عربي ودولي

حملة عالمية تتهم نظام أردوغان بدعم «داعش» وقمع الأتراك المعارضين

ندد الاتحاد الأوروبي أمس السبت باعتقال قوات النظام التركي 12 أكاديمياً تركياً على خلفية توقيعهم بياناً أصدرته مبادرة الأكاديميين من أجل السلام يدين بشدة الهجمات التي تشنها قوات رجب أردوغان في مدن جنوب شرق تركيا. ونقلت «أ ف ب» عن المتحدثة باسم الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية قولها في بيان: «إن اعتقال هؤلاء الجامعيين هو تطور مقلق للغاية»، مشيرة إلى ضرورة احترام حرية التعبير وفقاً للمعايير الدولية أما أجواء الترهيب فهي تخالف ذلك.
وأضاف البيان: «إن الاتحاد الأوروبي ينتظر من تركيا ضمانات أن يتم سن تشريعاتها بصورة تتناسب مع المعايير الأوروبية».
وكانت قوات أردوغان اعتقلت الجمعة 12 أكاديمياً يعملون كأساتذة ومحاضرين في جامعة كوجالي شمال غرب تركيا على حين أصدرت النيابة العامة مذكرات اعتقال إضافية بحق تسعة آخرين من الجامعة نفسها بعد مشاركتهم مع نحو1200 أكاديمي من تركيا والخارج بالتوقيع على البيان الذي حمل عنوان «لن نكون جزءاً من الجريمة» وطالب فيه الموقعون سلطات أردوغان بإيقاف «المجازر المتعمدة» بحق البلدات والقرى جنوبي شرقي تركيا.
وأطلق الادعاء العام التركي الخميس تحقيقاً واسعاً بحق الأكاديميين سعياً لاتهامهم «بإهانة الدولة والدعاية الإرهابية» وذلك بعد أن انبرى أردوغان نفسه لمهاجمة الموقعين وبينهم المفكر الأميركي نعوم تشومسكي ووصفهم «بالحثالة» وتوجيهه أوامر إلى القضاء التركي الذي يسيطر عليه لملاحقتهم.
وفي السياق انتقد العديد من الأكاديميين والمثقفين حول العالم بشدة سياسة نظام أردوغان وحكومته القمعية وعلاقته الوثيقة بتنظيم «داعش» الإرهابي.
وجاء في بيان صادر عن الأكاديميين ومن بينهم نعوم تشومسكي، وطارق علي، ومايكل لوو، وبيرتيل أولمان، وميشيل ليبوويتز، وفيجاي براشاد، ونيل فاولكنير، ونانسي هولمستروم، وجون كوكس، وسوزي ويسمان، وفريد موسيلي: «إن المعطيات تبرهن على أن حكومة حزب العدالة والتنمية في تركيا تدعم تنظيم «داعش» الإرهابي من خلال السماح له بتسويق النفط السوري المسروق عبر الأراضي التركية واستخدام الأراضي التركية كطريق عبور للإرهابيين القادمين من جميع أنحاء العالم من أجل الانضمام إلى صفوف «داعش» وتوفير مناطق آمنة لإرهابييه وتقديم العلاج لهم وتزويد التنظيمات المتطرفة بالسلاح والمعدات العسكرية». وندد البيان الذي نقله موقع راديكال التركي بالحملة القمعية التي تشنها حكومة حزب العدالة والتنمية في المناطق السكنية المكتظة بالسكان وخاصة جنوبي شرقي البلاد والتي تتسبب بمقتل الأطفال والمدنيين كما انتقد حظر التجوال المفروض على الكثير من المدن التركية على أسس عرقية، مؤكداً أن حكومة حزب العدالة والتنمية تلعب بالنار، مطالباً إياها بوقف دعمها لـ«داعش» ومارستها القمعية تجاه الأتراك المعارضين لتوجهاتها.
في سياق مواز أكد السفير التركي المتقاعد «عثمان كوروتورك» أن سبب الأعمال الإرهابية في تركيا هو سياسة حكومة حزب العدالة والتنمية الخاطئة حيال سورية والمنطقة، مشدداً على أن التفجيرات الإرهابية المتتالية التي وقعت تثبت عدم امتلاك تركيا القوة في المنطقة. من جهة ثانية أكد أمين عام حزب الشعب الجمهوري جورسل تكين «أن حكومة حزب العدالة والتنمية أدخلت تركيا في الجحيم»، محذراً من تفجيرات جديدة قد تقع في البلاد في أعقاب الانفجار الذي وقع الأسبوع الماضي في اسطنبول وقال: «لدينا معلومات حول ذلك».
وأضاف تكين في تصريح لمحطة «سي إن ترك» أدلى به على هامش المؤتمر العام العادي للحزب الذي بدأ أمس: «إن حكومة حزب العدالة والتنمية لن تتمكن من الحفاظ على سلامة تركيا في حال إثارتها حرباً طائفية في المنطقة». وتشن قوات الأمن والشرطة التركية التابعة لنظام أردوغان حملات قمع متواصلة على المثقفين والناشطين الحقوقيين ووسائل الإعلام والقضاة ممن يوجهون انتقادات لممارسات أردوغان السلطوية من كم للأفواه وتقييد للصحافة التي تكشف فضائح وفساد الحكومة التركية واعتقال المدعين العامين ورجال الشرطة والناشطين الذين فضحوا تورط أردوغان والمقربين منه في دعم الإرهابيين في سورية ونقل الأسلحة إليهم وسرقة النفط السوري وشرائه من إرهابيي «داعش».
سانا – أ ف ب

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن