سورية

لم يأت على ذكر حل الأزمة السورية أو الرئيس الأسد في آخر خطاب عن حالة الاتحاد … أوباما: لا حرب عالمية ثالثة مع داعش.. وكاميرون يقر بوجود متطرفين بين «المسلحين المعارضين»

| وكالات

في خطابه الأخير عن حالة الاتحاد، لم يأت الرئيس الأميركي باراك أوباما على ذكر الأزمة في سورية. جل ما ركز عليه كانت قضايا تتعلق بإرثه بعد سبع سنوات من الحكم، ومخاوف الأميركيين من تنظيم داعش الإرهابي، وأخيراً، السباق الانتخابي للرئاسة الأميركية.
وانتقد أوباما مرشحي الرئاسة الجمهوريين، وعلى رأسهم دونالد ترامب، لخطابهم المعادي للمسلمين واتهم منتقديه بإعطاء ميزة لتنظيم داعش في خطاب يهدف إلى طرح رؤية متفائلة لآخر عام له في المنصب.
وقال أوباما في خطابه الأخير أمام الكونغرس قبل أن يترك منصبه العام المقبل: «عندما يهين الساسة المسلمين… هذا لا يجعلنا أكثر أمناً» مما أثار موجة تصفيق من الحاضرين في قاعة مجلس النواب. وأضاف «هذا خطأ تماماً. هذا يقلل من شأننا في عيون العالم. هذا يجعل من الصعب علينا أن نحقق أهدافنا».
ودعا ترامب المتصدر لقائمة الجمهوريين الذي يسعون للفوز بترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية المقررة في تشرين الثاني المقبل، إلى منع دخول المسلمين بشكل مؤقت إلى الولايات المتحدة وإلى بناء جدار على الحدود الأميركية مع المكسيك لمنع تدفق المهاجرين غير الشرعيين، وكلها أفكار يعارضها أوباما بشدة.
وتوجه الرئيس الديمقراطي إلى خصومه الجمهوريين الذي يدينون غياب إستراتيجية حقيقية في مواجهة تنظيم داعش في سورية. وقال إن منتقديه يعطون ميزة لداعش من خلال وصف قتال التنظيم المتشدد بحرب عالمية ثالثة حتى وهو يعترف بأن داعش وتنظيم القاعدة يفرضان تهديدا مباشراً للشعب الأميركي»، ملمحاً إلى اعتداءات 11 أيلول 2001 وهجوم سان بيرناردينو في كاليفورنيا كانون الأول الماضي.
واستطرد موضحاً حقيقة التهديد الإرهابي لأميركا، قائلاً: «تفرض حشود المقاتلين على ظهر شاحنات «بيك أب» أو النفوس الملتوية التي تتآمر في شقق سكنية أو مرائب السيارات خطراً كبيراً على المدنيين ويجب وقفها. لكنها لا تهدد وجودنا الوطني». وتابع قائلاً: «هذه القصة التي يريد داعش أن يرويها… نوع الدعاية التي يستخدمونها للتجنيد. نحن لا نريد أن نعطيهم حجماً أكبر لنظهر جديتنا ولا نريد أن نبعد حلفاء حيويين في هذا القتال بترديد أكذوبة أن تنظيم داعش ممثل لأحد أكبر الديانات في العالم».
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن أوباما رفضه إرسال قوات برية إلى سورية على الرغم من وجود قوات خاصة، لكنه قال: إن الولايات المتحدة «تدرب وتسلح وتدعم القوات التي تستعيد الأرض في سورية والعراق». وأضاف: «إذا كنتم تشكون في التزام أميركا، أو التزامي، إحقاق العدل، فاسألوا أسامة بن لادن» الذي قتل في عملية أميركية في باكستان في أيار 2011.
وجرياً على آخر خطابين له حول حالة الاتحاد لم يأت الرئيس الأميركي على ذكر رحيل الرئيس بشار الأسد، الذي احتل سابقاً أهمية في خطابيه لعامي 2012 و2013. كما لم يتطرق أوباما إلى الجهود الدولية لحل الأزمة السورية ما يشير إلى «توكيل» روسيا بمتابعتها.
في سياق متصل، أقر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بوجود متطرفين في صفوف «المعارضة المعتدلة».
جاء إعلان كاميرون هذا أثناء إجاباته عن أسئلة النواب أمام لجنة الاتصال البرلمانية حول الحرب في سورية، وفق ما نقل موقع «روسيا اليوم». وأصر على ما قاله الشهر الماضي من أن نحو 70 ألف مقاتل من «المعارضة المعتدلة» يوجدون على الأرض في سورية، وهم الذين «يمكن أن يشكلوا العمود الفقري» للعملية البرية ضد قوات الجيش السوري. لكنه تراجع قليلاً، مشيراً إلى أن «البعض من ممثلي قوى المعارضة إسلاميون، وبعضهم متطرفون جداً»، واستدرك قائلاً: «ليس جميعهم يعتبرون أشخاصاً متطرفين».
مع ذلك لم يتورع كاميرون عن إظهار عزم بلاده على مواصلة التعاون مع المعارضة السورية لتسوية الأزمة في بلادها. وأضاف: «نحن بحاجة إلى إيجاد طريق ثالث (لتسوية النزاع)، الذي يمنع عند انتهاء الحرب في سورية من بقاء الحكم تحت سلطة (الرئيس بشار) الأسد أو داعش». وأكد عدم رغبته في دعم «مشاركة كردية مباشرة» في هذه المفاوضات، بسبب «الموقف التركي الصارم». وترفض أنقرة مشاركة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، بذريعة أنه امتداد لحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه «إرهابي».
وأشار إلى أن التناقضات بين إيران والسعودية «تعقد للغاية» المفاوضات حول التسوية في سورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن