سورية

روسيا وأميركا تدعوان الجميع للمشاركة في جنيف: لا للشروط المسبقة

| الوطن – وكالات

أعطت كل موسكو وواشنطن زخماً جديداً لمحادثات جنيف مع دعوتهما جميع الأطراف السورية للمشاركة فيها، وتجديدهما التأكيد على دعمهما لجهود المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا في تنظيم هذه المحادثات. وبينما أكدت روسيا رفضها محاولات بعض المعارضين فرض شروط مسبقة لبدء عملية المفاوضات لأن ذلك يتعارض مع القرار الدولي 2254، دعت الخارجية الأميركية المعارضة إلى الذهاب إلى جنيف دون شروط مسبقة.
من جهتها رأت إيران أن التوصل إلى حل سياسي للازمة السورية سيستغرق وقتاً، وأنه ينبغي تجنب الإفراط في التفاؤل حيال ما ستفضي إليه المفاوضات.
ومع انطلاق اليوم الأول للمحادثات أجرى وزير الخارجية الأميركي جون كيري مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، على ما ذكر الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الروسية.
وبحسب الموقع فإنه جرى خلال الاتصال «تبادل تفصيلي لوجهات النظر حول الشأن السوري. وأكد الجانبان دعمهما لجهود المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا في تنظيم مفاوضات في جنيف بين ممثلي الحكومة والمعارضة السوريتين بغية التوصل إلى تسوية سياسية». وأشار لافروف إلى «عدم تقبل محاولات بعض المعارضين للحكومة السورية بفرض شروط مسبقة لبدء عملية المفاوضات وذلك بتعارض (تناقض) مع قرار مجلس الأمن 2254.
وجدد وزير الخارجية الروسي تأكيده «أهمية أن يكون وفد المعارضة ممثلا فعليا لكافة الأطياف وأشار إلى ضرورة تشكيل جبهة موحدة للتصدي لداعش وغيرها من جماعات إرهابية».
وفي وقت سابق قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في مؤتمر صحفي: «ندعو كل الأطراف إلى المشاركة الفعالة في المحادثات والتخلي عن الشروط المسبقة من أجل التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة في سورية»، مضيفة أنه «يجب على المعارضة أن تعمل على مبدأ التمثيلية الواسعة والشاملة لأن هذا ما يكفل التوصل إلى التسوية السياسية الحقيقية للأزمة».
وأول أمس صرح نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف، بأن مسألة مشاركة ممثلين عن جماعتي «جيش الإسلام» و«أحرار الشام»، التي تعتبرهما روسيا إرهابيتين، في محادثات جنيف السورية لم يتم حلها بعد، مشيراً إلى معارضة موسكو لوجودهما على طاولة المفاوضات.
وأضاف: «نحن اعترضنا دائماً والآن نعارض مشاركة «جيش الإسلام» و«أحرار الشام». قُدمت اقتراحات بأن يشارك هؤلاء الأشخاص في وفد المعارضة، التي شكلت في الرياض، لا بوصفهم ممثلين لمنظمات إرهابية، بل بصفة شخصية، وأكثر من ذلك، كما أفهم أنا، حتى الآن لم يتم حل هذه المسألة. ووفقاً لبعض المصادر، فإنهم من الممكن ألا يكونوا أعضاء في وفد المعارضة».
ومن واشنطن رد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر على موقف «الهيئة العليا للمفاوضات»، معتبرا أن المطالب الإنسانية التي قدمتها «مشروعة»، لكن يجب ألا تكون سببا لأن تفوت المعارضة «الفرصة التاريخية».
وقال تونر: «إنها بالفعل فرصة تاريخية لهم للذهاب إلى جنيف لاقتراح وسائل جدية وعملية لإرساء وقف لإطلاق النار وإجراءات أخرى لبناء الثقة». وأضاف «ما زلنا نعتبر أنه يتعين عليهم اغتنامها من دون أي شروط مسبقة».
وأضاف: إن «هذه المطالب على الرغم من أنها مشروعة لا يجب أن تحول دون أن تمضي المفاوضات قدماً».
على خط مواز نقلت وكالة «الأناضول» التركية للأنباء عن وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند، قوله: إنه في حال مقاطعة المعارضة السورية مفاوضات جنيف الجمعة، فإن ذلك «سيخدم مصالح الرئيس السوري بشار الأسد»، وأنه «سيوفر للنظام السوري فرصة استغلال ذلك إعلامياً»، لذا ينبغي عليها المشاركة في المفاوضات.
في الأثناء وفي حديث مع تلفزيون فرانس 24 وصحيفة لوموند واذاعة فرانس كولتور قال الرئيس الإيراني: «أملنا أن نرى هذه المفاوضات تثمر في أسرع وقت. لكن سيكون مفاجئاً إن أحرزت نتيجة مبكرة جداً، ففي سورية مجموعات تقاتل الحكومة المركزية وتتقاتل في ما بينها. هناك تدخل في الشؤون الداخلية السورية».
وأضاف: «المسألة السورية معقدة جداً (…) أعتقد أن الحل يجب أن يكون سياسياً، لكن من الصعب التوصل إلى نتيجة في غضون أسابيع، عبر عدة اجتماعات. هذا سيكون تفاؤلاً مفرطاً، لأن المسألة السورية معقدة إلى حد كبير جداً».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن