محال العطارة تتفوق على الصيدليات في السويداء

| السويداء- عبير صيموعة

انتشرت في الآونة الأخيرة في السويداء محال العطارة والأعشاب الطبية حتى باتت تنافس عمل الصيادلة في المحافظة ومن يتابع تلك المحال يرها تغص بعشرات المراجعين الباحثين عن خلطة عشبية تسكن آلامهم وأوجاعهم وفي جولة لـ«الوطن» على تلك المحال والحديث إلى الزبائن أكد البعض أنهم يقصدون محال العطارين لعدة أسباب منها عدم ثقتهم بالدواء الكيميائي الذي يتم بيعه في الصيدليات بعد أن بات ذا فعالية قليلة (على حد قولهم) جراء الأزمة العاصفة في البلاد والحضر الاقتصادي المفروض الأمر الذي دفع البعض منهم للتوجه إلى الطب البديل، والنقطة الثانية غلاء أسعار الأدوية وعدم قدرة المراجعين على شرائها مقارنة بدواء الأعشاب في حين أشار البعض إلى أنه من الأسباب الأخرى التي تدفعهم للتوجه للطب البديل البيئة التي نشؤوا بها فالبعض منهم يحمل وصفات سبق وان قامت بكتابتها الجدات مؤكدين أن الطب البديل أو طب الأعشاب متجذر منذ القدم وبات بالنسبة لهم بمنزلة الأمل العلاجي الوحيد ولاسيما بعد أن تقطعت فيهم السبل بعيادات الأطباء فضلاً عن أن الأعشاب خالية من المواد الكيميائية فتعاطيها إن لم ينفع لا يضر أبداً.
صاحب محل العطارة (ابن سينا) أكد الإقبال الكبير من المواطنين ولاسيما هذه الأيام بهدف التداوي وتخفيف الآلام فمعظم الزبائن إن لم نقل جميعهم يطلبون خلطة عشبية لأوجاع المفاصل والشقيقة والقرحة وللتنحيف والمرارة وأمراض الكلى فضلاً عن أن 90% من المراجعين يحملون وصفات ورقية عادية مكتوباً بداخلها فقط اسم العشبة المطلوبة أو الخلطات التي قامت الجدات بكتابتها أم جرى نقلها من التلفاز أو الإنترنت.
بدوره نقيب أطباء السويداء الدكتور كمال عامر أكد قناعته بالطب البديل المبني على أسس علمية متينة وليس الطب الممارس عشوائياً والمبني على هدف تجاري وربحي مضيفاً: إن مديرية الصحة بالسويداء لم تمنح أي ترخيص لهؤلاء الأشخاص لممارسة مهنتهم هذه وقد سبق لنقابة الأطباء أن قامت بإغلاق عدد من عيادات هؤلاء لأن ممارستها مخالفة للأنظمة والقوانين مضيفاً: لذلك نحن كنقابة نتمنى إبلاغنا عن أي شخص يعالج الأشخاص في منزله متسائلاً: كيف لهذا المعالج أن يوصف دواء من دون المرور بمرحلة تشخيص المرض فالمرض يحتاج إلى تشخيص وتقدير وتحليل للوقوف على نوعه عندها يتم وصف العلاج مشيراً إلى أن هناك أعشاباً حاصلة على تراخيص نظامية وتباع في الصيدليات وهذه مجربة وتباع ضمن وصفات طبية ممهورة بموافقات أصولية وهي الأعشاب المراقبة من وزارة الصحة.