سورية

سادس أيام جنيف.. تعليق للمحادثات التي لم تبدأ.. والجعفري يحمل وفد الرياض المسؤولية.. ويتهم دي ميستورا بالتغطية عليه

| الوطن – وكالات

اليوم السادس مما أطلق عليه «محادثات جنيف» انقضى أمس لكن دون حدوث محادثات فعلية وذلك بسبب عدم وجود قرار لدى وفد الرياض بالانخراط في هذه المحادثات ووصول توجيه إليه من داعميه بالانسحاب، الأمر الذي دفع المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا إلى التغطية عليه بطريقة دبلوماسية عبر الإعلان عن تعليق المحادثات حتى الخامس والعشرين من شباط الجاري.
وفي مؤتمر صحفي مقتضب مساء أمس حمل رئيس الوفد الحكومي بشار الجعفري وفد الرياض المسؤولية عن تعليق المحادثات. وقال الجعفري «كنا جاهزين منذ 25 الشهر الماضي، ووفدنا حضر إلى جنيف وبعد وصولنا إلى جنيف بساعتين دخلنا لأول جلسة، على حين وصل الوفد الآخر بعد 4 أيام وبدأ بطرح شروطاً مسبقة ورفض المباحثات غير المباشرة بشكل رسمي».
ولفت الجعفري إلى «الحملة الإعلامية الطفولية التي شنها وفد الرياض لتشتيت الانتباه عن جنيف 3، ورفضه منذ وصوله الانخراط في أي محادثات جدية مع المبعوث الخاص والجولة الأولى معه جرت في فندق وليس في مبنى الأمم المتحدة».
وأضاف «نعرف منذ ساعات أن وفد الرياض كان ينوي الانسحاب اليوم (الأربعاء) وقرار دي ميستورا (تعلق المباحثات) تغطية دبلوماسية لقرار انسحابهم وما قدمه لتبرير انسحاب وفد الرياض بقرار سعودي وتركي وقطري مجافٍ للموضوعية».
وحول اتهام دي ميستورا لوفد الحكومة برفض تقديم مبادرة إنسانية، قال الجعفري «أسلوبه الدبلوماسي بتغطية إخفاق وفد الرياض يجافي الموضوعية والحقيقة والواقع».
وأضاف «المحادثات غير المباشرة لم تقلع رسمياً بسبب تأخر وصول وفد الرياض وتعليمات مشغليه بإفشال حوار جنيف».
وجاء المؤتمر الصحفي للجعفري بعد لحظات من مؤتمر صحفي لدي ميستورا أعلن فيه تعليق المفاوضات السورية في جنيف حتى 25 شباط.
وقال دي ميستورا «لقد استنتجت صراحة وبعد الأسبوع الأول من المحادثات التحضيرية أن هناك مزيداً من العمل يتعين القيام به، ليس فقط من جانبنا إنما من المشاركين». وأضاف «المرحلة مهمة جداً وفرصة مهمة جداً للأطراف التي حرصت على إطلاق المحادثات»، مشيراً إلى أننا «سندعو إلى عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي وسوف نجتمع في 25 فبراير (شباط) مرة أخرى».
وصرح دي ميستورا للصحفيين في جنيف «لقد أعلنت منذ اليوم الأول أنني لن أتحدث من أجل الحديث، ولذا فقد اتخذت قراراً بتوقف مؤقت. هذه ليست نهاية أو إخفاقاً للمحادثات». وتابع «أبدى الجانبان اهتماماً ببدء العملية السياسية. لقد حددت موعداً للمحادثات في 25 فبراير (شباط)». وأكد دي ميستورا أنه لم يصب بخيبة أمل لأن الإنسان يجب أن يكون مصمماً.
وقال «المحادثات يجب ألا تكون من أجل المحادثات. الأطراف ليست مهيأة ومزيد من العمل يجب أن ينجز».
وعقد دي ميستورا مؤتمره الصحفي بعد اجتماع له دام ثلاث ساعات مع وفد معارضة الرياض في مقر إقامة الأخير شارك فيه رئيس «الهيئة العليا للمفاوضات» المنبثقة عن مؤتمر الرياض للمعارضة رياض حجاب الذي وصل إلى العاصمة السويسرية أمس.
وفي وقت سابق، قال رئيس الوفد الحكومي الرسمي في مقابلة أجرتها معه وكالة «رويترز» للأنباء: إنه يبدو أن المرحلة الأولى من التحضيرات ستستغرق وقتاً أطول من المتوقع ولا يعلم الوفد الحكومي متى ستنتهي، مضيفاً: إن المحادثات الرسمية لم تبدأ بعد بكل أسف وإن المناقشات لا تزال جارية حول كيفية الشروع فيها.
وتابع «حتى الآن نحن مازلنا في الإطار الإجرائي التحضيري للمحادثات غير المباشرة بمعنى أننا بانتظار معرفة أو استكمال القضايا الإجرائية ومعرفة مع من سنتحاور وحتى الآن ليس هناك شيء واضح.. هل سيكون وفداً أو اثنين أو ثلاثة أو أربعة.. ليست هناك إجابات واضحة.. وما أجندة الاجتماع».
وقال: إنه «لا يستطيع أن يقول الكثير عما يدور حالياً انتظاراً لحدوث شيء ربما لن يحدث أبداً».
وعندما سئل عن مطالب المعارضة للحكومة برفع الحصار والسماح بدخول قوافل الإغاثة الإنسانية إلى مدن منها بلدة المعضمية الخاضعة لسيطرة المجموعات المسلحة، قال الجعفري إن الحكومة أرسلت قوافل بشكل منتظم إلى المعضمية وبلدات أخرى.
وأضاف: إنهم لا يستطيعون الانتقاء فيما يتعلق بمصلحة المواطنين مشيراً إلى أن كل شيء في سورية مهم وكل شيء يمثل أولوية للحكومة.
ووصف مسألة الإشارة إلى المعضمية أو منطقة أو بلدة أخرى بأنها حملة دعاية أطلقتها ما يطلق عليها المعارضة.
وقال المفاوض السوري المعارض محمد علوش من جماعة جيش الإسلام إن الحكومة تسمح بدخول قافلة واحدة إلى البلدة وهو غير كاف.
وأضاف لرويترز إنها خطوة لإسكات الشعب السوري واصفا الخطوة بأنها جيدة لكنها ليست كافية. وقال إن المشكلة ليست في المعضمية بل في 22 مدينة محاصرة.
وقبل ذلك وفي اتصال لـ«الوطن» مع أمين عام هيئة العمل الوطني الديمقراطي المعارضة محمود مرعي المتواجد في جنيف توقع الأخير أن «تنهار المحادثات في أي لحظة» بسبب الطريقة التي يتعاطى بها وفد الرياض مع الأمور «فهم حتى الآن لم يأتوا إلى مقر الأمم المتحدة ولم تنطلق العملية السياسية بالحوار أو التفاوض».
وأضاف «وفد الرياض يطرح شروطاً مسبقة قبل البدء بالحوار والوفد الحكومي يقول إنه لا شروط مسبقة».
وتابع «المحادثات قد تنهار في أي لحظة ويعاد ترتيب الأوراق من جديد وخاصة فيما يتعلق بتسمية وفد المعارضة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن