سورية

الزراعة قاعدة.. والصناعة رائدة.. والدولة هي الضمان الاجتماعي للمواطن … وفد من الخارجية السورية يطلّع على التجربة الصينية في التحديث والتنمية

| شنغهاي - لجين سليمان

في إطار التدريبات التي يقدّمها مركز «الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية» للمسؤولين العرب، زار وفد سوري من وزارة الخارجية المركز أول من أمس واطلع على واقع العمل، بهدف الاطلاع على التجربة الصينية في التحديث والتنمية.

وفي محاضرة له حول التحديث الصيني، وصل «الوطن» نسخة منها تحدث المدير التنفيذي للمركز البروفسور «وانغ غوانغدا» عن أهمية التحديث الصيني والمبادرات التي تقدمها الصين للعالم مثل مبادرة الأمن العالمي، ومبادرة التنمية العالمية، ومبادرة الحضارة العالمية، كما تم اقتراح عدد من الحلول للمشكلات التي يعانيها الواقع السوري في فترة ما بعد الحرب.

وقدم «وانغ» في محاضرته مقاربة تاريخية للواقعين السوري والصيني، إذ إن المعاناة مشتركة فكلا البلدين واجه الاستعمار سنين طويلة، ومع ذلك فإن الصين اختارت النهوض بالاعتماد على الذات من خلال إنشاء زراعة قوية، إذ تم التطرّق خلال المحاضرة إلى أهمية إقامة زراعة حقيقية من خلال وضع خطة زراعية لسورية، بما يكفل إقامة صناعة زراعية، شارحاً وجهة النظر الصينية التي اعتمدت مبدأ «الزراعة قاعدة والصناعة رائدة» من أجل إقامة صناعة زراعية قوية.

كما أكد أهمية وضع القطاع الحكومي في المقام الأول، فعلى الرغم من أن القطاع الخاص هو شريك مهم، إلا أن الدولة هي الضمان الاجتماعي للمواطن، لافتاً إلى أهمية تخليد الإنسان المُنتج، فالدولة هي المسؤولة عن ترسيخ قيم التخليد في أي مجتمع.

وحول ضرورة النهوض بالمدن السورية في فترة ما بعد الحرب، لفت «وانغ» إلى أن «التحديث الصيني للمدن هو حدث لم تشهده معظم دول الغرب»، مشيراً إلى «أهمية تخليص المدن من العشوائيات وبناء سكن لأبناء الطبقة الوسطى، مشيراً إلى أنه لابد لسورية في فترة ما بعد الحرب، من العمل على التخفيف من حدة الفقر لزيادة شريحة الطبقة الوسطى تماماً كما فعلت الصين، إذ عمل الرئيس الصيني «شي جينغ بينغ» منذ توليه الحكم على تخفيف حدة الفقر، ليُعلن بعد ذلك بسنوات أن الصين قد انتهت من القضاء على الفقر المدقع».

وأشار إلى تجربة الصين في تحديث الأرياف، مثل قرية «جونغ يي» في مقاطعة «تشوشنيغ»، التي بدأت تشهد تحديثاً كبيراً بعد أن كانت قرية فقيرة، إذ تم العمل على بناء مساكن حديثة للسكان مع التركيز على تطوير الإنتاج الزراعي بحيث تتحول لاحقاً إلى منطقة زراعية وسياحية. مشدداً على ضرورة تقليص الفجوة بين الريف والمدينة، حيث لا تتمركز الكثافة السكانية العالية في المدن.

كما تناولت المحاضرة فكرة: «أنّ الهدف الأساس من كل ما سبق هو المواطن، لأن التنمية التي لا تنعكس بالخير على أبناء الشعب هي تنمية بالاسم فقط، فلكي يشعر المواطن بانتماء حقيقي لوطنه، يجب أن يحصل على دخل كاف من خلال واقع اقتصادي جيد يُنتج واقعاً اجتماعياً جيداً».

وعن كيفية جذب الاستثمار إلى سورية في فترة ما بعد الحرب، لفت «وانغ» إلى أنه «تجب تهيئة المناخ السياسي على الصعيد الخارجي، وكذلك العمل على إقامة بيئة استثمارية آمنة للمستثمر، فالأمان هو ما يُشجّع على الاستثمار».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن