عربي ودولي

طهران تدعو الرياض إلى الاختيار بين التطرف والتعاون مع جاراتها

أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أنه على السعودية الاختيار بين دعم «المتطرفين» الذين «يشجعون الكراهية الطائفية» والتعاون مع جاراتها، كما أكد أن إيران مارست سياسة ضبط النفس تجاه الممارسات السعودية إلا أن تطبيقها من جانب واحد لا يمكن أن يستمر.
وكتب ظريف في مقال نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» أمس: إنه «على القادة السعوديين حالياً القيام بخيار: يمكنهم مواصلة دعم المتطرفين وتشجيع الكراهية الطائفية أو اختيار دور بناء من أجل الاستقرار الإقليمي».
ويتهم ظريف الرياض بأنها حاولت وقف الاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى وعرقلت كل محاولة للحوار في الشرق الأوسط.
وقال ظريف: «اليوم يواصل البعض في الرياض ليس فقط منع تطبيع لكنهم مصممون على جر المنطقة بأسرها إلى المواجهة»، معتبراً أن «التهديد الحقيقي الشامل هو الرعاية الفعلية من السعودية للتطرف العنيف».
ويؤكد ظريف أن معظم المتطرفين الذين ينتمون إلى تنظيم داعش من أصل سعودي، مشيراً خصوصاً إلى اعتداءات 11 أيلول 2001 وإطلاق النار في سان بيرناردينو بالولايات المتحدة في كانون الأول.
وقال: إن «كل أعضاء المجموعات الإرهابية تقريباً» هم إما «سعوديون أو أشخاص قام ديماغوجيون ممولون بأموال البترودولار بغسل أدمغتهم ما شجع لعقود رسائل الكراهية ضد المسلمين والطائفية».
وعن الهجوم على السفارة السعودية في طهران الذي دانه الرئيس حسن روحاني، قال ظريف: إن الحكومة «اتخذت إجراءات فورية لإعادة النظام» و«إجراءات تأديبية بحق الذين لم يقوموا بحماية السفارة».
كما أكد وزير الخارجية الإيراني أن السعودية بدأت ومنذ التوقيع على الاتفاق النووي المبدئي مع إيران في تشرين الثاني من عام 2013 بدعم كل جهودها ومصادرها لإفشال هذا الاتفاق يدفعها في ذلك الخوف من تداعي الحملة المفتعلة التي تروج لها في «التخويف من إيران».
وقال ظريف: إن «الرياض وفيما يبدو تخشى أن تؤدي إزاحة الغمامة بشأن المسألة النووية إلى كشف الخطر الحقيقي الذي يتهدد العالم إلا وهو رعايتها الحثيثة والنشطة للتطرف العنيف في العالم».
وتابع وزير الخارجية الإيراني: إن «الهمجية هنا واضحة تماماً ففي الداخل السعودي نرى الجلادين المعينين من السلطات السعودية وهم يعدمون البشر بقطع الرؤوس بالسيوف حيث طبقت عمليات الإعدام الأخيرة على 47 شخصاً في يوم واحد بينهم الشيخ نمر النمر الذي جعل حياته للدعوة إلى حماية الحقوق المدنية وتعزيز سياسة رفض العنف وفي خارج السعودية نرى رجالا ملثمين يقطعون الرؤوس بالسكاكين».
ولفت ظريف إلى أن إستراتيجية الرياض في تصعيد التوتر في المنطقة وعرقلة نجاح الاتفاق النووي الإيراني اعتمدت على عدة عناصر بينها الضغط على الغرب وتصعيد التوتر الإقليمي من خلال شن حرب على اليمن ودعم التطرف، وهما أمران معروفان تماماً في العالم ومحاولة استفزاز إيران بشكل مباشر.
وشدد ظريف على «أن طهران الواثقة من قوتها رفضت حتى الآن الانتقام وقطع أو حتى خفض العلاقات الدبلوماسية مع السعودية ومارست سياسة ضبط النفس إلا أن تطبيق هذه السياسة من جانب واحد لا يمكن أن يستمر».
وختم ظريف بالقول: إن «إيران ليس لديها الرغبة في تصعيد التوتر في المنطقة لأننا بحاجة إلى التوحد في مواجهة التهديدات التي يمثلها المتطرفون، وعلى السلطات السعودية بدورها أن تختار ما بين مواصلة دعم المتطرفين والترويج للكراهية الطائفية أو لعب دور بناء في تعزيز الاستقرار الإقليمي ونحن من جانبنا نأمل أن ينتصر العقل والمنطق».
من جهته قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية حسين جابر أنصاري أمس: إن بيان جامعة الدول العربية الأخير «صدر بضغط سعودي»، معتبراً أن بياني الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي ليسا إلا «مواقف ولا يشملان أي خطوات عملية».
ورأى أنصاري في رد على البيان الذي صدر عن جامعة الدول العربية الأحد أنه «رغم كل الضجيج السعودي إلا أن الدول لم تجارها باتخاذ خطوات عملية تستهدف إيران».
كما أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أن «بيان جامعة الدول العربية يتعارض مع المواقف الدولية الرافضة للإعدامات غير الإنسانية كإعدام الشيخ النمر»، مشيراً إلى أن «السعودية تواجه انتقادات دولية واسعة لنقضها حقوق الإنسان بإعدام الشيخ النمر».
الميادين – أ ف ب – سانا – روسيا اليوم

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن