سورية

التقى نظيره التونسي ونائب رئيس دولة الإمارات وتبادل الحديث مع السيسي وتميم بن حمد … الرئيس الأسد: سورية وتونس تقفان معاً ضد التيار الظلامي … الرئيس سعيّد: أنتم أشقاؤنا وما يؤذيكم يؤذينا.. واللقاء كان تاريخياً

| الوطن - وكالات

شكلت مشاركة سورية ممثلة بالرئيس بشار الأسد الحدث الأبرز خلال اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة بدورته الــ32 في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، وحفلت مشاركة الرئيس الأسد بالعديد من اللقاءات الثنائية والمصافحات الحارة مع عدد من القادة العرب على هامشها، والتي كانت عدسات كاميرات الصحفيين تلاحقها.

والتقى الرئيس الأسد نظيره التونسي قيس سعيّد على هامش مشاركته في القمة وبحثا العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين والتعاون الثنائي في مختلف المجالات، حسبما ذكرت وكالة «سانا».

ورحب الرئيس الأسد خلال اللقاء بعودة العلاقات الطبيعية والتاريخية بين سورية وتونس، منوهاً بضرورة تعزيز هذه العلاقات ليس فقط على المستوى السياسي والاقتصادي، وإنما على المستوى الثقافي والفكري والشعبي، ومشيراً إلى أنه أمام المسؤولين والسفراء في الدولتين الكثير من العمل من أجل وضع خطة مشتركة للتحرك على الساحة العربية والدولية أيضاً.

وأكد الرئيس الأسد أن سورية وتونس تقفان معاً ضد التيار الظلامي، لأنهما تتشاركان في قضية هي قضية الفكر والوعي والانتماء، وهذا ما يتم استهدافه من قبل الخارج، معتبراً أن العرب أبناء أمة واحدة يجمعهم انتماء واحد، الأمر الذي تفتقده الشعوب الأخرى.

بدوره قال الرئيس سعيّد خلال اللقاء: «أنتم أشقاؤنا وما يؤذيكم يؤذينا، فسورية هي بلدنا وكان هناك الكثير من التونسيين الذين لجؤوا إلى سورية خلال فترة الاستعمار الفرنسي، وكانت علاقات سورية دائماً ممتازة مع المغرب العربي».

وعبّر الرئيس سعيّد عن ارتياح تونس الكبير لما حققته سورية في حربها ضد الإرهاب ومنع التدخل الخارجي، وقال: إن الهدف كان تقسيم سورية إلى كيانات، ولكن الشعب السوري لم يقبل أبداً أن يتم التدخل في شؤونه وأثبت أنه هو الوحيد الذي يحسم أمره.

وفي تصريح للتلفزيون التونسي الرسمي عقب اللقاء قال الرئيس الأسد: كان دائماً السؤال في سورية خلال الحرب، هل يا ترى الشعب العربي فعلاً تغير؟ هل يا ترى سورية وحيدة؟ وكانت النقطة الأساسية هي التمييز بين المواقف الرسمية والمواقف الشعبية، الحقيقة كنا في تونس على الرغم من كل الظروف التي مرت بها خلال العقد الماضي ونيف، كانت تظهر وتظهر حالات تدل على التوجه الشعبي الحقيقي، أقول الآن وبعد لقائي مع فخامة الرئيس قيس سعيّد: تأكدت من هذا الشيء ورغم أنه مؤكد ولكن زيادة التأكيد دائماً ضرورية.

وأضاف الرئيس الأسد: الشعب العربي بشكل عام لم يتغير، ولكن تونس بالذات كانت لها أهمية لأنها استخدمت كإحدى المنصات أو لإظهارها كإحدى منصات التآمر، ليس فقط على سورية وإنما على الفكر العربي، وعلى الانتماء العربي، كأنها منصة للفكر الظلامي الذي يريد أن ينطلق ويسود في مختلف الدول العربية.

وتابع: تأكدت اليوم أن تونس لم تتغير، والأهم من ذلك إذا لم نحصر الحديث بالسنوات العشر أو الـ12 سنة الماضية، أريد أن أقول: حتى الاستعمار الفرنسي الذي عمل جاهداً على عملية فرنسة للمغرب العربي لم يتمكن من ذلك، وهذا أهم من العقد الماضي، كل هذه الأشياء لمستها اليوم، كل هذه الأشياء هي التي تحدد السياسات المستقبلية بالنسبة لنا، هل هناك قاعدة شعبية؟ هل هناك قاعدة رسمية للعمل العربي المشترك ونحن الآن في قلب قمة مهمة جداً؟ هل هناك إمكانية لعلاقات ثنائية عميقة تتجاوز العلاقات الدبلوماسية، تتجاوز العلاقة بين المسؤولين، تتجاوز العلاقة بين الرئيسين، وتنزل إلى المستوى الشعبي بمختلف قطاعاته الاقتصادية والأهم الثقافية والفكرية؟ لكي نكوّن وعياً مشتركاً، عندما نقول: عمل عربي مشترك ونحن في قمة، فما يبنى عليه العمل العربي المشترك هو الوعي المشترك، هذا ملخص للقائي مع فخامة الرئيس.

ووصف الرئيس سعيد، اللقاء الذي جمعه مع الرئيس الأسد بأنه كان «تاريخياً»، ونقل بيان لمكتب الرئيس التونسي عن سعيد قوله عقب الاجتماع، إنه «بات مقتنعاً تماماً في الوقت الراهن بضرورة دعم بلاده لسورية».

وعرضت وكالة الأنباء التونسية الرسمية صوراً للرئيسين سعيد والأسد وهما يتبادلان التحية والابتسامات والمصافحة الدافئة ويعقدان جلسة محادثات جادة، ودعي الرئيس الأسد إلى المقر الذي يقيم فيه الرئيس التونسي في جدة التي استضافت القمة.

كما التقى الرئيس الأسد الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس الوفد الإماراتي المشارك في القمة.

وبحث الرئيس الأسد مع الشيخ منصور بن زايد العلاقات الثنائية الوثيقة بين سورية والإمارات، وسبل تعزيز العمل العربي المشترك.

بدوره نقل الشيخ منصور للرئيس الأسد تحيات رئيس دولة الإمارات صاحب السمو محمد بن زايد آل نهيان.

وفي السياق تبادل الرئيس الأسد مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي أطراف الحديث، خلال استعداد الرؤساء والملوك والقادة العرب لالتقاط الصورة الجماعية التذكارية قبل انعقاد الجلسة الافتتاحية للقمة، على ما ذكر موقع «القاهرة 24» الإخباري.

وبدأ أول لقاء بين الرئيس الأسد ونظيره المصري بسلام حار قبل أن يتبادلا الحديث لأول مرة بشكل مباشر.

كما ذكرت «سانا» أن «مصافحة تمت بين الرئيس بشار الأسد وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قبل الدخول إلى قاعة انعقاد القمة وتلا ذلك حديث جانبي بينهما».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن