قضايا وآراء

انعكاس الإنجازات الميدانية السورية على العملية السياسية

| ميسون يوسف

في الوقت الذي يتابع فيه الجيش العربي السوري وحلفاؤه في محور المقاومة وبدعم فعال من القوات الجوية الروسية، عملياته العسكرية المخططة بإتقان وإحكام ويحقق عبرها الإنجازات المهمة في الميدان، يستمر التحضير لإطلاق العملية السياسية التي تفضي إلى حل سياسي للأزمة التي اصطنعها الغرب وبعض العرب والإقليم لسورية لتحقيق مكاسب لهم على حساب الدولة السورية وأمنها وسيادتها وحقوق شعبها، لكن هذين الأمرين اللذين يسيران بشكل منفصل نظريا، ليسا كذلك عملياً كما يقول الخبراء والمتابعون.
فرغم أن سورية أرست منذ البدء قاعدة ذهبية لمواجهة الحرب التي تستهدفها، قاعدة تتمثل بالقول إن الإرهاب خطر تجب مواجهته من دون قيد أو شرط أو ربط بأي عمل آخر وأن الإصلاح السياسي حق وواجب يجب القيام به بإرادة سورية حرة من دون أن يكون تحت ضغط إرهابي أو إملاء خارجي، رغم ذلك ورغم أن الأمم المتحدة أخذت بشكل أو بآخر بالمنطق السوري عندما اعتمدت القرار 2253 المتصل بمكافحة الإرهاب والقرار 2254 المتصل بالعملية السياسية، فإن الواقع التطبيقي يظهر أن هناك تأثيراً مباشراً وفعالا للميدان على التحركات السياسية بشكل لا يمكن إغفاله.
وهنا نذكر بأن مشغلي الإرهابيين والمستثمرين بالإرهاب، لا يملكون في الشارع السوري قوة أو قدرة تمثيلية تمكنهم من تحقيق ما يصبون إليه، لذلك فإنهم لا يجدون بدا من الاتكاء على القوة الإرهابية التي إذا فقدت من يدهم، فقدوا قدرتهم على التأثير، ومثال ذلك ما جرى في العام 2012 إذ إن هؤلاء عندما ظنوا أنهم سيسطرون بإرهابهم على سورية دفعوا في جنيف باتجاه اعتماد بيان سارعت أميركا إلى تفسيره على هواها واعتبرته بأنه موقف دولي يفرض على الحكومة السورية برئاسة الرئيس الأسد أن تسلم السلطة لمن تعينهم أميركا وتحزم حقائبها وتنصرف من دون أن يكون للشعب السوري رأي في تعيين هؤلاء أو انصراف من انتخب، لكن عندما تغير الميزان في الميدان اضطروا للقبول بفيينا بما لا يتطابق مع رغباتهم.
والآن وبما أن الإنجازات العسكرية السورية تتسارع بشكل لا يستوعبه دعاة العدوان على سورية فإن السؤال الذي يطرح: هل العملية السياسية التي حدد لها 25 كانون الثاني موعدا للانطلاق في جنيف في حوار سوري سوري، هل هذه العملية ستنطلق رغم أن خسائر المعتدين تتفاقم وإنجازات سورية تتراكم؟
إننا مع تمنياتنا ببدء جدي للعملية السياسية نرى كما يرى الكثير من الخبراء والمتابعين الموضوعان أن هذه العملية ورغم الإصرار الظاهر الذي أبدته أميركا على انطلاقها، غير مضمونة في بدئها وأنها غير مضمونة في نتائجها لأنها إن بدأت فسيكون فيها ترجمة لما يتحقق في الميدان لمصلحة سورية وهذا ما لا يستطيع المعتدون تقبله كما يبدو، لذلك سيحاولون عرقلتها بشتى الطرق حتى النفس الأخير.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن