سورية

توقع توجه الدولة ل«تسويات هادئة» لمن سيبقى … رجا ل «الوطن»: بدء ترحيل داعش والمنضوين تحت لوائه من جنوب دمشق بين الخميس والجمعة

توقع الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة أنور رجا أن الدولة ستتبع سياسة «التفكيك من الداخل عبر تسويات هادئة»، للمجموعات المسلحة التي ستبقى في منطقة جنوب دمشق (الحجر الأسود- حي القدم- مخيم اليرموك- حي التضامن) بعد خروج تنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية والمنضوين تحت لوائه والمتوقع أن يبدأ بين يومي الخميس والجمعة المقبلين.
ولفت رجا إلى أنه يعتقد أن عملية «التفكيك من الداخل عبر تسويات هادئة»، «قد تستغرق أشهراً»، لكنه أعرب عن تفاؤله لأن «العمل على الأرض سيصبح أكثر فعالية في ظل غياب داعش، القوة الأكبر التي كانت تشكل عمقاً إستراتيجياً لكل المجموعات المسلحة».
وفي تصريح ل«الوطن»، قال رجا: «هناك تحضيرات.. قد يبدأ ترحيل داعش وكل من انضوى تحت لوائه مبدئياً بين الخميس والجمعة». وذكر، أن من التحقوا بداعش من التنظيمات الأخرى بغاية الرحيل كثر، فهي فرصة لكي ينجوا بجلودهم».
وأوضح رجا أن تنظيم داعش سيخرج من كل منطقة جنوب دمشق، «ولكن ستبقى في اليرموك جبهة النصرة (فرع تنظيم القاعدة في سورية) ومجموعات السراحين والقراعين و…»، مقدراً عدد مجمل المسلحين الذين سيبقون في مخيم اليرموك «بحدود 300 مسلح».
وتبدي العديد من العائلات النازحة من مخيم اليرموك والحجر الأسود وحي التضامن إلى مناطق مجاورة عدم تفاؤلها باتفاق خروج داعش من جنوب دمشق لأنها لن تتمكن من العودة إلى منازلها بحكم أن هناك مجموعات مسلحة ستبقى في المنطقة.
وقال رجا: «على الأقل سيبقى 300 مسلح من مجموعات مختلفة في اليرموك.
ورأى رجا أن سياسة «التفكيك من الداخل عبر تسويات هادئة»، «يمكن أن تأخذ وقتاً.. ربما أشهراً ولكن العمل على الأرض سيصبح أكثر فعالية، وإمكانية حسم الأمور بأسرع وقت بحكم غياب داعش القوة الأكبر التي كانت تشكل العمق إستراتيجي لكل هذه المجموعات».
وأشار الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة إلى أنه لن يكون هناك انتشار للفصائل الفلسطينية في محيط اليرموك إلا بعد تفكيك المجموعات المسلحة داخل المخيم».
وقبل يومين رجحت مصادر مطلعة ل«الوطن»، أن يتم البدء بتنفيذ اتفاق انسحاب تنظيم داعش وعناصر من «النصرة» والتنظيمات الأخرى من منطقة جنوب دمشق، خلال ثلاثة أيام، معتبرة أن دخول مسلحين من أبناء الحجر الأسود ومخيم اليرموك إليهما من بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم لاستلام خط الجبهة تمهيداً لخروج داعش لن يؤثر في جهود الدولة لاستعادة سيطرتها على تلك المنطقة وإعادة الأهالي إليها.
وفي السادس من الشهر الجاري، كشف أمين سر تحالف القوى الفلسطينية في سورية خالد عبد المجيد في تصريح صحفي، أنه تم الاتفاق على تأمين طريق بديل لمسير قوافل المسلحين الذين سيتم إخراجهم من المنطقة الجنوبية لدمشق التي تقع ضمنها مدينة الحجر الأسود ومخيم اليرموك وأحياء القدم والعسالي وحي التضامن، بعد تعليق عملية إجلائهم في 26 الشهر الماضي إثر مقتل قائد ميليشيا «جيش الإسلام» في غوطة دمشق الشرقية.
وأوضح عبد المجيد حينها أنه «عقدنا كفصائل فلسطينية سلسلة اجتماعات استعداداً لمعالجة قضية مخيم اليرموك، إذ ستبقى مجموعات صغيرة يجري التواصل معها وطلبت تسوية أوضاعها، وقسم آخر ما زال متمرداً، وهم أقلية سيتم التعامل معهم بغرض إخلاء المنطقة بشكل كامل من المخيم والمنطقة الجنوبية لدمشق».
وأوضح أن «هناك دراسة لتسوية أوضاع من يبقى من أبناء القدم والعسالي مع الدولة السورية، ووفقاً لمعلوماتنا سيتم سحب القسم الأكبر من المسلحين ومعالجة أمور من يبقى منهم خلال أسبوعين»، مؤكداً أنه لن «يعالج مخيم اليرموك مثلما تم التعامل مع برزة والمعضمية وبيت سحم بالمصالحة، بل سيتم خروج كامل للمسلحين»، لافتاً إلى أنه «نخشى تسريب مسلحين من مناطق أخرى لداخل المخيم كما حصل سابقاً، لذا ننسق مع الدولة والمعنيين بالمناطق المجاورة لمنع دخول أي مجموعة بعد انسحاب داعش والنصرة».
وأفاد عبد المجيد بأنه «بعد معالجة وضع مخيم اليرموك سيعود الناس إليه سواء كانوا بالداخل السوري أم في الخارج، والآن نعمل مع وزارة الدولة لشؤون المصالحة الوطنية على إعادة الناس إلى السبينة».
ونفذت الأحد الماضي ميليشيا «جيش الإسلام» صفقة تبادل للأسرى مع تنظيم داعش في جنوب دمشق بعد مفاوضات استمرت فترة طويلة، في دلالة واضحة على وجود اتصالات بين الميليشيا والتنظيم الذي ادعى «جيش الإسلام» مراراً أنه يحاربه.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن