الأولى

المافيا البلغارية في الاتحاد الأوروبي

| تيري ميسان 

بعد حل الاتحاد السوفييتي، تشكلت مجموعتان من المافيا في بلغاريا، (فاسيل الييف سوكيوريتي) و(شركة التأمين الآمن) التي كان يتبع إليها الكاراتيكا بويكو بوريسوف. هذا الرياضي العالي المستوى، والأستاذ في أكاديمية الشرطة، أسس شركة خاصة لحماية كبار الشخصيات، كما أصبح الحارس الشخصي لكل من الرئيس السابق الموالي للسوفييت، تودور جيفكوف، والرئيس الموالي للولايات المتحدة، سيميون الثاني.
وعندما أصبح الأخير رئيساً للحكومة، تم تعيين الرياضي بوريسوف مديرا للإدارة المركزية في وزارة الداخلية، ثم انتخب محافظا لمدينة صوفيا.
عام 2006، رسم سفير الولايات المتحدة، جون بيرل، ملامح شخصيته في برقية سرية، كشف عنها موقع ويكيليكس. قدمه السفير ببرقيته على أنه مرتبط باثنين من كبار زعماء المافيا، مالدين ميهاليف (الملقب «مازهو») ورومن نيكولوف (الملقب «باشا»)، الاثنان مؤسسا شركة التأمين الآمن.
عام 2007، أكدت مجلة الكونغرس الفصلية أن هذا الرياضي الكبير خنق العديد من التحقيقات في وزارة الداخلية، وكان متورطا ب28 عملية اغتيال لمصلحة المافيا، ليصبح فيما بعد شريكا لجون ماك لوغلين، نائب مدير (سي. آي. ايه).
وتضيف المجلة: يعتقد أنه هو من أنشا السجن السري التابع لوكالة الاستخبارات المركزية في بلغاريا، وهو من ساعد على توفير قاعدة عسكرية في إطار مشروع الهجوم على إيران.
حين أصبح، هو ذاته، رئيساً لحكومة بلاده، وكانت بلغاريا عضواً في حلف شمال الأطلسي، وفي الاتحاد الأوروبي، طلبت (سي. آي. ايه) من بوريسوف المساعدة في الحرب السرية ضد معمر القذافي، فزودها بحبوب الكبتاغون- التي تصنعها شركة التأمين الآمن كمنشط لمصلحة الرياضيين الألمان- فزودتها (سي. آي. ايه) بدورها لجهاديي تنظيم القاعدة في ليبيا.
بعد ذلك جعلت (سي. آي. ايه) هذا المخدر الاصطناعي أكثر جاذبية، وأكثر كفاءة حين مزجته مع الحشيش كمخدر طبيعي، ما مكنها من السيطرة بسهولة على المقاتلين، وجعلهم أكثر توحشا.
بعد ليبيا، توسع بوريسوف بسوق مخدراته نحو سورية.
لكن الأهم من كل ذلك حصل حين استخدمت (سي. آي. ايه) الميزات الخاصة لدولة عضو سابق في حلف وارسو، ثم تحولت لعضو في حلف شمال الأطلسي، فاشترت منها بقيمة 500 مليون دولار أسلحة سوفييتية الصنع، ونقلتها إلى سورية، أهمها 18800 قاذفة قنابل مضادة للدبابات المحمولة، و700 من أنظمة الصواريخ المضادة للمدرعات من نوع كونكورس.
عندما أرسل حزب اللـه وفدا إلى بلغاريا لجمع معلومات عن تجارة التهريب هذه، فجأة تعرضت حافلة سياح إسرائيليين لعملية تفجير في مدينة بورغاس. وعلى الفور، وجه كل من بنيامين نتانياهو وبوريسوف الاتهام للمقاومة اللبنانية.
مع ذلك، حين تولى الاتحاد الأوروبي القضية بهدف تصنيف حزب اللـه «كمنظمة إرهابية»، أشار كريستيان فيجينين، وزير الخارجية خلال الفترة القصيرة التي أقصي فيها بوريسوف عن السلطة، أنه ما من شيء يسمح في الواقع بالربط بين الهجوم على الحافلة الإسرائيلية، والمقاومة اللبنانية.
أوقفت (سي. آي. ايه)، اعتباراً من نهاية 2014، طلباتها من بلغاريا، مستعيضة عنها بالمملكة السعودية، التي بوسعها شراء، ليس أسلحة سوفييتية فحسب، بل معدات عسكرية من حلف شمال الأطلسي، كالصواريخ المضادة للدبابات الموجهة سلكيا من نوع ب. ج. ام-71، وتاو.
قريبا، بعد دعم دولة الإمارات للرياض، سيكون بوسع الدولتين الخليجيتين تأمين الإمدادات للقاعدة و«داعش» عبر شركة العربية السعودية للشحن الجوي، والاتحاد للشحن الجوي الإماراتي، إما من تبوك على الحدود السعودية-الأردنية، أو من القاعدة الجوية الفرنسية-الأميركية، في الظفرة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن