رياضة

خبرة أهل الكار

| محمود قرقورا

تابعت بشغف مباراة كأس الجمهورية بكرة السلة بين الجيش والوحدة يوم الأربعاء الفائت، وحقيقة لم أندم على الحضور ذلك أن فريق الوحدة أعطى بعداً إضافياً للمباراة عندما كان الند للند والأقرب لتفجير المفاجأة.
المفاجأة ليست بفوز الوحدة على الجيش مقارنة بتاريخ وعراقة الناديين في هذه اللعبة التي كان البرتقالي يوماً ما زعيم آسيا وإنما بالنظر لهوية اللاعبين في كل منهما، حيث الأفضلية النظرية تميل كل الميل لفريق الجيش ولكن على أرض الملعب لم يكن ذلك ظاهراً ولولا بعض الهفوات التي ارتكبها الوحدة لكان للنتيجة كلام آخر.
أن يتقدم الوحدة 9/صفر فهذا سيناريو غير متوقع وأن يتقدم بالربع الثالث بفارق 14 نقطة فهذا أكثر غرابة.
ثم أن يضيع كل ذلك هباء منثوراً فهذا لم يكن منتظراً وخاصة أن معنويات لاعبي الوحدة وكادره في ارتفاع، بينما العصبية والتوتر كان السمة الأبرز عند فريق الجيش.
عندما نقول أهل مكة أدرى بشعابها فهذا صحيح لأن المدرب هلال دجاني قال لي حتى في غمرة تقدم الوحدة وسطوته إن الجيش سيفوز بالنهاية وهذا ما حصل لتتأكد حقيقة المثل العربي المشهور «أعط القوس باريها» فخبرة أهل الكار تبقى هي المعيار.
بعض المتابعين رأى أن خروج لاعب الجيش أنس شعبان بالأخطاء الشخصية كان ميزة لفريقه لأنه لم يكن بيومه وبالمقابل كان خروج لاعب الوحدة علاء إدلبي مؤثراً لنفاد دكة بدلاء الوحدة بالمميزين القادرين على إعطاء الإضافة المطلوبة.
والبعض الآخر ونحن منهم رأوا أن رامي مرجانة هو صانع الفارق كما حدث في فاينال الدوري الصيف الفائت، فالمرجانة أبكى الجيش والاتحاد قبل أشهر وظهر مجدداً بصورة البطل بفضل انسيابيته وحضوره في لحظات الحسم.
عندما استطاع الوحدة أن يبادل الجيش المبادرة في ذهاب الدوري اعتبر الجميع أن خبرة هادي درويش قالت كلمتها أمام أبو طوق ولكن الذي حصل يوم الأربعاء يلخص أن السلة السورية تفتقر للمدربين القادرين على صنع الفارق والتحكم بإيقاع المباريات، فالجيش كان مرشحاً لتسجيل فوز كبير وإذا به يفوز من الباب الضيق بفارق رمية ثلاثية وهو الذي قضى معظم فترات اللقاء لاهثاً لتقليص الفارق قبل أن يضحك أخيراً.
أختم وقفتي السلوية النادرة معتذراً عن خطأ ورد في موعد اللقاء احتراماً لجمهور السلة الذي يثق بـ«الوطن» ولن نكون إلا عند حسن ظنه.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن