اقتصاد

عينا «الوطن»

العين اليمنى

شروح وتفاصيل… أرقام ومؤشرات حاور بها رئيس الحكومة أمس ضيوفه الإعلاميين، واستطاع رسم حقيقة مختلفة لما حملناه من تصورات قبل الاجتماع يدور معظمها حول أن الاجتماع لن يكون أكثر من طرح بعض التوجيهات وربما تلميع لصورة الحكومة أمام الرأي العام.
نعتقد أن رئيس الحكومة نجح أمس عبر العديد من العوامل:
أولاً: اللقاء على طاولة الحكومة وهذه المرة الإعلاميون يجلسون على مكان الوزراء وهي رسالة التقطها سريعاً الزملاء. وفيها لو كنتم مكاننا؟!!.
ثانياً: حوارية اللقاء وطرح جميع القضايا الحكومية بنجاحاتها وإخفاقاتها للمناقشة وإيجاد الحلول.
ثالثاً: تخصيص الوقت الوافي للقاء وسماع جميع الانتقادات والتساؤلات والملاحظات حول الأداء الحكومي والصبر على قسوة العديد من الملاحظات.
ولكي لا نستطرد بجوانب إدارة وسير اللقاء وننتقل إلى المضمون نرى أن رئيس الحكومة كان موفقاً عندما بدأ بحديثه عن المستهلك الذي نجزم بأن همومه ومعاناته باتت ترتقي لتكون مؤشرات لتقييم الأداء الحكومي برمته بل ربما معيار لبقاء الحكومة أو استبدالها مشخصاً حال المستهلك كما هو دون محاولة تقديم صورة مخالفة للواقع.
وكلما طرح تساؤلاً من الإعلام، أجرى رئيس الحكومة مقارنة بسيطة بين الوضع الحالي وما قبل سنوات الأزمة.. ولكي لا يترك السؤال برسم الزملاء، كان يقدم إجابات موضوعية ترتبط بتداعيات الأزمة والحرب المفتوحة على سورية والتي غيرت الخارطة الاقتصادية للبلد من زراعة وصناعة وتجارة واستنزفت معظم المخازين والمدخرات، معززة بأحدث الأرقام والبيانات.
وبانتقاله من قطاع إلى آخر، استمر بنفس المعالجة والبيان والموضوعية وتحديد الحجم الذي تصدت به الحكومة لمفرزات الأزمة وتداعياتها على الاقتصاد والمواطن بشكلها المباشر وغير المباشر ونستطيع القول هنا: إن مثل هذه اللقاءات باتت ضرورة لنقل الواقع وهموم الناس وانطباعات الشارع وماذا يريد المواطن من الحكومة بشكل مباشر وتفاعلي.
وهنا يسجل رئيس الحكومة رصيداً إضافياً عبر طرح قضايا للإعلاميين دون أن يخشى عودة الإعلاميين في المرة القادمة محملين بعشرات الملاحظات عن تقصير وإهمال الحكومة لمثل هذه القضايا. فقد أصاب الحلقي هذه المرة بسماع الإعلام عن قرب ودون مجاملات، كما نجح الإعلاميون عندما أوصلوا أصواتهم العالية والمنخفضة إلى رأس الهرم الحكومي.
بالمحصلة: هذا الاجتماع قدم للجميع كلٌ حسب مبتغاه..
الصحفيون سألوا عن كل ما يشغلهم..
ورئيس الحكومة أجاب ونقل كل ما يحتاج أن ينقله.
نستطيع أن نصفه بالاجتماع المميز والناجح بامتياز.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن