظر إلى منطقة آسيا الوسطى فقط كمكان للسيطرة على مفترق طرق التجارة من آسيا إلى أوروبا والعكس.
وأضاف غالوزين: «يستخدم الجانب الروسي نهجاً مختلفاً نوعياً تجاه آسيا الوسطى، بالنسبة لنا هذه منطقة مجاورة نرتبط بها من خلال تاريخ مشترك ونظام متعدد المستويات ومتشعب على نطاق واسع من العلاقات المتبادلة المنفعة والمتساوية القائمة على التحالف والشراكة الإستراتيجية والتكامل».
وأشار المسؤول الروسي إلى أن الولايات المتحدة تستخدم أساليب إرهاب الدولة للحفاظ على هيمنتها العالمية وأن حرباً في المجالات الاقتصادية والإعلامية والقانونية تدور رحاها ضد روسيا.
ميدانياً، أفادت وزارة الدفاع الروسية بتدمير 22 مسيّرة أوكرانية وصواريخ أميركية وبريطانية واستهداف منظومة باتريوت في كييف وإسقاط مقاتلتين في دونيتسك وتصفية أكثر من 570 مسلحاً على المحاور كلها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن