شؤون محلية

هل يمكنها المنافسة..؟ «بردى» تعود ببرادها القديم!

| محمود الصالح

بدأت شركة بردى للصناعات الهندسية العمل على إنتاج القوالب لجميع الجهات العامة في الدولة بهدف فتح جبهات عمل تساعد على تحقيق إيرادات للشركة لتستطيع أن تؤدي التزاماتها للعمال من رواتب ونفقات وذلك نظراً لتوقف الإنتاج في الأدوات المنزلية. وصرحت المدير العام للمؤسة العامة للصناعات الهندسية إيمان مقدم أن شركة بردى من الشركات التي احتلت خلال سنوات طويلة من تجربتها مكانة بارزة في السوق السورية والخارجية، نظراً لامتلاكها علامة تجارية أثبتت موجودية كبيرة لدى المواطن السوري، ونتيجة تدمير معامل الشركة على يد المجموعات المسلحة خلال الفترة الماضية وتوقف خطوط الإنتاج بحثت الشركة عن موارد بديلة وتم اعتماد إنتاج القوالب لمختلف الجهات العامة واليوم يتم توريد العبوات لمعمل دهانات أمية وهناك عقود مع عدد من الشركات لتوفير القوالب لإنتاجها وعن مدى إمكانية عودة إنتاج الأدوات المنزلية للإنتاج، أكدت المدير العام أن خطوط الإنتاج الآن غير جاهزة إلا بالنسبة لمعمل البرادات فسيتم البدء بتجميع البرادات المنزلية من النموذج القديم الذي يعتمد على التبريد بالغاز وهناك كميات لا بأس بها من البراد المنزلي سيتم طرحها في الأسواق خلال الفترة القادمة. وتهدف المؤسسة من خلال استمرار عمل خطوط الإنتاج لأن هذه المنتجات مطلوبة للمواطن السوري بشكل دائم وهي من الصناعات الأساسية وكذلك الحال في تلفزيونات سيرونيكس لأن هذه الأسماء التجارية يجب المحافظة عليها لأن لها ثمناً كبيراً، وأشارت مقدم إلى النقص الذي تعانيه بعض الشركات الإنتاجية في الأيدي العاملة الخبيرة والتي تسرب الجزء الأكبر منها إما نتيجة التقاعد وإما الاستقالة وعدم تأهيل البديل لهذه الخبرات وهذا من شأنه أن يؤثر في الإنتاجية في الشركات التي تتطلب أعمالها خبرة كالعمل في الكابلات والتحويلية وبردى وسيرونكس، ويجب العمل بالدرجة الأولى على ترميم هذه الخبرات لأنها العمود الفقري في العملية الإنتاجية ومن دون هذه الخبرات لا يمكن الاستفادة من الآلات الموجودة وهناك طلب كبير على منتجات الشركات الهندسية التابعة للمؤسسة في السوق المحلي السوري وبالتأكيد ستكون أسعارها أقل من أسعار أي منتج آخر وكذلك فهي تستطيع المنافسة في النوعية وهذا ما أثبتته خلال السنوات الطويلة من عمرها.
وبينت المدير العام أن هناك بعض الشركات الرابحة في المؤسسة مثل شركة الكابلات وهي من الشركات التي لم تتعرض للدمار والتخريب وما زالت تنتج للسوق المحلية وتحقق أرباحاً جيدة على الرغم من ارتفاع تكاليف الإنتاج والنقص الكبير في اليد العاملة الخبيرة في هذه الصناعة الوطنية الأساسية في عملية التنمية. ويقوم مجلس إدارة المؤسسة بالعمل على توفير الظروف المناسبة لعودة نهوض الشركات المتعثرة من خلال المواءمة بين عمل هذه الشركات التي تشكل أحد أركان صناعتنا الوطنية والتي تستقطب آلاف الأيدي العاملة، وعلى الرغم من كل ما تعرضت له من دمار وتخريب فإن عمالنا ما زالوا يتابعون عملهم حتى في الأماكن البديلة للمعامل الأساسية بهدف توفير الإنتاج وتحقيق الريعية الاقتصادية في ظروف سيئة جداً نتيجة الحصار المطبق على المواد الأولية والتجهيزات وارتفاع أسعار حوامل الطاقة والانقطاع الطويل للتيار الكهربائي، وعلى الرغم من كل ذلك بدأت الشركات الهندسية بالنهوض من جديد لطرح المزيد من الإنتاج في الأسواق المحلية وهذا من شأنه أن يساهم في دعم القاعدة الاقتصادية للبلاد ورفع العائد الاقتصادي العام.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن