عربي ودولي

ترحيب دولي برفع العقوبات عن طهران … روحاني: تطبيق الاتفاق النووي يفتح فصلاً جديداً في العلاقات بين إيران والعالم .. هاموند: الاتفاق يجعل من الشرق الأوسط والعالم مكاناً «أكثر أمناً»

أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن بلاده تعيش «لحظة تاريخية» تتحقق فيها إرادة الشعب الإيراني ويسمع فيها العالم صوت السلام والمجد والحضارة لإيران وأن تطبيق الاتفاق النووي فتح فصلاً جديداً في العلاقات بين إيران والعالم، مهنئاً الشعب الإيراني باليوم التاريخي لرفع العقوبات عن بلاده. وأوضح الرئيس روحاني في بيان موجه إلى الشعب الإيراني بمناسبة تطبيق خطة العمل المشترك الشاملة بين إيران ومجموعة خمسة زائد واحد: أن «إيران اليوم تمر بمرحلة انتقال من الحظر إلى التنمية التي هي بحاجة إلى العمل والإبداع والاستثمار واجتازت المنعطف الاقتصادي الخطير. وشدد روحاني على أن الاقتصاد المقاوم سيبقى الإستراتيجية الوطنية وأن تطبيق الاتفاق النووي لن يضر بمصالح أي بلد وأصدقاء إيران فرحون به وعلى الآخرين ألا يكونوا قلقين منه.
وأضاف روحاني: إن الجميع مسرورون إلا الصهاينة وأولئك الذين يزرعون الفتن والفرقة، والمتطرفين في أميركا.
ولفت روحاني إلى أن إيران اجتازت العداءات والمؤامرات والتشكيك في برنامجها النووي وتمد يد الصداقة إلى العالم مبيناً أن تطبيق الاتفاق فند المزاعم حول الطابع العسكري للبرنامج النووي الإيراني واعترف بحقوق إيران النووية.
وأشار روحاني إلى أنه لدى إيران جهوزية كاملة للدفاع عن كيانها وهي تحمل رسالة السلام والاستقرار والأمن للمنطقة والعالم.
كما أكد أن أولئك الذين كانوا يشككون بالاتفاق النووي أثبتوا أنهم «مخطئون تماما».
وقال روحاني في إشارة إلى رفع العقوبات، المصرفية خصوصاً، أنه «بعد ساعات فقط من بدء تنفيذ الاتفاق، تم فتح أكثر من ألف خط ائتمان من مصارف (أجنبية) عدة. وهذا يدل على أن المشككين كانوا مخطئين تماماً».
من جهته أشاد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس بتبادل سجناء بين الولايات المتحدة وإيران ورفع العقوبات عن طهران قائلاً: إن البلدين يجب أن يتعاونا بشأن تحديات إضافية في سبيل إيجاد «مستقبل أكثر أمناً».
وأضاف خلال زيارة لدبي: «أثني على خطوات حكومتي البلدين لتحسين العلاقات. تشجعت كثيراً لرفع العقوبات على إيران». وتابع أنه يتمنى أن تحترم الأطراف اتفاقاً نووياً جعل رفع العقوبات ممكناً.
وكانت منسقة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فيدريكا موغريني أعلنت ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن المجتمع الدولي رفع كل العقوبات الاقتصادية المرتبطة بالبرنامج النووي لإيران وذلك تنفيذا للاتفاق الذي وقع في الرابع عشر من تموز الماضي.
كما أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن التطبيق الناجح لخطة عمل إيران والسداسية يسهم بضمان الأمن في الشرق الأوسط معربة عن أمل روسيا أن تتمسك كل من إيران ومجموعة خمسة زائد واحد بجميع التزاماتها بموجب خطة العمل المشتركة.
من جانبه قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس في بيان نقلته وكالة الصحافة الفرنسية إن فرنسا «تشيد ببداية تطبيق الاتفاق النووي مع إيران» مبدياً أمله أن تسود «روح التعاون ذاتها من أجل مواجهة كل التحديات الإقليمية».
وأضاف فابيوس: «إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تأكدت أن إيران أنهت كل إجراءات التفكيك النووي المقررة في اتفاق 14 تموز عام 2015 وبالتالي فإن العقوبات الاقتصادية والمالية الرئيسية رفعت، «مشيراً إلى أنه» في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة تحديات ضخمة وتوترات شديدة آمل أن تسود روح التعاون التي ميزت إبرام الاتفاق أيضاً كل التحديات الإقليمية».
بدوره نوه وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند في بيان ببداية تطبيق الاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى واصفاً ذلك بأنه «مرحلة مهمة» من شأنها أن «تجعل العالم أكثر أماناً». وقال هاموند: «إن الاتفاق النووي مع إيران الذي قامت فيه بريطانيا بدور كبير يجعل من الشرق الأوسط والعالم مكاناً أكثر أماناً».
وكان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو أكد أمس أن العلاقة بين إيران والوكالة دخلت في مرحلة جديدة وهذا اليوم مهم للأسرة الدولية مشيراً إلى تنفيذ إيران لالتزاماتها في إطار الاتفاق النووي من أجل الوصول إلى تطبيق خطة العمل المشترك الشاملة.
من جهته وصف رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الدوما الروسي ألكسي بوشكوف الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني ورفع العقوبات عن طهران بالخطوة الصحيحة الوحيدة للسياسة الخارجية للرئيس الأميركي باراك أوباما مشيراً إلى أنه لولا مشاركة روسيا لما حدث ذلك. وقال بوشكوف في تغريدة على صفحته على تويتر: «إن الاتفاق بشأن إيران، ورفع العقوبات عنها تقريباً الخطوة الصحيحة الوحيدة للسياسة الخارجية لأوباما في ولايته الثانية وما كان لهذا أن يحدث لولا مشاركة روسيا».
كما رحب وزير الخارجية النمساوية سيباستيان كورتس ببدء بتنفيذ الاتفاق النووي بين إيران والسداسية الدولية معرباً عن بالغ ارتياحه لرفع العقوبات المفروضة على طهران. وعبّر كورتس في تصريح له نقلته وسائل الإعلام النمساوية عن أمله بأن يساهم ذلك في التأثير إيجاباً على التوصل إلى حل سلمي للأزمة في سورية وخاصة في إطار محادثات فيينا.
وكان لرفع العقوبات عن إيران أصداء قوية وتأثير على الاقتصاد حيث تراجعت أسواق الأسهم في الخليج بشكل كبير أمس، وسط تواصل الانخفاض الحاد في أسعار النفط.
وساهم العاملان في تراجع بورصات دول مجلس التعاون التي تعتمد بشكل رئيسي على النفط، والذي يتوقع أن تواصل أسعاره انخفاضها ولاسيما إثر رفع العقوبات، ما سيتيح ضخ كميات إضافية من النفط الإيراني إلى الأسواق العالمية التي تواجه أساساً فائضاً في العرض.
وتخوض الشركات الأميركية (بوينغ وجنرال إلكتريك) السباق هي أيضاً لكنها تواجه عقبة حقيقية تتمثل في أن واشنطن التي ليس لديها علاقات دبلوماسية مع طهران منذ 35 عاماً، ستبقي العقوبات في قطاع النفط على كل شركة يشتبه في تمويلها الإرهاب. وتعتبر وزارة التنمية الاقتصادية الإيطالية أن «قطاعات البنية التحتية والطاقة تقدم الفرص الأكثر أهمية لشركاتنا».
أما روسيا، الحليف التاريخي لإيران، فإنها تحظى بميزة متقدمة في القطاعات الإستراتيجية. فقد حصلت على عقد لبناء مفاعلين نوويين جديدين في بوشهر وبيع صواريخ من طراز إس-300 عن طريق شركة «روستك».
وترغب موسكو وطهران في زيادة التبادل التجاري بينهما إلى 10 مليارات دولار سنوياً، مقابل 1.6 مليار حالياً.
وأبدت روسيا التي قام رئيسها فلاديمير بوتين بزيارة إلى طهران في تشرين الثاني، استعدادها لمنح خط ائتمان بقيمة خمسة مليارات دولار لجارتها وحليفتها.
وفي مجال الطيران المدني وعلى غرار الجميع، تعتزم إيران اللعب على التنافس بين إيرباص الأوروبية وبوينغ الأميركية. وقال المدير التنفيذي للمجموعة الفرنسية الألمانية، فابريس بريجييه لصحيفة فاينانشال تايمز مؤخراً: «نعم، أجرينا اتصالات. ومن المحتمل أن تكون سوقاً كبيرة لإيرباص ومنافسيها».
وشدد نائب وزير الخارجية الصيني زانغ مينغ أثناء زيارته مؤخراً طهران أن بلاده التي تحتل المرتبة الأولى في صادرات النفط الإيرانية «تعتزم العمل مع إيران للاستفادة بشكل كامل من إمكانيات التعاون وإقامة شراكة في تشييد البنى التحتية وتطوير الطاقة الإنتاجية».
(أ ف ب– رويترز– روسيا اليوم– سانا)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن