سورية

مبعوث أوباما يتسلل إلى عين العرب ويلتقي قادة «سورية الديمقراطية» … واشنطن تطمئن «الاتحاد الديمقراطي» إلى دوره في محادثات جنيف

| وكالات

تسلل مبعوث الرئيس الأميركي باراك أوباما في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي، بيريت ماكغورك إلى مدينة عين العرب الواقعة أقصى شمال سورية على الحدود مع تركيا، وذلك للقاء قادة من تحالف «مجلس سورية الديمقراطية» لبحث سبل زيادة الضغط على تنظيم داعش، وبالأخص في معقله بمدينة الرقة.
وبعد تسريب مصادر كردية نبأ تسلل ماكغورك برفقة مسؤولين فرنسيين وبريطانيين إلى مدينة عين العرب بمحافظة حلب، أكد مسؤول أميركي النبأ.
وقال المسؤول الأميركي بحسب وكالة الأنباء الفرنسية رافضاً الكشف عن هويته: «تندرج الزيارة والمحادثات في إطار الجهود التي يبذلها المبعوث الخاص من أجل مواصلة البحث عن سبل لتكثيف الضغط الذي يمارسه التحالف على تنظيم (داعش)»، رافضاً إعطاء تفاصيل إضافية.
ونقلت «واشنطن بوست» عن مسؤول بالخارجية الأميركية، رفض الكشف عن هويته لأنه ليس مخولاً بالحديث عن هذا الموضوع أن ماكغورك مكث يومين في شمال سورية، وأضاف: إن الزيارة والمناقشات التي أجراها تأتي في إطار جهوده لمواصلة البحث عن طرق لزيادة ضغوط التحالف على داعش.
ونقلت وكالة «رويترز» للأنباء عن مصدر كردي الذي تحدث شريطة عدم نشر اسمه، أن ماكغورك وصل إلى سورية جواً عبر قاعدة الرميلان في شرق البلاد، مبيناً أنها تستخدم في الرحلات اللوجستية لطائرات الهليكوبتر العسكرية الأميركية.
وأفادت مصادر كردية وكالة «أ ف ب»، أن وفداً ضم ماكغورك ومسؤولين فرنسيين وبريطانيين التقى عدداً من قيادات «قوات سورية الديمقراطية» في عين العرب.
ونقلت الوكالة عن مصدر كردي مواكب للقاءات التي حصلت في عين العرب: أن المحادثات تناولت بشكل رئيسي «الخطط العسكرية» ضد تنظيم داعش. وأضاف بنبرة حاسمة «سيكون لهذه اللقاءات تأثير على تطورات كثيرة ستشهدها المنطقة» في الفترة المقبلة. ولفت إلى أن الوفد الغربي غادر سورية «بعد عقد اجتماعات أحيطت بالسرية وبإجراءات أمنية مشددة في الأماكن التي عقدت فيها». وذكر أن الاجتماعات تناولت أيضاً «التطورات الأخيرة في سورية واجتماع جنيف 3 ومستقبل سورية»، و«مشاركة الأكراد في اجتماع جنيف».
ولم يدع حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الذي تشكل وحدات حماية الشعب التابعة له العمود الفقري لقوات «مجلس سورية الديمقراطي»، إلى مفاوضات جنيف بسبب رفض تركيا و«الهيئة العليا للمفاوضات» المنبثقة عن مؤتمر الرياض للمعارضة السورية، مشاركته. وتعتبر تركيا هذا الحزب فرعاً من «حزب العمال الكردستاني» الذي تصنفه إرهابياً.
ورأى الخبير في الشؤون الكردية موتلو جيفيروغلو أن زيارة ماكغورك تهدف على ما يبدو إلى تهدئة مخاوف الأكراد بعد استبعادهم من محادثات جنيف، «وطمأنتهم بأنهم غير مهملين وأنهم جزء من العملية» السياسية.
وبالترافق مع الكشف عن زيارة ماكغورك رفعت واشنطن مستوى اتصالاتها السياسية مع رئيس «الاتحاد الديمقراطي الكردي» صالح مسلم الذي تلقى اتصالاً هاتفياً من نائب وزير الخارجية الأميركي طوني بلينكين الذي طمأن الأول إلى أن «الاتحاد الديمقراطي» سيكون جزءاً من محادثات جنيف، حسبما نقلت صحيفة «الحياة» اللندنية.
وذكرت الصحيفة أن القرار عن «موعد وطبيعة» انخراط حزب الاتحاد الديمقراطي مرتبط بنتائج المؤتمر الوزاري لـ«المجموعة الدولية لدعم سورية» في ميونيخ في 11 الشهر الجاري.
وبين مسلم في حديث إلى «الحياة» نشر أمس أن اتصال بلينكين جاء بعد لقائه المبعوث الأميركي إلى سورية مايكل راتني مع مسؤول أميركي آخر في مدينة لوزان السويسرية قبل أيام، لبحث احتمال انضمام «الاتحاد الديمقراطي» وحلفائه العلمانيين إلى مفاوضات جنيف.
وقال مسلم: إن نائب وزير الخارجية الأميركي أبلغه «أننا نعرف أن المسار السياسي لا يمكن أن يسير من دونكم ونضع كل جهدنا وثقلنا كي تكونوا إلى طاولة المفاوضات في أقرب فرصة». وقبل الاتصال أبلغ مسلم راتني ومسؤولاً أميركياً آخر أن العملية السياسية السورية يجب ألا تتم من دون مشاركة القوة الكردية الرئيسية وأن الحزب «لن يقبل نتائج أي مؤتمر للمعارضة لا نشارك فيه». وأضاف قائلاً: «نريد وفدين متوازيين، ولن نكون ضمن الوفد الآخر» في إشارة إلى «الهيئة التفاوضية»، موضحاً: «هناك أمور نتفق عليها، إذ إن مجلس سورية الديمقراطي أعد قائمة بإجراءات بناء الثقة وهي ذاتها التي أعدتها الهيئة التفاوضية، لكننا نختلف حول مستقبل سورية والنظام الديمقراطي وكيف ستكون سورية. نحن نريد سورية ديمقراطية وهم يريدون سورية إسلامية وبعضهم يريد خلافة إسلامية». وتابع: «نريد تعميم النظام الديمقراطي والإدارات الذاتية على كل سورية. هم يريدون دولة مركزية ونحن نريد لا مركزية، ديمقراطية وفيديرالية».
وأشار إلى أن دي ميستورا اقترح والروس وافقوا على فكرة وجود «ثلاثة وفود: الحكومة، الهيئة التفاوضية، القائمة الديمقراطية»، قائلاً إنه ينتظر دعوة رسمية من دي ميستورا للمشاركة في المفاوضات وأنه ليس مهماً إذا ما كان سيدعى باسمه أم باسم «الاتحاد الديمقراطي». وأضاف: «المهم أن نجلس إلى الطاولة ونتحدث باسم مجلس سورية الديمقراطي. ولا نهتم بالشكليات».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن