سورية

أنقرة تحذر واشنطن من مخاطر التحركات الروسية على أمن قواتها … أردوغان يتماهى مع أشد المسلحين تشدداً وداود أوغلو يحضّر مع السعوديين لما بعد «إخفاق جنيف»

| الوطن- وكالات

بينما كانت طائرة رئيس وزرائه أحمد داود أوغلو تحط في مطار جدة بالسعودية، كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يواكب أشد مواقف المسلحين في سورية تشدداً حيال محادثات جنيف، حيث ربط مشاركة المعارضة فيها بوقف إطلاق النار وإيقاف القصف الروسي وإلا كانت «خائنة».
وأكد أردوغان في تصريحات للصحفيين بمدنية إسطنبول التركية، نقلها موقع «سي. إن. إن بالعربي»، ضرورة توقف قصف الطائرات الروسية على المناطق التي يسيطر عليها المسلحون، واعتبر أن «ذلك القصف المستمر مشكلة كبيرة للمعارضة، إضافة إلى أن مشاركتهم دون وقف إطلاق النار، يعتبر خيانة لمن يقاتلون معهم». مع ذلك تنمى الرئيس التركي أن «تفضي مفاوضات جنيف إلى نتيجة إيجابية من أجل سورية»، حسبما نقلت وكالة «الأناضول» التركية للأنباء.
وإلى السعودية، وصل داود أوغلو أمس في مستهل زيارة رسمية تستمر ثلاثة أيام.
وقبيل مغادرته العاصمة التركية أنقرة متوجهاً إلى جدة، ذكر داود أوغلو أن مباحثاته مع المسؤولين السعوديين ستتناول العديد من المواضيع الإقليمية، وعلى رأسها الأوضاع في سورية والعراق واليمن.
ونجحت السعودية وتركيا في منع «الهيئة العليا للمفاوضات» المنبثقة عن مؤتمر الرياض للمعارضة السوري من التوجه إلى محادثات جنيف. ويبدو أن زيارة داود أوغلو تأتي لتنسيق الخطوات اللاحقة حيث يتوقع الجانبان رداً عنيفاً من روسيا وأميركا لإحباط المحادثات السورية، وتصعيد هجوم الجيش السوري، بمؤازرة الطيران الروسي وحلفاء في محور المقاومة، على المجموعات المسلحة التي يدعمونها داخل سورية.
وسعت تركيا إلى تحذير واشنطن من خطورة التحركات الروسية داخل سورية على أمن قواتها في المنطقة ولا سيما في قاعدة إنجرليك بولاية أضنة التركية. وفي هذا السياق زعمت مصادر أمنية تركية، أن «القوات الروسية تستعد للتمركز في مطار القامشلي (بمحافظة الحسكة) القريب من الحدود التركية، والواقع على بُعد 70 كيلو متراً» من المطار الزراعي، الذي ادعت مصادر مختلفة أن عناصر من القوات الخاصة الأميركية وصلته مؤخراً، وجهزته ليكون مطاراً للطائرات والحوامات الأميركية المشاركة في عمليات التحالف الدولي لضرب تنظيم داعش الإرهابي.
ونقلت وكالة «الأناضول» عن المصادر تحذيرها من أن «الخطوة الروسية من شأنها أن تُشكل خطراً على القاعدة الأميركية (في مطار رميلان)، والعمليات التي تنفذها واشنطن من قاعدة إنجرليك الجوية». ونفت موسكو بشكل واضح أي نية بإقامة قاعدة عسكرية في القامشلي. لكن المصادر الأمنية التركية أشارت إلى أن روسيا تجري حالياً، التحضيرات اللازمة لاستخدام مطار القامشلي الدولي، الواقع على بُعد ثلاثة كيلو مترات، من قضاء نصيبين في ولاية ماردين جنوب شرقي تركيا، لافتةً إلى أن روسيا أسست خلال الشهر الحالي، منظومة صواريخ في مطار كويرس بريف حلب الشرقي، من نوع «إس أي 5»، يصل مداها إلى 300 كيلو متر، وأنها تخطط لنشر منظومة صواريخ أرض جو، في مطار القامشلي، واعتبرت أنه في حال تحقق ذلك، فإن العناصر الأميركية في كل من الرميلان، وإنجرليك، ستكون ضمن أهدافها.
وزعمت لجان التنسيق المحلية، مؤخرًا، أن 100 جندي روسي، وصلوا إلى مطار القامشلي الدولي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن