سورية

خبراء روس يحذرون من نيات تركية لغزو سورية … وأنقرة تتحدث عن مؤامرة لتقسيم المنطقة

| وكالات

بينما كانت وسائل الإعلام التركية تحتفل باستثناء «حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي من المحادثات السورية السورية في مدينة جنيف السويسرية، حذرت الحكومة التركية من أن «المؤامرة» التي أدت لتقسيم المنطقة قبل قرن «مازالت مستمرة»، منبهةً إلى وجود «محاولات لتقسيم وتجزئة الحدود الحالية» باستخدام تنظيم داعش الإرهابي وحزب العمال الكردستاني. في غضون ذلك، حذر خبراء عسكريون روس من أن حشد تركيا قواتها في مناطق الحدود مع سورية، يؤشر إلى نيات تركية لغزو سورية بحجة ملاحقة مسلحي «وحدات حماية الشعب» التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، ومسلحي تنظيم داعش الإرهابي. وتعتبر أنقرة «الاتحاد الديمقراطي» بمنزلة الامتداد السوري لحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه على قائمتها للتنظيمات الإرهابية. وكذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، يصنفان العمال الكردستاني على لوائحهما للتنظيمات الإرهابية.
وذكر موقع «ترك برس» التركي أن المساعي التركية الرامية إلى إقصاء حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي عن وفد المعارضة السورية إلى محادثات جنيف «أثمرت».
في سياق منفصل، اعتبر نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قورتولموش أن المؤامرة، التي حيكت قبل قرن لتقسيم المنطقة مستمرة في الوقت الراهن.
ونقلت وكالة «الأناضول» التركية للأنباء عن قورتولموش قوله في كلمة أمام مراسم توزيع جوائز: «لا يمكن فهم ما تقوم به تنظيمات «داعش»، وحزب الاتحاد الديمقراطي، و(منظمة حزب العمال الكردستاني) الإرهابية، من دون رؤية الصورة الكاملة لوضع المنطقة، ولو غيرنا أسماء الأشخاص والتنظيمات، فسنجد أن اللعبة هي نفسها التي كانت قبل قرن». واعتبر أن «المؤامرات»، التي كانت تُحاك إبان انهيار الدولة العثمانية عقب الحرب العالمية الأولى، «مستمرة في الوقت الراهن»، وأشار إلى «وجود محاولات لتقسيم وتجزئة الحدود الحالية التي لا تستند أصلاً إلى أي حقائق تاريخية»، مضيفاً: إن «داعش و(حزب العمال الكردستاني) تستخدمان كوكلاء لتنفيذ هذا المخطط».
ولفت قورتولموش إلى أن «شبكة التنظيمات الإرهابية التي تأسست في المنطقة، هي جزء من المؤامرة نفسها»، واعتبر أن صمود تركيا هي القوة الوحيدة الكفيلة لإفشال تلك المخططات.
في غضون ذلك، ذكرت مصادر عسكرية دبلوماسية روسية أن «تركيا حشدت قواتها العسكرية على مقربة من الحدود الشمالية والشمالية الشرقية مع سورية»، مؤكدةً، بحسب صحيفة «نزافيسمايا غازيتا» الروسية، أنها «لا تستبعد قيامها بغزو سورية بحجة ملاحقة مجموعات حزب العمال الكردستاني والإرهابيين».
وذكرت الصحيفة وفق موقع «روسيا اليوم»، أن «محللين عسكريين (استنتجوا) من هذا احتمال إنشاء تركيا قاعدة عسكرية لها على غرار القاعدة الأميركية في الرميلان بمحافظة الحسكة». وأشارت إلى أن المحللين «لا يستبعدون أن تكون هذه المسألة أحد أهداف زيارة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن لأنقرة مؤخراً» خصوصاً مع إعلان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أن المسؤولين الأتراك «ناقشوا (مع بايدن) كيفية توحيد الجهود لمكافحة داعش». وقبل أيام، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن «حشد تركيا قوات عسكرية كبيرة في منطقة القامشلي»، على حين تواصل وسائل الإعلام التركية نشر مواضيع معززة بالصور عن كيفية تخندق القوات في تلك المنطقة. كما أن معلومات لا تزال متداولة بخصوص نيات تركيا إقامة منطقة عازلة بين مدينتي جرابلس وعزاز بمحافظة حلب.
وأشارت «نزافيسمايا غازيتا» إلى أن تركيا زادت مؤخراً، نشاطها العسكري في المناطق الحدودية المحاذية لسورية، وهو أمر أكدته وزارة الخارجية والمغتربين الأسبوع الماضي في رسالة إلى الأمم المتحدة طالبت فيها مجلس الأمن الدولي باتخاذ إجراءاته. وذكرت الصحيفة أن مصادر تؤكد إرسال تركيا منظومات صاروخية محمولة مضادة للجو عبر الحدود إلى المجموعات الإرهابية في شمال سورية، فضلاً عن «وصول قافلة شاحنات من تركيا إلى منطقة حيان (بمحافظة حلب)، محملة بالأسلحة والذخائر لـ«جبهة النصرة» التي تخطط لمهاجمة منطقة دير الزور، حيث حقول النفط».
واعتبر الخبير العسكري الروسي الجنرال يوري نيتكاتشيف، بحسب الصحيفة الروسية، أن «تركيا بدأت عملياً بغزو سورية». أما الجنرال ألكسندر غوركوف، فيقول إن هناك احتمال دخول لاعبين آخرين إلى الساحة، لذلك يدعو إلى «أخذ مسألة المضادات الجوية في سورية على محمل الجد. فلضمان الحماية الجوية الكاملة في الأجواء السورية من الضروري وجود منظومتي «أس – 400» و3-4 منظومات «أس-300» لتغطية كامل الأجواء السورية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن