سورية

«العليا للمفاوضات» توافق على المشاركة.. والمبعوث الأممي قد يلتقي وفدها اليوم … الأمم المتحدة لم تنتظر المعارضة وأطلقت جنيف3 بلقاء لدي ميستورا مع الوفد الحكومي

| الوطن – وكالات

لم تنتظر الأمم المتحدة موافقة «الهيئة العليا للمفاوضات» المنبثقة عن مؤتمر الرياض للمعارضة على الذهاب إلى محادثات جنيف، فأطلقت تلك المحادثات أمس بمن حضر، الأمر الذي دفع الهيئة التي أمضت يومها في الرياض في التشاور إلى الإعلان عن موافقتها على المشاركة مع نهاية اليوم الأول من المحادثات.
وإطلاق المحادثات بمن حضر يشير إلى عزم المنظمة الدولية السير قدماً في الجهود الرامية إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية المستمرة منذ نحو خمس سنوات سواء شاركت «معارضة الرياض» أم لا.
وحرص المتحدث باسم الأمم المتحدة أحمد فوزي خلال مؤتمر صحفي عقده صباح أمس على التأكيد أن المحادثات السورية السورية في جنيف ستبدأ اليوم (الجمعة) كما هو مقرر لها.
وقال: «اللقاءات لن تكون صباحية بل بعد الظهر ولا أستطيع أن أعطيكم التوقيت ومن سيجتمع وأين.. سيتوفر لنا المزيد من الأخبار في وقت لاحق هذا الصباح» مبيناً أن هناك بياناً سيصدره مكتب المبعوث الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا فور بدء المحادثات.
من جانبها قالت المتحدثة الرسمية باسم دي ميستورا خولة مطر في تصريح نقلته وكالة «نوفوستي» الروسية: «في النصف الثاني من الجمعة نبدأ محادثات مع ممثلي وفد الحكومة السورية.. ونحن مستعدون لبدء المحادثات مع المعارضة الجمعة في حال وصولهم إلى جنيف».
الوفد الحكومي الرسمي برئاسة الجعفري وصل ظهر أمس إلى جنيف بعد تبلغه أن انطلاقة محادثات جنيف 3 ستبدأ بلقاء يجمعه مع المبعوث الأممي الخاص لحل الأزمة السورية ستيفان دي ميستورا في الخامسة من بعد الظهر. وفور وصول الوفد الحكومي الرسمي توجه مباشرة إلى مقر إقامته في المدينة السويسرية التي قررت استضافة أعضاء الوفد البالغ عددهم 15 إضافة إلى مندوب سورية الدائم في مقر الأمم المتحدة السفير حسام الدين آلا.
وانطلقت محادثات جنيف3 رسمياً التي يرتقب أن تستمر ستة أشهر، وتجري بطريقة «غير مباشرة» أي يتفاوض الطرفان مع دي ميستورا الذي يقوم بدبلوماسية مكوكية بينهما، من دون أي بروتوكول احتفالي أو افتتاحي، بلقاء جمع الوفد الحكومي الرسمي بالمبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا وفريق عمله.
وأكد الجعفري خلال اجتماع الوفد الحكومي الرسمي مع دي ميستورا الذي استمر أكثر من ساعتين، تمسك السوريين بالحفاظ على وحدة سورية واستقلالها وسيادتها ووحدة شعبها وأشار إلى جهات ترعى كيانات إرهابية وترفض إدراجها كمنظمات إرهابية دولية، على ما ذكرت وكالة «سانا» للأنباء، التي نقلت عن مصادر في الأمم المتحدة قول دي ميستورا خلال الاجتماع: «نحتاج إلى عملية سياسية يقودها السوريون».
وفي مؤتمر صحفي عقده دي ميستورا عقب اللقاء مع الوفد الحكومي الرسمي قال «المحادثات هي الطريقة المثلى لبحث آليات تنفيذ القرار 2245 والاتفاق على صيغة المناقشات»، مضيفاً: «تصرفنا هنا نأخذه على محمل الجد ولابد من الشروع بالمناقشات مع كل الأطراف للمضي بها قدما». ووصف دي ميستورا يوم الإثنين (المقبل) بأنه «هام للمضي بالمناقشات.. أحد الوفود المشاركة يتحدث عن العملية السياسية وهذا أمر هام».
وحول قائمة المشاركين من المنظمات الإرهابية، قال دي ميستورا: «وفد الحكومة أثار المسألة. أذكركم أن الأولوية تنصب حول قرار مجلس الأمن. أن نجتمع هنا الآن قبل حلول الأول من شباط لكن إن تحدثنا عن الحكم الجيد وسيادة القانون ودستور جديد تبقى مسألة القوائم الإرهابية يجب أن يتم الحديث عنها في أروقة مجلس الأمن».
وشدد دي ميستورا على أن الحديث يجب ألا ينصب فقط على السياسية وإنما على تحسين واقع الشعب السوري. وأشار المبعوث الأممي إلى أنه قد يلتقي وفد المعارضة الأحد المقبل.
في هذه الأثناء كانت «الهيئة العليا للمفاوضات» تواصل مناقشتها لليوم الرابع على التوالي في الرياض بشأن مسألة مشاركتها في المفاوضات، متمسكة بتلبية مطالبها المتعلقة بـ«إيصال مساعدات إلى المناطق المحاصرة ووقف القصف على المدنيين قبل دخول الحوار».
وبعد تردد أنباء عن نية الهيئة إرسال وفد يضم ثلاثة أعضاء من الهيئة إلى جنيف ليس للمشاركة في المحادثات وإنما للتحدث مع دي ميستورا حول ما تطالب به الهيئة من ضمانات، أعلن المتحدث باسم الهيئة سالم المسلط ليل أمس أن الهيئة وافقت على المشاركة في محادثات بعد أن حصلت على ضمانات من الأمم المتحدة بخصوص استفساراتها. وأشار المسلط إلى أن محادثات وفد الهيئة ستكون مع المبعوث الأممي إلى سورية. ولفت المسلط إلى قرار الهيئة المشاركة في محادثات جنيف جاء بعد زيارة قام بها وزير خارجية نظام بني سعود لمقر الهيئة واتصالات من وزير الخارجية الأميركية جون كيري.
بدروه أكد رئيس وفد الهيئة أسعد الزعبي في تصريحات تلفزيونية أيضاً أن وفد الرياض «بكامل الأسماء التي تم الإفصاح عنها ونقلتها مواقع التواصل الاجتماعي سيشارك في مفاوضات جنيف»، متوقعاً وصول الوفد إلى العاصمة السويسرية مساء اليوم السبت أو صباح الغد. وقال: «حصلنا على دعم أميركا ووعود برفع الحصار وإيصال المساعدات» بحسب قناة سكاي نيوز.
وكانت تقارير صحفية تحدث عن أن وزير الخارجية الأميركية حذر «الهيئة العليا للمفاوضات» خلال اجتماعه بها في الرياض مؤخراً حذر المعارضة من أنها ستخسر دعم حلفائها إذا لم تذهب إلى محادثات جنيف.
وفي موازاة ذلك لا يزال وفد «العلمانيين الديمقراطيين» الذين شكلوا لجنة إشراف من هيثم مناع ورندا قسيس وقدري جميل وإلهام أحمد وصالح مسلم (يغيب مرحلياً) بانتظار لقاء مع دي ميستورا الذي لم يحدد لهم حتى الآن أي موعد، علماً أنهم قدموا وفدهم الكامل لبعثة الأمم المتحدة والمشكل من 15 عضواً إضافة إلى 15 عضواً احتياطياً وانتقلوا من لوزان إلى جنيف.
ووفقاً لمصادر دبلوماسية غربية في جنيف، فإن دي ميستورا لا يزال حتى الآن يرفض اعتبار «العلمانيين الديمقراطيين» وفداً رسمياً منعاً لأي حساسيات مع معارضة الرياض بانتظار ردها النهائي، علماً أن أعضاء هذا الوفد تلقوا نص دعوة طبق الأصل لنص الدعوة التي تلقاها رياض حجاب، وهم مصممون على اعتبارهم وفداً كاملاً موجود في جنيف للتفاوض والتباحث.
ويوم الأربعاء الماضي قال أمين عام هيئة العمل الوطني الديمقراطي المعارضة في سورية محمود مرعي إن عشرة شخصيات من معارضة الداخل تلقت دعوات بثلاث صفات: مفاوضين أو استشاريين أو خبراء.. وأضاف إنه من بين أبرز الذين تلقوا دعوات إضافة إلى مرعي: أمينة سر هيئة العمل ميس كريدي وأمين حزب الشعب الشيخ نواف طراد الملحم وبروين إبراهيم وسهير سرميني.
وعلق مرعي على الدعوات بالقول.. إن من وصلته الدعوات الحالية من معارضة الداخل بالإضافة إلى من وصلتهم الدعوات من الداخل قبل يومين وهم فاتح جاموس وسليم خيربيك ومازن مغربية.. باتوا نحو 15 معارضاً.. أي إن وفد الداخل بات يوازي وفد الرياض.. بحسب تصريح مرعي لـ«الوطن».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن