سورية

مواقف تطرح علامات استفهام عديدة … أبو ظبي تتفهم مصالح روسيا في المنطقة.. والدوحة «تعوِّل على دورها» .. قطر: موعد المفاوضات يتوقف على «قرار الدول الأعضاء في مجلس الأمن» و«لا مشاريع غازية في سورية»

| الوطن – وكالات

أعلنت قطر أنها تعول على الدور الروسي لحل الأزمة السورية معتبرةً الحديث عن نواياها مد أنابيب لنقل الغاز القطري عبر سورية بأنها «مجرد خيال»، وذلك في حين أعربت الإمارات عن «تفهمها» لمصالح موسكو في المنطقة، على الرغم من اختلافها في ذلك مع بعض الدول الأخرى، وحذرت من خطر «الإسلاميين المتشددين»، الذي يمتد من الشرق الأوسط إلى القوقاز الروسي.
وقال وزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية، الذي رافق الأمير تميم بن حمد آل خليفة في زيارته الأخيرة إلى العاصمة الروسية موسكو، إن بلاده فوجئت بالتدخل العسكري الروسي في سورية، وأوضح أن روسيا لاعب كبير في المنطقة وعامل مساعد في حل الأزمات، وهي «أفضل من يستطيع المساعدة في حل أزمات المنطقة هم الروس ونعول الكثير على دورهم». وفي حديث لقناة «روسيا اليوم»، أضاف العطية نحن على يقين بقدرة موسكو على إيجاد حل للأزمة في سورية، وأعرب عن اتفاق قطر مع روسيا على وحدة وعروبة ومدنية سورية. وقال إن قائمة وفد المعارضة السورية المتفق عليها في الرياض «الهيئة العليا للمفاوضات» المنبثقة عن مؤتمر الرياض للمعارضة السورية، تشمل أسماء في القائمتين الروسية (منتدى موسكو) والمصرية (اجتماع القاهرة للمعارضة السورية).
وشدد على أن وقف الغارات وفك الحصار ووقف البراميل المتفجرة مطالب مشروعة قبل بدء مفاوضات جنيف ونصت عليها القرارات الأممية. وقال: إن موعد (25) كانون الثاني يتوقف على قرار الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي.
في سياق متصل وصف وزير الخارجية القطري الحديث عن مد أنابيب الغاز القطري عبر سورية بأنه «مجرد خيال»، وشدد على أنه ليست لبلاده مصالح في سورية، مضيفاً «ننسق مع روسيا في مجال الغاز، ولدينا مسؤولية أخلاقية إزاء المشترين في العالم». وفي الشهور الأولى من اندلاع الأزمة السورية، راجت تحاليل ومعلومات ربطت بين الدعم القطري للمسلحين في سورية وخطط الدوحة لمد أنابيب لنقل الغاز القطري عبر الأراضي السورية الأمر الذي يجنبها النقل البحري عبر الخليج العربي، مضيق هرمز، باب المندب في خليج عدن على بحر العرب، البحر الأحمر قناة السويس، وصولاً إلى الأسواق الأوروبية. ويبدو أن تصريح الوزير القطري لقناة «روسيا اليوم» جاء ليعكس تراجعاً عن تلك الخطط، وقد يلخص هذا التراجع الأسباب وراء زيارة أمير قطر لروسيا، التي بددت بعمليتها العسكرية في سورية أحلام تركيا والسعودية وقطر هناك.
وبخصوص تدهور العلاقات بين موسكو وأنقرة على خلفية إسقاط تركيا للمقاتلة الروسية «سو 24» في الأجواء السورية قبل نحو ثلاثة أشهر، قال العطية: إن بين روسيا وتركيا مئة عام من العلاقات وحكمة قادة البلدين ستفضي إلى انفراج قريب. كما تحدث عن الخلافات العربية مع إيران، مشيراً إلى أنه لا توجد مشكلة مع إيران، والخلاف مع طهران خلاف إقليمي. في غضون ذلك، اعتبر سفير الإمارات في روسيا عمر سيف غباش أن الخلاف بين السعودية وإيران عقد «الأمور بعض الشيء» لكنه أشار إلى وجود التزام خليجي «عميق» بحل الأزمة السورية. وقال خلال مقابلة مع شبكة «سي. إن. إن» الأميركية للأخبار: «الأحداث في الأسابيع الثلاثة الماضية ربما عقدت الأمور بعض الشيء، ولكني اعتقد أن هناك التزاماً عميقاً بالجانب الخليجي لإيجاد حل للأزمة السورية، لأن هذه الأزمة تمسنا بالطبع وفي كل يوم كمسلمين ولكوننا بشراً أيضاً».
وأردف غباش قائلاً: «حل هذا الأمر في غاية الأهمية (الأزمة السورية) ومن المثير للاهتمام أيضاً أننا نرى لعب روسيا لدور في ذلك، بصرف النظر عن الاختلافات التي يمكن أن تكون على بعض الأصعدة كإيران، فلا ينبغي على ذلك أن يؤثر على سير الحوار حول سورية».
وأضاف في تلميح إلى وجود خلاف بين بلاده ودول في المنطقة حيال العملية الروسية في سورية، قائلاً: «لدينا فهم حول مصالح روسيا في المنطقة، ويمكن أن نختلف في ذلك مع بعض الدول الأخرى»، ومضى قائلاً: «نحن نرى أن خطر الإسلاميين المتشددين خطر حقيقي»، واستطرد: «وعليه، عندما يقول الروس إنهم مهتمون بتوجيه ضربات ضد داعش فإننا نحملهم صدق كلمتهم، لأن هناك رابطاً بين الإرهاب الذي ينتشر في الشرق الأوسط والقوقاز، ونحن نتفهم ذلك.. نحن نعتقد أنه، كلما زادت الأطراف التي تهاجم داعش كان ذلك أفضل».
لكنه أشار إلى وجود خلاف بين الإمارات وروسيا يتعلق بدور الرئيس بشار الأسد. وقال: «ما نختلف فيه (مع الروس) هو مستقبل (الرئيس) بشار الأسد ونراه دون أي شرعية، وهو الأمر الذي تراه روسيا بموقف مختلف».
وبخصوص العلاقات مع إيران بعد نفاذ الاتفاق النووي ورفع العقوبات الدولية عنها، أشار الدبلوماسي الإماراتي إلى «أن الزاوية التي تثير اهتمامنا هو ما الذي ستقوم به إيران مستعينة بالموارد التي ستصلها بعد رفع العقوبات؟ وكيف سيكون سلوكها في العالم العربي؟.. ونحن نتطلع إلى الانخراط الإيجابي الذي يمكن لإيران القيام به في المنطقة». وأضاف: «لدينا أمل دوماً، الأمر لا يقتصر فقط على الإمارات بل على باقي دول الخليج أيضا، فكلنا نأمل أن تسلك إيران توجها مختلفاً للمشاكل الموجودة في المنطقة.. سواء ارتفعت أرقامنا التجارية عبر الموانئ الإماراتية إلى إيران أو العكس، فإن ذلك هو اهتمام ثانوي مقارنة بتوجهات طهران في سورية والعراق ولبنان واليمن».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن