سورية

أعرب عن ثقته وكيري بانعقاد «جنيف 3» في هذا الشهر.. لافروف يثني على مقترحات التنسيق الأميركية.. ويطالب بـ«الدعم المتبادل» و«توزيع المهام» ضد الإرهابيين

| الوطن – وكالات

خرج رئيسا الدبلوماسية الروسية سيرغي لافروف والأميركية جون كيري من اجتماعهما المفصلي في زيوريخ السويسرية «واثقين» من انعقاد مفاوضات «جنيف 3» خلال ما تبقى من الشهر الجاري، والتي ستستغرق «وقتاً طويلاً» بحسب ما أكد لافروف، الذي أصر على أن وفد المعارضة يجب أن يعكس «طيفاً واسعاً» بما في ذلك مؤتمرات الرياض وموسكو والقاهرة التزاماً بالقرار الدولي (2254)، لكنه شدد على أن تنظيمي «جيش الإسلام» وحركة «أحرار الشام الإسلامية» منظمتان إرهابيتان.
لافروف أثنى على مقترحات كيري بشأن تنسيق الجهود بين واشنطن وموسكو في سورية، بوصفها تصب بـ«الاتجاه الصائب»، داعياً إلى تجاوز اتفاق «عدم التصادم» بين الجانبين إلى ما هو أكبر، مبيناً أن ذلك يشمل «توزيع المهام وتبادل الدعم» على صعيد مكافحة الإرهاب. وبدا أن لافروف قبل بما جاء به كيري حول ضرورة إطلاق المفاوضات قبل الحسم النهائي لمسألة وفد المعارضة وقائمة التنظيمات الإرهابية. وتسربت أنباء عن مقترح أميركي بإطلاق مفاوضات جنيف بغض النظر عن تشكيلة الوفد المعارض، على أن يصار إلى التعديل عليها في الجلسات المقبلة، بما يتوافق مع مقتضيات القرار الأممي (2234). ويشير إصرار لافروف على اعتبار «جيش الإسلام» و«أحرار الشام» إرهابيتين وتأكيده أن المفاوضات ستأخذ وقتاً طويلاً إلى القبول بما حمله كيري، على ألا يتمثل التنظيمان في الوفد المعارض إلى جنيف.
وفي مؤتمر صحفي عقده في زيوريخ، حسم لافروف مسألة انعقاد مفاوضات جنيف في هذا الشهر. وقال إنه ونظيره الأميركي واثقان بأن المفاوضات «ستبدأ خلال الأيام المقبلة، في كانون الثاني»، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال لافروف وفق الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»: «لا توجد لدينا أفكار لتأجيل المحادثات بين الحكومة والمعارضة إلى شباط (المقبل)». وبين أن بلاده والولايات المتحدة لن تشاركا في المحادثات، التي أكد أنها «ستستغرق وقتاً طويلاً»، وشدد على أن الدولتين تدعمان سيادة ووحدة أراضي جميع دول الشرق الأوسط بما فيها سورية.
وتسربت أنباء عن مساع روسية لتمثيل المعارضة في وفدين، وفد الرياض، ووفد آخر من «مجلس سورية الديمقراطية» إضافة إلى معارضين من «الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير» وغيرها… ، إلا أن لافروف قال أمس مؤكداً إن: «المفاوضات ستشمل وفد المعارضة إضافة إلى الوفد الحكومي، بما في ذلك الشخصيات والمنظمات المعارضة التي رشحت ممثليها للمحادثات في موسكو والقاهرة والرياض». وأضاف: «هذا فقط تفويض، ولا يجري الحديث عن أطراف ثالثة أو أولى أو ثانية»، وتابع «لا يمكن الحديث عن هذا الأمر هذا القرار لا يعود لطرف ما خارج الأمم المتحدة بل لـ(المبعوث الأممي إلى سورية) السيد (ستيفان) دي ميستورا». وشدد على أن الوفد يجب أن يمثل طيفاً واسعاً.
وذكر أنه ناقش وكيري «الخطوات التي يجب اتخاذها لضمان وقف إطلاق النار»، في إشارة إلى نوعية المراقبة الدولية التي سيتم فرضها على الأطراف المتواجهة، مبيناً أن الوقف لا يشمل داعش أو النصرة. ورداً على سؤال عما إذا كان الاتفاق سيشمل «جيش الإسلام» وحركة «الأحرار»، لفت إلى أن بلاده لم تتخل عن اعتبار هذين «التنظيمين إرهابيين»، مشيراً إلى أن «جيش الإسلام» يعتبر تنظيماً إرهابياً لأنه قصف أماكن مدنية في دمشق، بما فيها مبنى السفارة الروسية، على حين أن «الأحرار» وليدة تنظيم «القاعدة»، وأكد «امتلاك بلاده ما يثبت عدالة موقفها» في هذا الصدد. وأشار رئيس الدبلوماسية الروسية، إلى أن محادثاته مع كيري ركزت أيضاً، على تنسيق الجهود بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب. وأضاف: إن الجانب الأميركي طرح عدداً من الاقتراحات بهذا الشأن، وهي تسير «في اتجاه صائب». مع ذلك، فقد لفت إلى أن «التطبيق العملي للجهود المشتركة بين موسكو وواشنطن وتوزيع المهمات والدعم المتبادل على صعيد مواجهة الإرهابيين لا تزال مهمتنا»، مضيفاً: إن بإمكان البلدين التوصل إلى اتفاقات أكثر فعالية من مذكرة تنص على «إجراءات لا بد منها لتفادي المفاجآت»، في إشارة إلى اتفاق عدم التصادم الذي وقعته وزارة الدفاع الروسية مع نظيرتها الأميركية «البنتاغون» قبل نحو شهرين. وذكر الوزير الروسي أن «مسار مكافحة الإرهاب يبقى من المسارات الرئيسية في الجبهة السورية».
ورداً على دعوة نظيره الأميركي إلى الضغط على الحكومة السورية من أجل تسهيل إدخال المساعدات إلى «المناطق المحاصرة»، قال لافروف: إن «القوات الجوية الروسية تأخذ في الاعتبار البرامج الإنسانية للأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر في سورية عندما تخطط لعملياتها (…) نحن مستعدون لمزيد من التنسيق مع التحالف الأميركي في هذا المجال». وفي بداية اللقاء، رد لافروف على سؤال حول فرص عقد مفاوضات جنيف، قائلاً: «سوف نرى». وأضاف «إنها خصوصاً مسؤولية (الموفد الأممي لسورية ستيفان) دي ميستورا وليست مسؤوليتنا».
والثلاثاء قبل مغادرة كيري واشنطن أقر المتحدث باسمه جون كيربي «أنه لا يزال هناك الكثير من العمل يجب إنجازه» للتمكن من إطلاق مفاوضات السلام في 25 من الجاري. وأقرت الخارجية الأميركية بأن الوقت ضيق لإطلاق هذه المفاوضات في الوقت المحدد. وكان الكرملين استبق اجتماع زيورخ بالإشارة إلى استمرار وجود خلافات كبيرة بين موسكو وواشنطن بشأن وضع قائمتين للتنظيمات الإرهابية وفصائل المعارضة في سورية. ونقل موقع «روسيا اليوم» عن المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف قوله في تصريح له: إنه «يبقى هناك مجال كبير للعمل حتى الآن»، مشيراً إلى أن الجانبين يبذلان جهوداً كبيرة للبحث عن حلول وسط. وأضاف: «يجرى العمل الجاد.. لافروف سيجتمع مع كيري.. ويجري العمل في اتجاهات أخرى إلا إنه ليس كل شيء هناك على ما يرام».
يذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد قبل عدة أيام أهمية إعداد قائمة موحدة للتنظيمات الإرهابية في سورية مشدداً على ضرورة «عدم التمهل في تنسيق جهود جميع الدول المعنية في مواجهة تنظيم داعش والتنظيمات الإرهابية الأخرى». وقبيل الاجتماع أيضاً صرح نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أن لافروف وكيري سيتناولان «بدء المحادثات السورية السورية المرسومة في الخامس والعشرين من الشهر الجاري ومسألة التنظيمات الإرهابية» مشيراً إلى أن مسار المحادثات السورية – السورية يتوقف على هذا اللقاء. وأوضح غاتيلوف أن هناك تفاهماً فيما يتعلق بتنظيمات «القاعدة» و«داعش» و«جبهة النصرة» الإرهابية ولكن لا وجود لاتفاقات في عدد كبير من التنظيمات الإرهابية الأخرى.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن