سورية

رداً على «العليا للمفاوضات»: «المفاوضات» أفضل وسيلة لتنفيذ الفقرتين 12 و13 من القرار 2254 … دي ميستورا يخاطب السوريين ويطالبهم بالضغط على أطراف المحادثات للتوصل إلى حل سلمي

| الوطن – وكالات

قبيل ساعات من انطلاق محادثات جنيف وجه المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا رسالة للشعب السوري دعاه فيها للضغط على الأطراف السورية المشاركة في المحادثات لـ«الوصول إلى حلول وسط في المناقشة للتوصل إلى حل سلمي»، وأن هذا «المؤتمر فرصة لا ينبغي تفويتها»، مشدداً على أن هذه المحادثات «لا يمكن أن تفشل».
وبالوقت نفسه رد دي ميستورا على رسالة «الهيئة العليا للمفاوضات»، واعتبر فيها أن «المفاوضات» هي أفضل وسيلة لحمل الجميع على تنفيذ الفقرتين 12 و13 من القرار 2254.
وعشية انطلاق محادثات جنيف في يومها الأول قال المبعوث الأممي إلى سورية في رسالة وجهها إلى الشعب السوري في رسالته التي نشرتها مواقع إلكترونية: إلى كل رجل.. إلى كل امرأة.. إلى كل طفل وطفلة من سورية، سواء كانوا بداخل سورية أو خارجها، في مخيمات اللاجئين أو في أي مكان كان. سينعقد خلال الأيام القليلة القادمة ما نسميه المحادثات السورية أو المفاوضات، من أجل أن نحرز تقدماً في سبيل إعادة الاستقرار والسلام والكرامة مرة أخرى إلى سورية. فأنتم تستحقون هذا».
وأضاف دي ميستورا في رسالته: «خمس سنوات من هذا الصراع الطويل حيث الرعب أمام أعين الجميع. فلتعلموا أيضاً أننا نعول عليكم لرفع صوتكم لتقولوا «خلاص»، «كفاية» لتقولوا لجميع من سيأتي لحضور هذا المؤتمر سواء من داخل أو خارج سورية إن هناك توقعات منهم، وعليهم التأكد من رؤيتهم لهذه المحادثات. كما نحن بحاجة الآن لقدراتهم للوصول لحلول وسط في المناقشة للتوصل إلى حل سلمي في سورية».
وتابع: «فلقد رأيتم الكثير من المؤتمرات، اثنان منهما بالفعل. ولا يمكن لهذا المؤتمر أن يفشل. سمعنا أصواتكم، سمعنا عندما كنتم تقولون لنا مرات عديدة كلما التقينا بكم، شعب سورية، نساء ورجالاً وأطفالاً، تقولون كفى، خلاص، كفاية، كفى قتلاً وتعذيباً، وسجوناً. كفى تدميرا للمباني، كفى قصفاً للمدن، وأنا لا أعرف من الذي يقصف، أرى فقط القنابل، والصواريخ. كفى تعرض أخي وأختي للإذلال وتحولهم للاجئين وأخذهم في القوارب والغرق في البحر المتوسط، وأنا أحب بلدي. كفى عدم قدرة الأطفال للذهاب إلى المدرسة وهم يريدون الذهاب إلى المدرسة ويمنعون لخطورة ذلك».
ومضى دي ميستورا قائلاً: «سمعنا كل هذا، ونحن الآن بحاجة إلى إسماع صوتكم إلى كل من يحضر هذا المؤتمر، نقول: هذا المؤتمر فرصة لا ينبغي تفويتها».
وأكد المبعوث الأممي «نحن لن نخيب آمالكم فينا، ولن تتخلى الأمم المتحدة أبداً عن الشعب السوري ولكننا الآن بحاجة أن تشعروا أن هذا هو الوقت المناسب وسوف نبذل كل ما في وسعنا من أجل الشعب السوري».
وفي السياق رد دي ميستورا على رسالة المنسق العام لـ«الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة والمتضمنة الحصول على معلومات إضافية بشأن محادثات جنيف.
وقال المبعوث الأممي في رده حسب مواقع إلكترونية معارضة: «أنتم محقون في المطالبة بتنفيذ الفقرتين 12 و13 من قرار مجلس الأمن رقم 2254. فهذه حقوق غير قابلة للتفاوض وتعبر عن التطلعات المشروعة للشعب السوري، ولكنكم تدركون أيضاً، أنه لا يمكن لي أن أنفذ بنفسي ما ورد في الفقرتين المشار إليهما».
وأضاف: «على الرغم من ذلك، فإنني وعدداً من الأطراف الفاعلة نؤمن بأن المفاوضات التي دُعيتم إليها هي أفضل وسيلة لحمل الجميع على تنفيذ الفقرتين الرئيسيتين 12 و13 من القرار 2254».
وأوضح دي ميستورا، أنه ينفذ «الطلب الوارد في القرار 2254 بالبدء في مفاوضات رسمية». وكما تعلمون فإن المفاوضات تكون مبنية على محادثات «وبالتالي نحن نشير بشكل دارج إلى المفاوضات على أنها المحادثات السورية السورية».
وأضاف: «لقد قمت حتى الآن بدعوة 10 شخصيات بصفتهم الشخصية إضافة إلى وفدي الحكومة والهيئة العليا للتفاوض، وذلك بهدف الاستماع والاستفادة من آراء أكبر شريحة من السوريين».
وختم المبعوث الأممي رده بالقول: «إنني على ثقة بأن النقاط الواردة أعلاه سوف تطمئنكم وتضمن مشاركة وفدكم في المفاوضات التي ستبدأ مساء يوم الجمعة 29 كانون الثاني في جنيف. وأتمنى أن تكونوا تتفقون معي في أنه إذا تمت إضاعة تلك الفرصة أو تأجيلها فإننا قد ننتظر طويلاً حتى تسنح فرصة جديدة لإنهاء معاناة الشعب السوري وتطبيق عملية الانتقال السياسي وفقاً لما ورد في بيان جنيف. وفي النهاية فإنني أتطلع إلى مقابلة وفدكم يوم الجمعة».
في المقابل ردت «الهيئة العليا للمفاوضات» على رد المبعوث الأممي في تصريح للناطق باسمها سالم المسلط قال فيه «نشكر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة السيد ستيفان دي ميستورا على رسالته الجوابية، وعلى تأكيده أن الفقرتين ١٢ و١٣، اللتين طالبنا بتنفيذهما، هما حق مشروع تعبران عن تطلعات الشعب السوري وهما غير قابلتين للتفاوض».
وأضاف المسلط: «أرسلنا رسالة للأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون تطالب أعضاء مجلس الأمن وخاصة الدول الخمس دائمة العضوية بالقيام بمسؤولياتهما والتزامهما في تطبيق القرار ٢٢٥٤، وننتظر الرد منه». وختم المسلط بالقول: «نحن جادون في المشاركة وبدء المفاوضات، لكن ما يعوق بدء المفاوضات هو من يمارس قصف المدنيين وتجويعهم».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن