قضايا وآراء

مملكة بني سعود… إجرام وإرهاب وسقوط مؤكد

| ميسون يوسف

صدق حكام بني سعود أن بإمكانهم التربع على عرش العرب لتشكيل قيادة للعالمين العربي والإسلامي لا يجرؤ أحد على معارضتها إلا وكان السيف لرقبته بالمرصاد، ولا تغامر جهة أو كيان إقليمي على زعزعتها إلا وكانت الحرب بأحد وجهيها أو بالوجهين معاً السلوك الذي يعاقب به باستعمال جيوش نظامية أو عصابات إرهابية اجرامية.
ولأنهم اقتنعوا بأن العرش في متناول أيديهم فقد سارعوا للاستجابة لأوامر أسيادهم في الغرب وانخرطوا في إضرام النار في البلاد العربية، النار التي هدفت في مرحلتها الأولى إلى تجزئة المنطقة إلى أقواس ثلاثة يكون القوس الوهابي بقيادة سعودية أحدها.
وفي التنفيذ انطلق بنو سعود من فكر وهابي ابتدعوه لتشويه الإسلام وتحريفه بما يمكنهم من الإمساك بأزمة الأمور ومقاليدها في المنطقة والعالم الإسلامي معتمدين في ذلك على منطق تكفيري يتيح لهم قتل كل من يخالفهم الرأي أو المعتقد. فكر أتاح لهم إنشاء العصابات الإرهابية بأسماء إسلامية.
أحلام بني سعود وفكرهم التكفيري قادا المنطقة للنار ولحروب متعددة الميادين والجبهات وبات المشهد الإقليمي الآن يلتهب بإرهاب بني سعود ويسعر نارا بأموالهم وإعلامهم وفتنهم.
ولكن رغم كل ما ضخه بنو سعود في الميادين تلك وبعد سنوات على إجرامهم تبين لهم أن الحلم لن يتحقق وسقطت خطة الأقواس الثلاثة التي ظنوا أنها مضمونة النجاح، وهنا انقلبوا وبإرشاد أميركي إلى سياسة الأحلاف التي تشن الحروب فكان باكورة أمرهم هذا حلفا أسموه «التحالف العربي» من أجل العدوان على اليمن واعتقدوا أن أياما قليلة ويسقط اليمن في أيديهم غنيمة حرب إجرامهم ضده. لكن الحلم ضاع أيضاً فدمرت اليمن بسلاح بني سعود وأموالهم ولكنها صمدت وباتت شوكة في الحنجرة السعودية، ثم تحولت إلى شاهد على وحشية بني سعود وإجرامهم بعد أن أمعنوا في استعمال الأسلحة المحرمة دوليا.
ويبدو أن بني سعود الذين يسعون إلى السيطرة على المنطقة بالحديد والنار، ورغم فشلهم المتراكم وخسائرهم المتتابعة يبدو أنهم لن يستفيقوا من أحلامهم العقيمة ولن يدركوا أن المال الذي يشترون به الذمم ويسخرون به الضمائر ويجندون به المرتزقة، هو مال عاجز عن كسر إرادة الشرفاء الأبطال الذين يدافعون عن أوطانهم ومعتقداتهم الصحيحة، وأن المرتزقة لا تربح حروبا، وأن النفاق والتزوير لا يمكن أن ينطليا على أصحاب العقول الراجحة والصادقة.
لكن عائلة بني سعود لا تفقه ذلك، وتمعن في غيها واجرامها وبالمقابل تمعن في انتاج الفشل وتراكم الخسائر والفضائح على حد سواء… ولن يكون غريبا أن يتنصل الغرب من أفعالها وإجرامها وإرهابها يعد أن بات الإرهاب يدق أبوابه، سيتنكر الغرب لها يوما رغم أنه هو الذي شجعها على إجرامها واستثمر الإرهاب الذي مدته بالفكر والمال والمرتزقة.
نعم السعودية لن تفقه هذه الحقائق ولن تستفيق -هذا إذا طالتها إفاقة – إلا وعائلة بني سعود تتهاوى وتتقلب في المكان الذي تستحقه بإجرامها وظلمها وفجورها… ولم تعد الأيام التي تفصلها عن ذلك الموعد طويلة وتكفي نظرة خاطفة إلى مسار الوضع في سورية وخاصة ما يتصل بالمسار السياسي وتهميش السعودية فيه حتى نعرف في أي اتجاه بدأت تتجه مملكة الإجرام السعودي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن