سورية

«بناء الدولة» يهاجم الائتلاف بسبب انتقاد رئيسه و«يرفض» قمع السوريين باسم «الثورة»

انتقد تيار «بناء الدولة السورية» المعارض أمس الائتلاف المعارض على خلفية إصداره بياناً قبل أيام هاجم فيه رئيس التيار «لؤي حسين» بعد تسريبات نشرتها قنوات معارضة شتم فيها الأخير ما يسمى «الثورة».
وقال التيار في بيان صحفي له نشره على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: إنه «يرفض جملةً وتفصيلاً ما ورد على لسان الناطق الرسمي للائتلاف الوطني السوري، سالم المسلط، على أنه موقف للائتلاف من الحديث المسروق لرئيس التيار. إذ كان من الواضح أن المقصود من حديثه ليس «السوريين الأحرار وثورة الكرامة»، كما جاء على لسان السيد المسلط، بل كان المقصود بالحديث متسلقي الثورة وتجار الدم وأمراء الحرب و«شبيحة الثورة» ومنتهكي حرية السوريين وكراماتهم باسم (الثورة)».
وأشار البيان إلى أن «التيار الذي لم يتردد لحظة واحدة منذ تأسيسه في الدفاع بكل قوة عن حرية وكرامة جميع السوريين من دون استثناء ضد الانتهاكات التي تطالهم على يد النظام، فإنه في نفس الوقت يرفض بكل قوة انتهاك حرية السوريين أو اضطهادهم أو قمعهم أو التضييق عليهم وعلى آرائهم باسم «الثورة» من قبل أطراف تدّعي أنها تمثل «الثورة» أو الشعب السوري».
وأكد التيار أن أي «منتهك لحريات السوريين قولاً أو فعلاً هو خارج مبادئ الحرية التي يتم السعي إلى تحقيقها».
وأشار إلى أنه «إذ يلتقي مع الائتلاف ضمن توجهه إلى خلق توافق بين القوى السياسية السورية، المعارضة والموالية، بهدف إنقاذ البلاد التي أوشكت على الانهيار التام، فقد كان يتوقع أن يكون الائتلاف قد تخلص من موقعه اللاحق للمتغيرات الميدانية وقرر الانتقال إلى موقع الرائد والقائد، وأنه قد تخلى عن المبدأ المغلوط «عدو عدوي صديقي» وأقلع عن تبني مرتكبي الفظائع باسم «الثورة» بذريعة أنهم يناوئون النظام، خاصة أن ذلك لا يخدم مصالح وحقوق جميع السوريين بالحرية والعدالة والكرامة على المدى القريب أو البعيد».
وأثنى «بناء الدولة» على ما اعتبره «شجاعة قيادة الائتلاف واعتمادها مبدأ إنقاذ الوطن من كل المخاطر التي تتهدده الآن»، لكنه قال إنه «ينتظر من الائتلاف توضيح موقفه من أعداء حرية الشعب السوري ووحدته التامة ومن أمراء الحرب وتجار الدم ومحرضي الطائفية. إذ لم يعد يكفي الآن اتخاذ المواقف من النظام ومن داعش فقط، إذا ما أردنا العمل بصدق على إنقاذ الوطن السوري من جميع القوى الطغيانية والعنفية والتسلطية والتفتيتية».
وقبل أيام هاجم «الائتلاف»، حسين، مستنكراً ما تم نقله على لسانه عبر تسريبات لتسجيلات صوتية واصفاً إياها بـ«ألفاظ نابية وشتائم تطال السوريين الأحرار».
وقال الائتلاف في بيان صحفي حينها: إن «هذه اللغة المدانة والحاقدة على «ثورة» الشعب السوري، وشهدائها الأبرار، تتناقض أولاً شكلاً ومضموناً، ونصاً وروحاً مع ما تم التوافق عليه مع تيار بناء الدولة».
وأضاف: «إنها تلقي أيضاً بظلال ثقيلة من الشك على مصداقية ما يتعهد به التيار وتلحق أشد الضرر بمساعي الائتلاف لتوطيد التوافق والتكامل مع قوى الثورة المدنية والمسلحة من جهة».
وبثت إحدى القنوات المعارضة تسجيلات صوتية تظهر أن حسين ونائبته منى غانم يشتمان ما تسمى «الثورة»، إلا أن «التيار» أصدر بياناً صحفياً حينها أكد فيه أن التسجيلات مجتزأة بصورة خبيثة بهدف تشويه سمعة لؤي حسين ونائبته منى غانم»، وأعلن أنه سيقاضي تلك القناة التي وصفها بـ«الغوغائية والصحفي المتورط في هذا العمل المبتذل، وذلك وفقاً للقوانين الأوروبية السارية في موقع الحدث». وكانت معارضة الخارج شنت هجوماً شرساً على حسين على خلفية رفضه وضع علم «المعارضة» أو كما يسمونه «علم الثورة» خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مع رئيس «الائتلاف» خالد خوجا في اسطنبول.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن