سورية

القادة العرب يعربون عن ارتياحهم العميق لمشاركة الرئيس الأسد في قمة جدة … الأزمة في سورية انعكست علينا جميعاً.. ولن نكون ضحايا لنظام عالمي جديد لا نشارك في إرسائه وترتيبه

| وكالات

أكد القادة العرب أمس، خلال الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة الثانية والثلاثين لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في مدينة جدة السعودية التي شارك فيها الرئيس بشار الأسد، ضرورة الحفاظ على سيادة ووحدة أراضي سورية ورفض أي تدخل خارجي في شؤونها الداخلية مشددين على أن الشعب السوري دفع غالياً ثمن استمرار أزمتها التي انعكست آثارها على جميع الدول العربية، معربين بالوقت ذاته عن ترحيبهم بعودتها إلى جامعة الدول العربية بعد أن تم إحباط المؤامرات التي تهدف إلى تقسيمها وتفتيتها، وتعد هذه العودة خطوة نحو تعزيز التعاون العربي المشترك وبمثابة التفعيل العملي للدور العربي، وبدء مسيرة عربية لتسوية أزمتها.

الأردن: عودة سورية للجامعة خطوة مهمة تسهم في جهود إنهاء الأزمة

وفي كلمة له خلال الجلسة، رحب الملك الأردني عبد اللـه الثاني بن الحسين بعودة سورية إلى الجامعة العربية، معتبراً إياها خطوة مهمة تسهم في جهود إنهاء الأزمة فيها، مشدداً على أهمية تعزيز المسار السياسي الذي انطلق من اجتماع عمان وبني على المبادرة الأردنية والجهود السعودية والعربية لإنهاء الأزمة ومعالجة تداعياتها الإنسانية والأمنية والسياسية لكي يعود اللاجئون إلى وطنهم، حسب ما ذكرت وكالة «سانا» للأنباء.

ونقلت قناة «المملكة» عن الملك عبد اللـه الثاني قوله: «لقد حذرنا مراراً من استمرار الأزمة السورية من دون حل، فقد دفع الشعب السوري الشقيق ثمنها غالياً، وانعكست آثارها علينا جميعاً».

ولفت الملك عبد اللـه الثاني إلى أن منظومة العمل العربي المشترك بحاجة دائماً إلى التطوير والتجديد، وهنا يأتي دور جامعة الدول العربية في العمل على تعزيز التعاون وخاصة الاقتصادي بين دولنا لمواجهة تحديات الأزمات الدولية، حسب «سانا».

وأكد الملك الأردني، أن القضية الفلسطينية لا تزال محور الاهتمام، ولا يمكن التخلي عن السعي لتحقيق الحل العادل والشامل الذي لن يتحقق إذا لم يحصل الشعب الفلسطيني الشقيق على حقه في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مشيراً إلى أنه لا يمكن للاستقرار والأمن أن يتحققا مع استمرار إقامة المستوطنات ومصادرة الأراضي وهدم البيوت وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم وتدمير فرص منح الشــعب الفلســطيني حقوقــه المشروعة.

مصر: الحفاظ على الدولة الوطنية ضـرورة لضمان مسـتقبل الشـعوب

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من جهته أكد في كلمته أن عودة سورية إلى جامعة الدول العربية تعد بمثابة التفعيل العملي للدور العربي وبدء مسيرة عربية لتسوية الأزمة في سورية استناداً إلى المرجعيات الدولية للحل وقرار مجلس الأمن رقم 2254.

وأشار السيسي إلى أن المنطقة العربية مرت خلال السنوات الأخيرة بظروف استثنائية قاسية هددت على نحو غير مسبوق أمن وسلامة الشعوب العربية الأمر الذي يستلزم تعزيز التعاون العربي لمواجهة هذه التحديات، مؤكداً أن الحفاظ على الدولة الوطنية ودعم مؤسساتها ضـرورة لضمان مسـتقبل الشـعوب فلا يستقيم أبداً أن تظل آمال الشعوب رهينة للفوضى والتدخلات الخارجية التي تفاقم الاضطرابات وتصيب جهود تسوية الأزمات بالجمود، كما أن الاعتماد على الجهود المشتركة والقدرات الذاتية والتكامل فيما بين الجميع لصياغة حلول حاسمة للقضايا أصبح واجباً ومسؤولية.

وحذر السيسي من أن استمرار تصعيد الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاته على الشعب الفلسطيني سيؤدي إلى عواقب وخيمة، مشدداً على ضــرورة تحقيق السلام الشامل والعادل من خلال مبادرة السلام العربية وعلى أساس قرارات الشرعية الدولية بما يضمن إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية على خطوط الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

ولفت السيسي إلى أن أزمة السودان تنذر إذا لم يتم التعاون لاحتوائها بصراع طويل وتبعات كارثية على السودان والمنطقة، كما تستمر الأزمات في ليبيا واليمن بما يفرض تفعيل التحرك العربي المشترك لتسوية تلك الأزمات على نحو أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى.

البحرين: عازمون على مواصلة العمل العربي المشترك

بدوره، أعرب ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة في كلمته عن ترحيب بلاده بالعودة الحميدة للشقيقة سورية إلى بيت العرب الكبير وبالمساعي العربية الجادة التي تظهر فيها بوادر مبشرة لبلورة نظام إقليمي متجدد ومتوازن والمتمثلة في استئناف العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وأكد الملك حمد بن عيسى أن اجتماع القمة يعقد لتجديد العزم لمواصلة مسيرة العمل العربي المشترك بإرادة حرة وتصميم ذاتي وبروح التضامن الجماعي المخلص لتأسيس الاستقرار والرخاء والوئام الذي لا بد أن تنعم به شعوب المنطقة، مشيراً إلى أن الأمة العربية بتاريخها العريق وقيمها الحضارية وما تتمتع به من ثروات بشرية وكفاءات مبدعة وموقع إستراتيجي مميز وموارد طبيعية متنوعة قادرة على النهوض والتقدم لمواكبة حركة العصر عبر تعزيز التكامل العربي وبتجديد شراكاتها الإستراتيجية مع الدول الحليفة والصديقة القائمة على حفظ المصالح المشتركة وبرؤية توافقية وسياسات أكثر فاعلية للتصدي للإرهاب ووقف الحروب وتهديدات أسلحة الدمار الشامل، وصولاً لمنطقة مستقرة تزدهر في محيطها قيم التعايش الإنساني والتقارب الديني والحضاري.

فلسطين: لمحاسبة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمه

من جهته، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كلمته: «نرحب بسيادة الرئيس بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية أخاً عزيزاً بين أهله وإخوانه»، حسب «سانا».

وأضاف الرئيس عباس: «مأساة الشعب الفلسطيني ما زالت مستمرة منذ النكبة عام 1948، فالاحتلال يواصل جرائمه وتوسيع عمليات الاستيطان، ونطالب المجتمع الدولي بمحاسبة الاحتلال على جرائمه وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة الخاصة بالقضية الفلسطينية».

وحسب وكالة «وفا»، أعرب الرئيس عباس، عن ثقته باستمرار القادة العرب بتقديم الدعم السياسي والمادي لتعزيز صمود وبقاء الشعب الفلسطيني على أرضه، ومواصلة بناء مؤسسات دولته المستقلة.

موريتانيا: رص الصفوف

الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني بدوره قال في كلمته: «ما يشهده العالم من أزمات ومتغيرات يؤكد الحاجة الماسة إلى رص الصفوف وتجاوز الخلافات وتقوية العمل العربي المشترك»، وفق «سانا».

وأدان الرئيس الغزواني، الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني وأكد دعم بلاده له في حقه بإقامة دولته المستقلة وفق قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

وأشاد الرئيس الغزواني، بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي، آملاً لها أن تستعيد دورها المحوري والتاريخي في تعزيز العمل العربي المشترك، وأضاف: «أرحب بأخي صاحب الفخامة الرئيس بشار الأسد».

تونس: نرفض أن نكون ضحايا لنظام عالمي جديد

وقال الرئيس التونسي قيس سعيد في كلمته: «نحمد اللـه تعالى على عودة الجمهورية العربية السورية إلى أحضان جامعة الدول العربية، بعد أن تم إحباط المؤامرة التي كانت تهدف إلى تفتيتها وتقسيمها ودفع الشعب العربي السوري الثمن باهظاً حتى تبقى سورية دولة واحدة».

وأشار سعيد إلى أن التحديات التي تواجهها الدول العربية كبيرة، وهي تشترك في الإرادة نفسها من أجل تجاوزها، وأولى هذه التحديات هي الحفاظ على دولنا لأن هناك من يعمل على إسقاطها حتى تغيب المؤسسات وتعم الفوضى، موضحاً أن العالم بصدد التشكل من جديد، ولا يجب أن يتشكل على حساب الأمة العربية التي لديها من الإمكانية ما يكفي لتحقيق مصالح شعوبها، بعيداً عن أي إملاءات من الخارج.

وبين سعيد أن الأشقاء في فلسطين يقدمون كل يوم جحافل الشهداء والجرحى للتحرر من نير الاحتلال الصهيوني البغيض، فضلاً عن ملايين اللاجئين الذين لا يزالون يعيشون في المخيمات، وآن للإنسانية جمعاء أن تضع حداً لهذه المظلمة.

الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» من جهته نقل عن الرئيس سعيد قوله: «إننا نرفض أن نكون ضحايا لنظام عالمي جديد لا نشارك في إرسائه وترتيبه».

جيبوتي والصومال: نرحب بعودة سورية

رئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيله من جانبه قال في كلمته: «نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي معتبرين ذلك خطوة هامة نحو تعزيز التعاون العربي المشترك، ونثّمن الجهود العربية التي بذلت بهذا الخصوص»، حسب «سانا»، على حين قال الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود في كلمته: «نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الجامعة العربية لتمارس دورها التاريخي في مختلف القضايا العربية».

الكويت: رفض التدخل في شؤون سورية

ولي عهد الكويت مشعل الأحمد الجابر الصباح بدوره رحب في كلمته بعودة سورية إلى الجامعة العربية وقال: «نأمل أن تكون منطلقاً لإنهاء الأزمة فيها، ونؤكد موقفنا الثابت بضرورة العمل من أجل تقديم المساعدة الإنسانية للشعب السوري».

وأكد رفض بلاده لأي تدخل خارجي في شؤون سورية الداخلية وقال: «نؤكد موقفنا بضرورة الحفاظ على سيادتها ووحدة أراضيها».

العراق: تطوير مناهج الجامعة نحو بناء تكتل اقتصادي يعزز اقتصاداتنا

بدوره، رحب رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في كلمته بعودة سورية إلى مكانها الطبيعي في الجامعة العربية، مبيناً أن العراق دعم هذه الخطوة منذ البداية لأهميتها على طريق الاستقرار في المنطقة ومن منطلق الشعور بالمسؤولية تجاه كل الأشقاء في البلدان العربية.

وشدد السوداني على موقف العراق الثابت والمبدئي إزاء الحق الفلسطيني في الأرض والسيادة وبإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، داعياً في الوقت ذاته الجامعة العربية إلى تفعيل العمل العربي المشترك وتطوير نهجها نحو بناء تكتل اقتصادي من شأنه تعزيز اقتصادات الدول العربية واستثمار مواردها المختلفة على أفضل وجه، معرباً عن ترحيب بلاده بالاتفاق بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية لكونه يخدم الاستقرار والازدهار في المنطقة.

وأكد السوداني، أن «التفاف العرب حول بعضهم ليس انعزالاً، بل يزيدنا انفتاحاً على جيراننا كعرب مجتمعين وكدول عربية منفردة»، حسب وكالة الأنباء العراقية «واع» التي ذكرت أنه دعا «الجامعة العربية إلى تطوير مناهجها نحو بناء تكتل اقتصادي، لتعزيز اقتصاداتنا واستثمار مواردنا المختلفة بأفضل وجه».

لبنان: الحوار مع سورية لإعادة اللاجئين

رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي قال في كلمته: «نثّمن عودة الشقيقة سورية إلى القيام بدورها كاملاً في جامعة الدول العربية» حسب «سانا».

وأشار ميقاتي إلى أن عودة اللاجئين السوريين من لبنان إلى وطنهم، لا يمكن أن تتحقق ما لم تتضافر الجهود العربية، مع مؤازرة من المجتمع الدولي، وبالتواصل والحوار مع الشقيقة سورية في إطار موقف عربي جامع ومحفز عبر مشاريع بناء وإنعاش للمناطق المهدمة لوضع خريطة طريق لعودة الأخوة السوريين إلى ديارهم، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الوطنية اللبنانية.

سلطنة عُمان: تعزيز وتنميته التعاون

بدوه قال في كلمته: «نرحب باستئناف مشاركة الجمهورية العربية السورية الشقيقة الفاعلة في أعمال الجامعة العربية ونعرب عن ارتياحنا لمشاركة فخامة الرئيس بشار الأسد في القمة مع اليقين التام أن سورية ستستعيد مكانها كمنارة عربية».

وأضاف حسب «سانا»: إن الحفاظ على الجامعة العربية وتطويرها سيعزز تنمية التعاون بين دولنا بما فيه مصلحة شعوبها.

السودان: حريصون على علاقتنا مع سورية

المبعوث الخاص لرئيس مجلس السيادة السوداني السفير دفع اللـه الحاج علي قال في كلمته: «نرحب بعودة سورية إلى الجامعة العربية، والسودان ظل يدعو لعودة سورية إلى بيت العرب وحرص على استمرار علاقته الدبلوماسية معها».

على حين أكد رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد يوسف المنفي من جانبه في كلمته ضرورة تنفيذ خريطة طريق لحل الأزمة في ليبيا عبر الحوار وإنهاء الانقسام بما يحافظ على مؤسسات الدولة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن