رياضة

غينيس سلوي

| مالك حمود 

كاللوحة الفنية التجريدية بألوانها المتداخلة والمتناقضة كانت بطولة كأس الاتحاد للناشئين والناشئات بكرة السلة، ألوان معبرة وإن بدت صارخة لتحكي قصص هموم سلتنا المتعبة بفعل الظروف وهي تنتظر مبادرات الإنقاذ والعلاج، وخيراً فعل اتحاد السلة بابتكاره المسابقة لزيادة عدد المباريات لهؤلاء الناشئين والناشئات، ولنا في تلك المبادرة ملاحظات عدة:
فاتحاد السلة يستحق الشكر لاعتماده مسابقة جديدة تحقق الفائدة الفنية لهذه الشريحة باعتبارها الأمل الوحيد لسلتنا التي وصلت برجالها إلى درجة (التسقيف) ولم يعد فيها تلك الحالات المشجعة من الوجوه الشابة بدليل وجود اللاعبين المعمرين في أنديتنا، ووسط إلغاء اتحاد السلة فئة الشباب من أجندة بطولاته لهذا الموسم فإن الحل الوحيد يبقى بالتركيز على الناشئين، ومن هنا كانت البطولة حدثاً سلوياً اجتماعياً رائعاً جمع العديد من أندية مختلف المحافظات ضمن منافسات قوية وجميلة أفرزت الكثير من المواهب الواعدة، وكانت كفيلة بالكشف عن الأندية المجتهدة بالسلة والعاملة بصدق وإخلاص في بناء قواعدها.
الألوان الجميلة لا تلغي الألوان الصارخة التي يستحيل تجاهلها، فلم أجد مبرراً لإنجاز البطولة بـأربعة أيام فقط إلا إذا كانت الغاية دخول موسوعة غينيس، وبأي منطق فني يطلب من الفرق لعب مباراتين بيوم واحد؟ وبأي فكر سلوي يفرض على فرق في البطولة لعب 3 مباريات خلال أقل من 30 ساعة؟
فالفرق المتأهلة لنصف النهائي لعبت عصر الأربعاء وصبيحة الخميس وفي المساء أيضاً! والمشاركون بالبطولة خارجون من امتحاناتهم المدرسية وبحاجة لتحضير بدني جديد! وهذا ما تسبب بالإرهاق الذي انعكس على الأداء وأعطى للجانب البدني أفضلية على الجانب المهاري!
ألم يكن من الأفضل لو منحت الفرق المتأهلة لنصف النهائي يوم راحة بعد المباريات الثلاث في الدور الأول، وبعدها تقام مباريات نصف النهائي في يوم، والنهائي في يوم آخر كي يأخذ اللاعبون حقهم من الراحة والمدربون مجالهم في حصاد جهدهم وتعبهم فإصابة لاعب مميز في بطولة مضغوطة كهذه قد يضيع عليه مباراة أو بطولة! ولعل اتحاد اللعبة يدرك ذلك ونأمل ألا تكون الحجة في ضغط النفقات، ويوم واحد لن يكسر ميزانية سلتنا.
ملاحظة أخرى وهي أن البطولة تحقق الفائدة للأندية المتأهلة، ولكن ماذا عن حاجة بقية الأندية في المحافظات للمزيد من المباريات؟
التجربة جديدة وباعتبارها ستقام أيضاً بنهاية الإياب نأمل التأني في تفاصيلها كي تكون مفيدة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن