سورية

… والتقى الجيش مع اللجان الشعبية في معرستة الخان .. بعد ثلاث سنوات … نبل والزهراء إلى الحرية

| حلب – الوطن

بعد حصار دام نحو ثلاث سنوات خرج سكان نبل والزهراء (20 كيلو متراً شمال حلب) إلى الحرية من قيد المسلحين بعد أن التقى الجيش العربي السوري أمس مع اللجان الشعبية للبلدتين في قرية معرستة الخان مسطرين أسمى آيات الرجولة والشجاعة بفك الحصار عن أكثر من 70 ألفاً من السكان الذين عانوا فصولاً مروعة من الجوع والمرض على يد عملاء أردوغان وآل سعود وحكام قطر.
طلائع الجيش العربي السوري تقدمت من بلدة حردتين، التي بسطت نفوذها عليها أمس الأول، إلى بلدة معرستة الخان بعد تمهيد مدفعي وصاروخي أرضي وجوي استمر طوال نهار أمس وتكلل بالسيطرة عليها مع كتيبة الرضوان التابعة للجان الشعبية في نبل والزهراء، وبذلك فك الحصار عن البلدتين المحاصرتين منذ منتصف شباط 2013.
وأهدت الملحمة البطولية في ثالث يوم من العملية العسكرية التي بدأها الجيش في ريف حلب الشمالي انطلاقاً من جبهة باشكوي، نصراً مؤزراً للوفد التفاوضي السوري في جنيف بانتزاع البلدتين من طاولة المفاوضات وتقوية أزر وعزم المفاوضين الذين يتسلحون بانتصارات الجيش العربي السوري في ميادين القتال كافة. الاحتفالات سادت مدينة حلب مع وصول أخبار عن فك الحصار عن نبل والزهراء حتى قبل إعلان النبأ رسمياً، وخرجت السيارات في أرتال تطوف شوارع المدينة فكان رد المسلحين لتعطيل بهجتهم بالنصر إطلاق قذائف الهاون وأسطوانات الغاز المتفجرة على الأحياء السكنية الآمنة.
«الوطن» رصدت احتفالات أهالي نبل والزهراء وتحدثت إلى أهالي البلدتين الذين أوضحوا أنهم كانوا على يقين من قدرة الجيش العربي السوري على فك الحصار عنهم مهما قدم وقدموا من تضحيات بلغت مئات الشهداء والجرحى ومثلهم من المعوقين الذين سقطوا في هجمات المسلحين ورأس حربتهم جبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة الإرهابي في سورية، التي شنت هجمات عديدة لاختراق تحصينات البلدتين وفرضت الحصار عليهما مراراً من دون جدوى.
وكان الجيش العربي السوري وضع اللمسات الأخيرة على معركة فك الحصار عن نبل والزهراء بعملية تمهيد ناري نحو آخر معقلين للمسلحين على حدود البلدتين وقطع خطوط إمدادهم عن مدينة حلب والريف الغربي في الوقت الذي أحرز فيه تقدماً في ريف المحافظة الشرقي بالسيطرة على قريتين جديدتين.
وأوضح مصدر ميداني لـ«الوطن» بأن الجيش والقوات الرديفة المؤازرة له تقدم باتجاه بلدتي رتيان ومعرستة الخان المتاخمتين لنبل والزهراء بالتزامن مع دك مدفعي وصاروخي كثيف لمعاقل المسلحين فيهما مع ورود أنباء عن تجمع حشود كبيرة منهم فيهما وفي خطوطهما الخلفية التي تشكلها بلدتا بيانون وماير.
وأفاد المصدر بأن الجيش قطع خطوط إمداد المسلحين عن الأحياء الشرقية من مدينة حلب التي تقع تحت سيطرة المسلحين عبر قطع طريق الإمداد بين ماير ومعرستة الخان على حين جرى فصل ريف حلب الشمالي عن ريفها الغربي برصد طريقي ماير- عندان وإعزاز- حلب بالتزامن مع ضرب أهداف المسلحين على طريقي الكاستيللو وكفر حمرة- حريتان لتتبقى بعض طرق الإمداد الفرعية القادمة من الحدود التركية التي يتولى الطيران الروسي دك أهدافها باستمرار. وتسود حال من التخبط في صفوف مقاتلي «الجبهة الشامية» و«النصرة»، بعد عجزهم عن وقف تقدم الجيش العربي السوري نحو فك الحصار عن نبل والزهراء على الرغم من نفيرهم العام ومقتل العشرات منهم ومن قياداتهم مثل المدعو أبو جعفر سلوم وقتيبة إبراهيم حجازي.
إلى ريف حلب الشرقي حيث شن الجيش العربي السوري هجوماً مباغتاً على قرية السين ذات الموقع الحيوي التي تقع غرب تل مكسور بأربعة كيلو مترات وتبعد عن المحطة الحرارية، التي عثر في محيطها على مستودع للقذائف المتفجرة، بنحو ستة كيلو مترات لجهة الجنوب إثر اشتباكات ضارية مع مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي الذي اضطر للانسحاب منها تحت وطأة الخسائر الكبيرة، وفق مصدر ميداني لـ«الوطن».
كما تقدم الجيش صوب قرية العوينات شمال شرق مطار كويرس العسكري ومد نفوذه إليها إثر اشتباكات ضارية مع مسلحي «داعش» الذين بدوا عاجزين عن الاحتفاظ بمواقعهم وبالقرى التي يسيطرون عليها مع كل محاولة تقدم للجيش جراء انخفاض معنوياتهم وروحهم القتالية بعد خسائرهم الكبيرة في معارك عديدة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن