صاعقة الميركاتو
| خالد عرنوس
انشغلت وسائل الإعلام وأوساط الكرة الإسبانية والأوروبية على وجه العموم بخبر عقوبة قطبي العاصمة «مدريد» الريـال وأتلتيكو وحرمانهما من إبرام أي تعاقدات جديدة خلال الموسم القادم كاملاً وهي العقوبة ذاتها التي أنزلت بالغريم برشلونة وقد أنهاها مطلع العام الحالي.
المثير في الأمر أن أنصار الفريق الملكي نسوا المنافسة الشرسة على لقب الليغا وبدؤوا نقاشاً حاداً حول مقدرة زيدان وإدارة بيريز على التكيف مع العقوبة وهل ينجح المدرب الجديد الذي لم يكن يحقق أول فوز له على حساب لا كورونيا حتى انطلقت آهات الإعجاب وعبارات المديح تكال له من كل حدب وصوف.
التحدي سيكون كبيراً ومثيراً والمطلوب من فلورنتينو بيريز إجراء أكبر قدر من التعاقدات خلال عشرة أيام قادمة متبقية من الميركاتو الشتوي ذلك أن العقوبة ستدخل حيز التنفيذ بدءاً من الميركاتو الصيفي وتستمر حتى انتهاء سوق الانتقالات في كانون الثاني 2017.
البرشا سبق له أن خضع للعقوبة ذاتها إلا أنه تكيف مع مجموعة اللاعبين المنضوية تحت لواء البلوغرانا فاستعاد بعض المعارين وأعاد تأهيل بعض المصابين واستعان ببعض المواهب من مدرسته لاماسيا وقدم مدربه لويس إنريكه توليفة رائعة من اللاعبين واستطاع الظفر بخمسة ألقاب من ستة ألقاب نافس عليها.
العقوبة بحد ذاتها تشكل عبئاً كبيراً سيتحمله مدربا الناديين المعاقبين وعلى الأخص زين الدين زيدان على اعتبار أن دييغو سيميوني ربما سيغادر الليغا وفيسنتي كالديرون مع نهاية الموسم الحالي، أما زيزو فهو في بداية مشواره مع التدريب ويعول عليه عشاق الميرينغي بشكل كبير من أجل نقلة نوعية لفريقهم على الصعيد الفني والرقمي (أي من حيث الشكل والمضمون).
المهمة الملقاة على عاتقه ليست سهلة وتتطلب جهوداً جبارة وخاصة من الطاقمين الفني والإداري ولاسيما الطبي في النادي وذلك في ظل الإرهاق الذي سيصيب اللاعبين وخاصة الأساسيين منهم.
جمهور الريال الذي اطمأن إلى بقاء نجوم الفريق خاصة رونالدو وبيل وكروس وبنزيمة انزعج لعدم مجيء دي خيا وهازار وسواهما بعيداً عن الأسماء فلن يصبر هذا الجمهور كثيراً على زيزو وبيريز ولاسيما أن سياسة الأخير لم تأت أكلها دائماً بل أكثر من ذلك فشلت في أمكنة كثيرة، ترى هل ينجح المدرب في بداية مشواره الذي بدأه من زاوية حشرته فيها عقوبات الفيفا؟ المدربون معادن… لكن عدم نجاح زيزو مع الريال في هذه الفترة لن يمنع عنه حلم أن يصبح في خانة الكبار كما كان لاعباً.