ثقافة وفن

ليندا إبراهيم لـ«الوطن»: الشعر عمل ثقافي ومعرفي وجمالي قبل كل شيء

| ثناء خضر السالم

معادلة بسيطة إن توقّفتُ عن الحب، توقفتُ عن الشعر، وإن توقّفتُ عن الشعر توقّفتُ عن الحياة. الحب عندي هو معادل الشعر، والشعر معادل الحياة وهي علاقة جدليّة.
أنها ببساطة نظرة الشاعرة ليندا إبراهيم إلى علاقة الشعر بحياتها. فالشعر فسحة الروح، يمنحنا القدرة على الاستمرار، ويبث في داخلنا الألق بما يمدّه فينا من طاقة «نحن عشّاقه».

• تثقين بالشعر؟
كما أَثِقُ بروحي، أثق بالشعر.

• أين تدرجين الشعر المكتوب بمناسبة مُعيّنة؟
في الأذهان يرتسم على أنه شعر مناسبات، لكن هنالك من الشعراء من يكتبون الشعر المرتبط بمناسبة ما، لكنّه يكون شعرأ حقاً، وتكون قصيدة بمعناها الصحيح، وهذا يتبع للشاعر نفسه، ولتجربته الشعريّة.

• ماذا قدّمت لك تجربتك في أمير الشعراء؟
أمران أساسيّان يحتاجهما أي شاعر يمتلك رؤيةً وهدفاً ثقافياً، الأمر الأول وبعد سنوات من الكتابة كهاوية ضمن قوسين، وكون عملي في الهندسة، كنت موزّعة بين هذين المجالين. كنت أكتب تاركةً تجربتي الشعرية تنضج على مهلها، ولم أكن أعطي أولويّة أن أكون شاعرة في المرتبة الأولى معناه ومكانته الصحيحة على الرغم من مشاركتي الجيدة والكبيرة في معظم المهرجانات الأدبية داخل سورية وخارجها، إلى أن أتت مشاركتي في أمير الشعراء لتحسم خياري وإلى الأبد كشاعرة. أما الأمر الثاني فقد أعطتني المِنبر والمِنبر الصحيح والحضور الإعلامي الصحيح والانتشار، كما وضعتني في سياق الشاعرات سواءٌ من أبناء جيلي أو قبلهم أو بعدهم، وضعتني في سياقي الزمني والإعلامي والمِنبري الصحيح.

• هل كنتِ لتأخذي حقّك كشاعرة لولا المشاركة بهذا البرنامج؟
ربما كنت أحتاج زمناً أطول، وجهداً أكبر، وربّما حتى لو وصلت إلى ما تتحدّثين عنه لم أكن لأحظى بهذا البريق الشعري، طبعاً لا داعي للاستدراك أنّي قدّمت من خلال مشاركتي تجربة ناضجة أثبتت جدارتها.

• برأيك مسؤوليّة من عدم معرفة الشاعر من الناس حتى يُشارك في برنامج شعري مدعوم إعلامياً؟
أوّلاً الشاعر قبل كل شيء متّهم بحب الظهور، فإمّا أن يحتمل وِزر ذلك ويثبت نفسه وتجربته على هذا المِنبر، وإمّا أن ينكفئ على نفسه، إذاً الأمر يعود إلى ذات الشاعر وهمّته. كما يعود أيضاً للغير، كيف تقدّمه المؤسسات المنوطة بالعمل الثقافي، والشعر عمل ثقافي ومعرفي وجمالي قبل كل شيء.

• من يُلهمك؟ ولمن ولاؤك في الشعر؟
يلهمني الحب، وولائي له في الشعر، وفي الحياة.

• من يشدُّك من الشعراء الشباب؟
لا يوجد من يشدّك لذاته أو لشعره منفصلاً عن ذاته. هنالك بعض الشعراء أسمع بهم وأقرأ لهم، لكن عندما أراهم على المنبر تشدّني تجربتهم أكثر أو ربّما تصلني قصيدتهم مثل مجد إبراهيم، ثائر إبراهيم، حسن بعيتي، من العراق عارف الساعدي، مهدي منصور من لبنان، وبشار حسين.

• لمن تكتبين؟
أكتب للجمال، للشعر، للحب.
• ماذا تريدين من الشعر؟
أن يمدّني بأكثر طاقة من الحب والجمال.

• تذكرين أول مرّة كتبتِ فيها؟
كتبت قصيدة لجدّي رحمه الله، الذي تأثرت به موسيقياً في إلقاء الأشعار، كان عازفاً فقد كنت أجثو عند ركبتيه وأستمع إلى غنائه الأشعار القديمة.

• للشاعر عبد القادر حصني مكانة خاصة لديك؟
لأني لمّا قرأت مجموعة شعرية له، أحدثت خللاً في تفكيري وطريقة كتابتي لقصيدتي، كنت أكتب الشعر العمودي والتقليدي ولا أستسيغ النثر ولا أقرؤه، فتغيّر مفهومي إلى تفعيلة القصيدة والفكر الذي يجب أن تحمله.

• لاحظت عندك وعند أكثر من شاعر شاب استلهام شخصيات تاريخية؟ لماذا تعودين إلى الموروث؟
لأنّ التاريخ لا يخلو من عبرة ومن مواقف.

• سُئلَ مرّة أمل دنقل عن الشعر فقال: هو بديل الانتحار، وأنت ماذا تقولين؟
ربّما أقرأها نفسها بطريقة أخرى، بدل أن ننتحر حقيقةً، نعطي أسباب الحياة لنا عن طريق الشعر، ويصبح بديل الانتحار، أي كناية عن الحياة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن