سورية

دي ميستورا يواصل مشاوراته في جنيف و«التغيير والتحرير» تطالب بخطوة عملية.. والعربي يؤكد أهمية مشاركة المجتمع الدولي في إنهاء الأزمة

القاهرة – رلى الهباهبة – دمشق – الوطن – وكالات: 

يواصل المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، وفريق عمله، في قصر الأمم، في مقر الأمم المتحدة بجنيف مشاوراته مع أطراف سورية وإقليمية ودولية للاستماع إلى وجهة نظرهم حول سبل حل الأزمة في سورية المستمرة منذ أكثر من أربع سنوات.
وفي هذا الإطار التقى دي ميستورا الإثنين وفد «جبهة التغيير والتحرير» المعارضة، الذي ضم كلاً من قدري جميل عضو قيادة الجبهة وأمين حزب الإرادة الشعبية، ويوسف سلمان عضو قيادة الجبهة ورئيس الحزب الديمقراطي الاجتماعي، وعبادة بوظو أمين حزب الإرادة الشعبية، وعضو جبهة التغيير والتحرير، ومسؤول العلاقات الخارجية والإعلامية في الحزب.
وبحسب بيان للجبهة تلقت «الوطن» نسخة منه، فقد جرى خلال اللقاء الذي استمر لمدة ساعتين تبادل صريح للأفكار والآراء بين الجانبين، حيث أشار دي ميستورا إلى أن الهدف من المشاورات التي يجريها هو سبر إمكانيات وسبل تطبيق بيان جنيف1 عملياً، وضمان عدم انهيار سورية وضمان وحدتها وسيادتها، وتقديم ضمانات لمختلف شرائح الشعب السوري بمستقبل بلادهم، مشيراً إلى أهمية اللقاء مع جبهة التغيير والتحرير بحكم ما هو معروف عنها من امتلاك رؤية مختلفة للوضع والحل في سورية.
من جانبه أكد جميل أن المطلوب في سورية هو حل سياسي على قاعدة مصالحة وطنية شاملة وحقيقية، مشدداً على ضرورة عدم ترك مصير سورية بيد 200 – 300 سياسي سوري من هذا الطرف أو ذاك، لم يثبتوا بالمحصلة حتى الآن أنهم على مستوى جسامة الأحداث.
وأكد أن الأمم المتحدة مدعوة إلى أفعال وليس إلى مشاورات فقط، رغم احترام الجهود التي يبذلها المبعوث الدولي وفريقه، على اعتبار أن مواقف مختلف الأطراف الداخلية والإقليمية والدولية من الأزمة السورية باتت معروفة ولا حاجة لسبرها.
وأضاف جميل بهذا الصدد: إن الأمم المتحدة هي التي وصفت الأزمة السورية بأنها الأسوأ في تاريخ البشرية منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، وأنه ما لم تقم هذه المنظمة الدولية بدورها اليوم في حل هذه الأزمة فإنها ستؤكد فقدان دورها الوظيفي، وأهمية وجودها.
واقترح جميل على الأمم المتحدة أن تطلب عبر مجلس الأمن الدولي من مختلف أطراف الصراع السوري الذهاب، وضمن فترة زمنية محددة وليست طويلة، إلى تطبيق بيان جنيف1، ومن ضمنه تشكيل هيئة الحكم الانتقالي كاملة الصلاحيات والتي ينبغي على السوريين فقط التفاهم فيما بينهم على تفاصيلها.
وشدد جميل على أن تنازع الطرفين على موضوع «رحيل» الرئيس أو «بقائه»، وطرحها كشرط مسبق على الحل هما وجهان لعملة واحدة، بمعنى التسبب بعرقلة هذا الحل، وإطالة أمد الأزمة والكارثة السورية.
وفي نهاية اللقاء تبادل الجانبان طرح الأسئلة والأجوبة والخلاصات، حيث أكد جميل أهمية إضافة ملاحق لبيان جنيف للحظ التغييرات، وليس الدخول في متاهة تعديل البيان التي لن تنتهي، مشدداً على أن عامل الزمن هو العدو الأكبر أمام السوريين الذين ينبغي إنهاء كارثتهم الإنسانية بأسرع وقت ممكن، والاستفادة من التحولات الجارية في المشهد الدولي والإقليمي، وإرادة عموم السوريين نحو الحل، وإلا لن يكون هناك مادة للحديث عنها، أي لن تكون هناك سورية التي نعرفها، وفي النهاية فإن خطوة عملية واحدة أفضل من دزينة برامج نظرية.
من جانبها أعلنت جامعة الدول العربية أن أمينها العام نبيل العربي التقى في جنيف «الإثنين» مع المبعوث الأممي إلى سورية حيث عقدا جلسة مشاورات بشأن آخر تطورات الأزمة السورية.
وأفاد بيان للجامعة أن العربي تحدث مع دي ميستورا مطولاً عن الحاجة الملحة لمضاعفة العمل الإقليمي والدولي لوقف إراقة الدماء في سورية.
وأعرب العربي عن أهمية مشاركة المجتمع الدولي والمنظمات الدولية في الجهود الرامية لإنهاء الأزمة السورية عن الطريق الحل السياسي.
على خط مواز نشرت الأمم المتحدة على موقعها الالكتروني صوراً لعدد ممن التقاهم دي ميستورا وفريقه حتى الآن في إطار المشاورات التي بدأها في الخامس من الشهر الجاري ويتوقع أن تستمر من أربع إلى ست أسابيع.
وممن التقاهم دي ميستورا بحسب الموقع سفير سورية لدى الأمم المتحدة بجنيف حسام الدين آلا، ووفد من الاتحاد الروسي برئاسة الممثل الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف أليكسي بورودافكين، وممثل الولايات المتحدة بمكتب الأمم المتحدة بجنيف «باميلا هاماموتو»، والمبعوث الأميركي الخاص إلى سورية «دانيال روبنشتاين»، ووكيل وزارة الخارجية السعودية لشؤون الإعلام والتكنولوجيا محمد بن سعود بن خالد آل سعود، ومدير عام الشرق الأوسط وشمال إفريقية بوزارة الخارجية التركية جان ديزدار، ومدير الشؤون السياسية لوزير الخارجية الفرنسي نيكولاس دي ريفير، ووفد من قطر برئاسة سفير الدوحة لدى تركيا سالم بن مبارك آل شافي و«عبد الرحمن صلاح الدين» مساعد وزير الخارجية المصري.
وممن التقاهم دي ميستورا وفريقه أيضاً اللجنة المنبثقة لمؤتمر القاهرة، «هيثم مناع، وليد البني، خالد محاميد، عبد القادر السنكري»، ورئيس تيار بناء الدولة لؤي حسين، ونائبته منى غانم، ورئيسة حركة المجتمع التعددي رندا قسيس، وعمرو سراج من المركز السوري للدراسات السياسية والإستراتيجية، والباحث السوري والناشط السياسي سمير التقي الذي يشغل حالياً منصب مدير عام مركز بحوث الشرق في دبي، وكذلك هيثم المالح من الائتلاف المعارض الذي سلّم دي ميستورا رسالة موجّهة إليه من الائتلاف تضمّنت شرحاً وتوضيحاً لموقف الائتلاف بشأن سبل حل في سورية، والناشطة في المجتمع المدني ريم تركماني ووفد من جبهة التغيير والتحرير برئاسة قدري جميل، والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، ووفد هيئة التنسيق الوطني برئاسة حسن عبد العظيم.
وبحسب ناشطين فإن بعض المعارضين السوريين لم يقبلوا أن تلتقط لهم الصور لأنهم ضد ما يقترحه دي مستورا ويجدون أن ما يقوم به يصب في مصلحة «النظام» ولن يؤدي إلى نتيجة ووافقوا على الحضور من أجل نقل وجهة نظرهم القاسية ضده مباشرة في وجهه، ومنهم من لا يرغب أن تظهر الصور لأسباب منها أن هناك الكثير جداً ضد هذه المباحثات ويعتقدون أن خطة دي ميستورا هي إظهار للرأي العام وللأمم المتحدة أنه قام باستقبال جميع الأطراف ومن ثم سيصوغ فكرة موجودة عنده أصلاً على أساس أنها نتيجة آراء أغلبية من التقاهم ليقدمها إلى مجلس الأمن.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن