سورية

أفكار روسية جديدة في ميونيخ.. وكيري يحدد مهلة أيام ليرى جدية المحادثات

| الوطن – وكالات

على مقربة أيام من انعقاد اجتماع «مجموعة الدعم الدولية لسورية» في مدينة ميونيخ الألمانية، ذكرت الدبلوماسية الروسية أنها تخطط لتقديم أفكار جديدة بشأن كيفية البدء مجدداً في مباحثات سلام سورية «تشمل وقف إطلاق النار، وحملت دولاً في المجموعة المسؤولية عن استئناف المحادثات السورية السورية في اتهام مبطن بوقوف تلك الدول وراء تعليقها. وكشفت واشنطن عن وجود مناقشات حول «وقف إطلاق نار وتوفير مساعدات إنسانية للمدنيين في سورية»، لكنها حذرت من أن تكون تلك المباحثات لأجل التباحث فقط بهدف مواصلة القصف، وانتقدت بشكل غير مباشر المعارضة الخارجية لانسحابها من المحادثات.
وعقد مجلس الأمن الدولي أول من أمس جلسة مغلقة للاستماع إلى المبعوث الأممي إلى سورية ستيافان دي ميستورا، حول ملابسات تعليقه المباحثات السورية السورية في جنيف إلى الخامس والعشرين من الشهر الحالي. وبعد الجلسة أشار مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي شوركين إلى أن دي ميستورا لم يُحمل الغارات الجوية الروسية مسؤولية إخفاق المحادثات السورية السورية. واعتبر أن الوفد الذي شكلته الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن مؤتمر الرياض للمعارضة السورية، جاء إلى جنيف للاحتجاج وليس للتفاوض.
وأعرب شوركين عن خيبة أمله بشأن مستوى التمثيل غير الكافي لوفد الرياض بسبب عدم إشراك الأكراد، قائلاً: «المفاوضات أضعفت بسبب معارضة تركيا لمشاركة الأكراد. إنهم جزء من البلاد ويجب أن يشاركوا في المفاوضات» كما أشار إلى أن ممثلي معارضة الداخل السورية، الذين اجتمعوا سابقاً في موسكو والقاهرة، لم يتمكنوا من المشاركة في المناقشات بشكل حقيقي.
وبشأن مطالب وفد الرياض حذر المندوب الروسي من أن وضع شروط مسبقة سيؤدي إلى تعقيد مسألة استئناف محادثات جنيف. وطالب الوفد للمشاركة في المحادثات بوقف القصف الروسي ورفع الحصار وإدخال المساعدات الإغاثية. وأكد تشوركين أن بلاده لا تستطيع وقف الغارات من جانب واحد، متسائلاً: «وماذا عن جماعات المعارضة؟ هل ستوقف (ضرباتها) أيضاً؟ وماذا عن التحالف (الدولي) الذي تقوده الولايات المتحدة؟ هل سيوقف الغارات هو الآخر؟». وشدد على أن كافة هذه المسائل إضافة إلى إيصال مساعدات إنسانية إلى المدنيين، يجب بحثها خلال المحادثات.
وأكد أن الضربات الجوية للتحالف الدولي في سورية غير شرعية لعدم حصول التحالف على موافقة من الحكومة السورية، مبيناً أن غارات طائرات بلاده مشروعة كونها جاءت بطلب من هذه الحكومة مباشرةً. وذكّر بأن روسيا اقترحت على الولايات المتحدة وغيرها من أعضاء التحالف تنسيق الضربات، لكن التحالف رفض هذا الاقتراح، منوهاً «ربما هناك خوف من أن الموافقة على ذلك ستؤدي إلى الإفصاح عن وجود علاقات بين بعض أعضاء التحالف وجماعات إرهابية».
ولفت شوركين إلى أن روسيا تخطط لتقديم أفكار جديدة بشأن كيفية البدء مجدداً في مباحثات سلام سورية تشمل وقف إطلاق النار، خلال لقاء «مجموعة الدعم الدولية لسورية» في ميونيخ يوم الخميس المقبل. وفي هذا المجال، أكد صعوبة وقف إطلاق النار في الوقت الذي تستخدم فيه الحدود بين سورية وتركيا لنقل الأسلحة وتهريب المسلحين.
وأعرب عن أمل بلاده في أن تتحمل دول أخرى في المجموعة الدولية المكونة من 17 دولة، «المسؤولية» في إعادة البدء في المحادثات بين الحكومة والمعارضة، في إشارة على ما يبدو إلى تركيا والسعودية.
في واشنطن اتهم وزير الخارجية الأميركي جون كيري روسيا وسورية بعدم الالتزام بقرار مجلس الأمن (2254) الداعي إلى الوقف الفوري لإطلاق النار في مختلف أنحاء سورية.
ونقلت وكالة أنباء «الشرق الأوسط» المصرية، عن كيري قوله خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده مع الرئيس الكولومبي خوان مانويل بمقر وزارة الخارجية الأميركية: إن القرار (2254) يدعو أيضاً إلى الوقف الفوري للقصف الجوي والمدفعي الذي يتعرض له المدنيون. واعتبر أن القصف الروسي لم يكن دقيقاً وأن الروس يستخدمون ما وصفه بـ«القنابل الغبية» في سورية ما أسفر عن مقتل العديد من المدنيين بمن فيهم نساء وأطفال، لافتاً إلى أن ذلك «يجب أن يتوقف».
وبالرغم من اتهامات كيري وتهجماته على روسيا وسورية إلا أنه انتقد وفد الرياض لانسحابه من محادثات جنيف. وقال: «هذا كله (القصف الروسي) لا يمكن وقفه بالانسحاب من المفاوضات، بل يجب مواصلة التفاوض للوصول إلى أُطر يلتزم بها كافة الأطراف، تؤدي إلى وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية للمتضررين من الصراع».
ونقلت وكالة «رويترز» للأنباء عن كيري قوله: «هناك مناقشات حالياً بشأن تفاصيل وقف إطلاق النار، وقد طرح الروس بعض الأفكار البناءة بشأن كيفية تطبيق وقف إطلاق النار». واستدرك قائلاً: «لكنها إذا كانت مباحثات من أجل المباحثات بغرض مواصلة القصف فإن أحداً لن يقبل بهذا.. سنعرف هذا خلال الأيام المقبلة»، في إشارة إلى اجتماع ميونيخ.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن