عشية اللقاء الثلاثي.. بوغدانوف يهاتف عبد اللهيان … الروس يريدون مفاوضات من دون شروط مسبقة ووفداً واسعاً للمعارضة.. وتحديداً زمنياً لعملية صياغة قائمة التنظيمات الإرهابية

| وكالات

يذهب الدبلوماسيون الروس إلى الاجتماع مع الأميركيين ومبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا في مدينة جينف السويسرية، وعلى ألسنتهم انتقادات لـ«عيوب» في القائمة الحالية للمعارضة السورية، وعدم رضا على سير عملية تشكيل قائمة التنظيمات الإرهابية في سورية المفتوحة من دون مدى زمني.
ولا تزال موسكو على موقفها، الذي نجحت في تثبيته في القرار الدولي (2254)، القاضي، بأن يتولى دي ميستورا تشكيل وفد المعارضة «يكون أوسع تمثيلاً»، وهي ستضغط من أجل تحديد مدى زمني لعملية تسمية قائمة التنظيمات الإرهابية. ونجحت الدبلوماسية الروسية في انتزاع دعم أميركي جديد لمطلبها تشكيل وفد واسع التمثيل لأوساط المعارضة. وبينما تواصل «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة وضع الشروط المسبقة لمجرد عقد المفاوضات في جنيف، ما يعقّد موقف الدبلوماسيين الأميركيين في جنيف، يذهب نظراؤهم الروس وفي جيبهم اتفاق مع دمشق على إطلاقها «من دون شروط مسبقة».
وفي إطار استعداد موسكو لاجتماع جنيف، تواصل الدبلوماسيون الروس مع نظرائهم الإيرانيين، بعد يوم من إجرائها مشاورات مع السفير السوري في روسيا رياض حداد.
وقبل يومين، تحدث مصدر روسي دبلوماسي عن عقد اجتماع ثلاثي بين روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة، حول سورية، اليوم الأربعاء في جنيف.
وعشية مشاركته في اجتماع جنيف، لفت نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، إلى «أهمية تبادل وجهات النظر» مع الأميركيين ودي ميستورا، بشأن «الخطوات الواجب اتخاذها لضمان استئناف المحادثات بين الأطراف السورية في أقرب وقت ممكن»، وشدد على التزام روسيا بـ«تبادل بناء للآراء مع شركائنا لإيجاد حلول من شأنها أن تسمح ببدء المحادثات السورية السورية، كما سنستمع إلى ما سيقوله دي ميستورا عن رحلته إلى المنطقة وزيارته عدداً من العواصم».
ولفت إلى وجود «مشكلات واضحة» تعترض عملية تشكيل قائمة بالتنظيمات الإرهابية في سورية، وأضاف قائلاً: إن «هذه المسألة تتطلب مزيداً من الدراسة والتنسيق بين أعضاء المجموعة الدولية لدعم سورية»، التي سبق أن كلفت لجنة من روسيا وتركيا وإيران والسعودية وإيران تنسيق القائمة.
وأوضح غاتيلوف في تصريحات للصحفيين في موسكو أمس، نقلتها وكالة الأنباء «سانا»، أن هذه المسألة لا تزال مفتوحة حيث لم تتم تسمية أي تاريخ محدد لها حتى الآن، مشيراً إلى أن الاجتماع الثلاثي سيناقشها.
كما بيّن أن موسكو ترى عيوباً في القائمة الحالية للمعارضة السورية التي ستشارك في المحادثات مع الحكومة السورية المقرر إطلاقها أواخر كانون الثاني الجاري، في إشارة إلى القائمة التي صاغتها «الهيئة العليا للمفاوضات» المنبثقة من مؤتمر الرياض للمعارضة السورية. وقال: «هناك جزء من وفد المعارضة، الذي التقى في الرياض، ولكن لا يوجد ممثلون غيره من جماعات المعارضة السورية ونحن نعتقد أن هذا هو عيب كبير لأن الوفد يجب أن يعكس آراء مجموعة واسعة من المعارضة إلا أنه لا يوجد ذلك».
وكانت وزارة الخارجية الروسية انتقدت نتائج مؤتمر الرياض الذي انعقد في شهر كانون الأول الماضي، مشيرةً إلى مشاركة إرهابيين من «جيش الإسلام» و«أحرار الشام» فيه، ومقاطعته من معارضين آخرين للسبب نفسه.
وشدد الدبلوماسي الروسي الرفيع، على أنه من الضروري تكثيف الجهود على وجه الخصوص من دي ميستورا للإسراع في تشكيل وفد له صفة تمثيلية واسعة، مشيراً إلى أن مهمة تشكيل الوفد مكلف بها المبعوث الدولي وفقاً لاتفاقيات فيينا وقرار مجلس الأمن. وأشار إلى نيته عقد اجتماعات يوم غد الخميس في جنيف، مع ممثلي المعارضة السورية الذين تغيبوا أو لم تجر دعوتهم لاجتماع المعارضة في الرياض في كانون الأول الماضي، في إشارة على ما يبدو إلى زعماء «مجلس سورية الديمقراطية».
وأمس الأول، بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره الأميركي جون كيري عملية تسوية الأزمة في سورية ومحاربة تنظيم داعش الإرهابي. وأكد الجانبان ضرورة دعم جهود دي ميستورا في تنظيم المحادثات بين ممثلي الحكومة السورية ووفد واسع التمثيل لأوساط المعارضة بهدف التوصل إلى تسوية سياسية.
في غضون ذلك، بحث نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان مسائل التسوية السورية وتأزم العلاقات الإيرانية السعودية.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها نقلته وكالة «سانا»: إن الطرفين بحثا خلال مكالمة هاتفية، «جملة من مسائل التسوية السورية، بما في ذلك جهود دي ميستورا لإطلاق المفاوضات السورية السورية في جنيف أواخر الشهر الجاري». وأجرى بوغدانوف أمس الأول مباحثات مع سفير سورية لدى موسكو تناولت سبل إيجاد حل سياسي للأزمة عبر إطلاق الحوار السوري السوري الواسع «دون شروط مسبقة».