سورية

بكين تعتزم الاستمرار في تبني موقف متوازن في الشرق الأوسط حفاظاً على مصالحها … أزمات المنطقة وعلى رأسها الأزمة السورية ضمن أولويات زيارة الرئيس الصيني إلى المنطقة

| الوطن- وكالات

في إطار التحول في الموقف الصيني تجاه أزمات الشرق الأوسط عموماً والأزمة السورية خصوصاً، حيث انتقل من الدعم الدبلوماسي في المحافل الدولية إلى المساهمة المباشرة في الحل. وفي هذا السياق، قال دبلوماسي صيني رفيع المستوى، أمس، إن بلاده تعتزم الاستمرار في تبني موقف متوازن بمنطقة الشرق الأوسط، حيث يستعد الرئيس الصيني شي جين بينغ لبدء زيارة هذا الأسبوع لإيران والسعودية القوتين الإقليميتين المتنافستين.
تأتي هذه الزيارة عقب دخول الصين في الأيام الأخيرة على خط الأزمة السورية حيث قام نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم بزيارة لبكين بدعوة من الصين، ومن ثم قام رئيس الائتلاف المعارض خالد الخوجة بزيارة لبكين، وذلك في محاولة من بكين وفق ما رأى مراقبون لتقريب وجهات النظر والخروج بحل من المفاوضات المرتقبة الشهر الحالي.
هذا وتعتبر منطقة الشرق الأوسط، منطقة مهمة بالنسبة للصين نظراً لأن كلاً من سورية والعراق وإيران وتركيا تعتبر بلدان طريق الحرير الذي يربط أوروبا بالصين، كما أن الصين التي تعتبر أكبر مستهلك للطاقة في العالم، تستورد احتياجاتها من النفط من دول الشرق الأوسط عموماً ومن إيران خصوصاً، ويستلزم منها هذا أن تعمل لإخماد نار الخلاف التي شبت بين الرياض وطهران خصوصاً في مرحلة جديدة رفعت فيها العقوبات الغربية عن إيران وباتت قادرة على توريد النفط، يضاف إلى ذلك التنافس بين دول آسيا الكبرى الصين والهند واليابان للعب دور أكثر فاعلية في قضايا المنطقة بحيث تؤمن لها مكاناً في خريطة تقاسم النفوذ بين القوى الكبرى في الشرق الأوسط.
وتصاعد التوتر بين السعودية وإيران منذ إعدام بني سعود رجل الدين نمر النمر في الثاني من كانون الثاني الحالي ما أثار غضباً شديداً في إيران، ورداً على ذلك اقتحم محتجون إيرانيون السفارة السعودية في طهران والقنصلية السعودية في مدينة مشهد الإيرانية فقطعت السعودية علاقتها بإيران. وقطعت طهران بعد ذلك الروابط التجارية مع الرياض ومنعت الإيرانيين من أداء العمرة.
وقال نائب وزير الخارجية الصيني تشانغ مينغ للصحفيين، وفق ما نقلت وكالة «رويترز» للأنباء عنه: «إن الصين لا تنحاز لأحد»، وأضاف، رداً على سؤال عن التوترات بين الرياض وطهران «فيما يتعلق ببعض مشكلات المنطقة فإن الصين تتخذ دائماً موقفاً متوازناً وعادلاً» وتابع، «إذا كان الشرق الأوسط غير مستقر فأخشى أنه لا يمكن للعالم أن يكون هادئاً. لا يمكن لبلد أو منطقة أن تحقق التنمية إذا كانت غير مستقرة».
ويزور شي مصر أيضاً خلال جولته التي أحيطت بمستوى نادر من السرية حتى بالنسبة لبلد يميل للتكتم على تفاصيل أنشطة كبار زعمائه. ولم يحدد تشانغ حتى الأيام التي سيزور فيها شي كل دولة.
وخرجت إيران من سنوات طويلة من العزلة الاقتصادية يوم السبت عندما رفعت القوى العالمية العقوبات عنها. والصين هي أكبر مشتر للنفط الإيراني ويرتبط البلدان بعلاقات وثيقة. وقام وزير الخارجية الصيني وانغ يي بدور نشط أيضاً في دفع الولايات المتحدة وإيران صوب التوصل لاتفاق نووي.
ولم يكشف تشانغ عما يمكن أن يكون في انتظار الصين وإيران لكنه قال إن الطاقة «جزء مهم» من التعاون.
وتسعى شركات الطاقة الصينية للقيام بدور أكبر في كل من إيران والسعودية اللتين تزودان معاً الصين بنحو ربع وارداتها النفطية، وقال مسؤول بشركة سينوبك العملاقة المملوكة للدولة: إن شي قد يحضر مراسم تقام بمناسبة العمليات الناجحة لمصفاة ياسرف وهي مشروع صيني سعودي مشترك في المملكة. وأضاف المسؤول: إن «سينوبك تهدف إلى الحصول على مزيد من العقود الهندسية والإنشائية للمصافي ومصانع البتروكيماويات». وقال مصدر بمؤسسة النفط الوطنية الصينية إن «المؤسسة ستعيد هيكلة عملياتها في الشرق الأوسط أيضاً بهدف تقديم المزيد من الخدمات المتكاملة من التنقيب إلى الأعمال الهندسية».
وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا»، يوم الأحد الماضي، أن إيران ستكون جزءاً مهماً من مبادرة طريق الحرير الجديدة لتطوير روابط التجارة والنقل عبر آسيا والتي تطلق عليها بكين اسم استراتيجية «الحزام والطريق».
وأضافت: «في عصر ما بعد العقوبات يمكن لإيران توقع تنمية سريعة. لكنها لا تزال بحاجة إلى الاستثمار الأجنبي والدعم التكنولوجي وتحديث البنية الأساسية لمواصلة تعافيها الاقتصادي». وتخشى الصين في الوقت نفسه تشدد الويغور المسلمين الذين يعيشون في إقليم شينجيانغ الذي يقع في أقصى غربها وشهد أعمال عنف في السنوات القليلة الماضية ألقت بكين باللائمة فيها على إسلاميين متشددين، وتقول بكين: «إن بعض الويغور سافروا إلى سورية والعراق للقتال مع جماعات متشددة».
وقال تشانغ: «الصين ودول الشرق الأوسط ضحايا للإرهاب ومشاركون متعاونون مهمون أيضاً في محاربة الإرهاب».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن