قضايا وآراء

جنيف 3 السوري ينطلق رغم أنف معارضات آل سعود

| ميسون يوسف

عندما حدد مجلس الأمن بقراره 2254 كانون الثاني الجاري موعدا لانطلاق البحث في العملية السياسية أو الحل السياسي في سورية، لم يكن أحد من المتابعين يتوقع أن يكون انطلاق المباحثات حولها أمراً سهلاً لسبب بسيط هو أن من استثمر في الإرهاب من أجل الحصول على السلطة في سورية بات يدرك أن الإرهاب أخفق وأن الوصول إلى مبتغاه أمر بات في دائرة الاستحالة، لذلك لن يكون جاهزا للسير في مفاوضات لا تعطيه ما كان يأمل.
ومع تحديد 25 كانون الثاني موعدا لافتتاح اجتماعات جنيف3 الهادفة لإطلاق التباحث، تبين أن ظن المشككين كان في محله وخاصة أن المعارضات ذات الألوان الإرهابية والتي تأتمر بأوامر الخارج، المعارضات التي استدعتها السعودية لتشكل منها في الرياض هيئة تفاوض الحكومة السورية ولتنصبها كما كانوا يزعمون ممثلا وحيدا للشعب السوري، هذه المعارضات وهذه الهيئة المنبثقة عنها وجدت أن ما تتصور في مكان، والواقع في مكان آخر لا يقترب منه ولا يشبه ما تظن.
فلا هي وحيدة في التمثيل ولا هي مقبولة بإرهابييها في المشاركة كما تريد ولا هي أصلا تسيطر على أرض تخولها اللعب بها كورقة قوة لفرض ما تريد.
ولأنها كذلك حاولت أن تتمنع وتتدلع علها تحصل على شيء تبتز به وتقدم نفسها للشعب السوري بأنها تعمل من أجله ولمصلحته، فرفعت شعار فك الحصار وتأمين المساعدات الإنسانية ووقف القصف الخ، من المطالب التي تعلم تلك المجموعات أن معالجتها تتصل أصلا بوقف إطلاق النار الذي هو مادة أولى للبحث في جنيف 3، لما للأمر من صلة بعملية أساسية يسري على أساسها وقف إطلاق النار وهي فرز الجماعات بين إرهابي لا يشمله وقف إطلاق النار وغير إرهابي يكون قادرا على الإيفاء بالتزاماته إذا التزم.
لكن جماعات الرياض حاولت التذاكي والابتزاز، وتصورت أن بإمكانها الحصول على حماية للإرهابيين الذين ضمتهم في وفدها إلى جنيف كجيش الإسلام وأحرار الشام، عبر تمكينهم من حرية الحركة في الميدان وتعزيز مواقعهم القتالية ثم التفاوضية.
وكان واضحاً منذ البدء أن كل مناورات السعودية ومن يديرها لن تنجح في الوصول إلى أهدافها، كما أن الإرهاب الذي رعته هي وأقرانها من الجهات المعتدية على سورية لم يحقق أهدافه وبالتالي كان واضحاً وحاسما أن ما تبتغيه تلك الجماعات من ابتزاز وما تمارسه من خداع ونفاق لن ينطلي على سورية ولن يسمح لأحد بتمريره، لذلك كانت سورية واضحة في الموقف صلبة في الممارسة، وضوح وصلابة أجهضت المناورة السعودية ومكنت من انطلاق جنيف 3 من دون أن يتخذ دلع وتمنع وفد معارضات الرياض ذريعة لتأجيل التباحث الذي انطلق في موعده وفرض نفسه على الجميع إضافة إلى الممتنعين دلعاً وابتزازاً الذين يعرفون أن فرصة إشراكهم في تباحث مع الحكومة السورية اليوم قد تكون فرصة لا تتكرر وخاصة أن الميدان يقول كلاما واضحا: الأمن الشرعي السوري إلى استتباب.. والإرهاب إلى تصفية واندثار على كامل الأرض السورية.. وما المسألة كما بات الجميع واثقا، إلا مسالة وقت فقط.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن