رياضة

شهر عسل وزيادة!

| غانم محمد 

لا نعرف قيمة الأشياء معظم الأحيان إلا حين نفتقدها، وعلى هذه القاعدة قرأتُ أكثر من موقف يترحّم على أيام الاتفاقيات الرياضية وبروتوكولات التعاون مع بعض الدول الآسيوية والأوروبية الشرقية مع أن ذاكرتي تقول إننا كنا ننتقد هذه البروتوكولات ولا نرى فيها أي فائدة مع أنها كانت تفرض على الدول الأخرى استقبال منتخباتنا وتزويدنا بمدربين وإرسال فرقها إلى عندنا وتبادل الخبرات والمعسكرات.
نترحّم على تلك الأيام لأنه في أسوأ المواقف كنّا نطير إلى رومانيا أو هنغاريا أو بيلاروسيا… إلخ، أما الآن فلا نجد مكاناً نطير إليه لإجراء معسكر أو نلعب فيه مباراة ودية لأحد منتخباتنا أو فرقنا ولا حتى الأردن!
لا نستعيد هذه التفاصيل لنتباكى عليها ولكن لنحثّ اتحادنا الكروي على تشكيل لجنة خاصة مهمتها تطوير علاقات الاتحاد الكروي مع الاتحادات المماثلة وتوقيع اتفاقيات تعاون تضمن لفرقنا ومنتخباتنا الكروية المزيد من فرص التحضير والاحتكاك بحيث لا نسلق معسكراتنا أو نتركها برسم المصادفات والتقلبات ولسنا بحاجة لسوق الأدلة، فذاكرة الأمس القريب تقول إننا محاصرون كروياً ولا يفكّ هذا الحصار إلا العمل الجاد والمضني والمستمر والذي قد يستغرق أكثر من سنة قبل أن نستعيد حضور الكرة السورية بحسابات الآخرين وتفكيرهم..
لا نريد لجنة شكلية– إن فكرتم بتشكيلها– ولكن لا بأس أن تضمّ خبرات كروية لها حضورها واحترامها لدى الآخرين وتضمّ في عضويتها بعض الحقوقيين والإعلاميين وتعرف كيف ترفع الضيم عن الكرة السورية وكيف تروّج لها من جديد.
لا نريد أن نهدر المزيد من الوقت بالتفكير بما يجب أن يعمله الاتحاد الكروي، وأن يهدر هذا الاتحاد أكثر من شهر من أجل تشكيل لجانه الأساسية فهذا تقصير ومضيعة للوقت، وبهذه الطريقة لن يتغلب على الظروف الصعبة التي يعمل بها والتي تحتاج إلى بعض الجنون وخاصة في المطارح التي لا ينفع بها العقل ولا أعرف إن كان فهمكم يكفي!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن