سورية

سخرية روسية إيرانية من إعلان الرياض التدخل عسكرياً في سورية.. موسكو تنبه إلى مخاطر تحدي «سو 35» وطهران تتوعد السعودية بـ«الهزيمة» وتحذر من «حرب تحرقها والمنطقة»

| وكالات

سخرت كل من إيران وروسيا من إعلان السعودية عزمها التدخل في سورية بذريعة توفير قوات برية للتحالف الدولي لضرب تنظيم داعش الإرهابي. السخرية الروسية ترافقت مع رسالة عسكرية، جاءت على شكل نصيحة «لا تقتربوا من طائراتنا، «سوخوي 35»، في السماء السورية». أما إيران فقد توعدت السعودية بـ«الهزيمة»، وحذرتها من الخطوة المجنونة التي ستقود إلى «إحراقها» والمنطقة أيضاً. وبعد أيام من نشر روسيا مقاتلات «سو 35» في قاعدة حميميم الجوية، للمشاركة في العملية الجوية الروسية لضرب التنظيمات الإرهابية في سورية، نوه نائب رئيس الوزراء الروسي دميتري روغوزين بالقدرات المتميزة لهذه المقاتلات.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم مجموعة القوات الجوية الروسية العاملة في سورية أمس الأول أن المقاتلات المذكورة سوف تناوب زوجاً زوجاً في قاعدة «حميميم» على مدار الساعة، على أن تكون مستعدة للإقلاع في غضون دقيقة واحدة.
وفي تدوينة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، قال روغوزين وفق ما نقل موقع «روسيا اليوم»: «أنصح، ومن كل قلبي، بألا يتجرأ أحد على مجاراة هذا الطائرة في سماء سورية» في رسالة مبطنة إلى الأتراك والأميركيين.
وتعتبر المقاتلة الروسية «سو 35» من المقاتلات متعددة الوظائف، تعمل فضلاً عن تغطية الطائرات المهاجمة، على تدمير الأهداف الأرضية وتحت الأرضية بشكل مستقل، وهي قادرة على رصد وتتبع ومهاجمة ثمانية أهداف في آن واحد. ولـ«سو 35» قدرة عالية على التخفي بفضل محطة التشويش النشطة التي تحملها، كما أنها تعمل على توسيع نطاق رؤية الطائرات المهاجمة وتحليقها الآمن ضمن محيط (360) درجة وفي نطاق يصل إلى (400) كيلو متر.
ويأتي نشر هذه المقاتلات وسط توتر كبير بين روسيا وتركيا على خلفية شكوك موسكو بعزم الجيش التركي على اجتياح شمال سورية بذريعة محاربة داعش. ودخلت السعودية على خط التوتر مع إعلانها عزمها على المشاركة في أي حملة برية للتحالف الدولي على التنظيم المتطرف في سورية. واللافت أن الإعلان السعودي جاء في أعقاب زيارة لرئيس الحكومة التركية أحمد داود أوغلو إلى الرياض برفقة رئيس أركان الجيش التركي خلوصي آكار.
وبلهجة ساخرة علقت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا فور صدور الإعلان عن الرياض أمس الأول، متسائلةً عن وضع العمليات التي تقودها الرياض في اليمن.
وفي تغريدة على حسابها في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، نقلتها وكالة أنباء «سبوتنيك» الروسية، قالت زاخاروفا: «الإعلام: السعودية مستعدة لعمليات برية في سورية ضمن جهود التحالف الدولي الذي تقوده أميركا. جاء هذا على قناة العربية عن مستشار وزارة الدفاع، أحمد العسيري.. أخاف أن أسأل.. هل غلبتم الجميع في اليمن؟».
من طهران صدرت تعليقات ساخرة على الإعلان السعودي. وأكد القائد العام للحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري أن السعودية «لن تجرؤ» على إرسال قوات إلى سورية. وخلال مراسم تشييع العميد في الحرس الثوري محسن قاجاريان و(5) آخرين استشهدوا في سورية خلال تقديم مهام استشارية للجيش العربي السوري في مواجهة الإرهاب، قال جعفري: «أعلنوا (السعوديين) بأنهم سيرسلون قوات إلى سورية. لا نعتقد بأنهم سيتجرؤون على القيام بذلك لأن جيشهم كلاسيكي، والتاريخ أثبت أن لا قدرة على مواجهة مقاتلي الإسلام». وأضاف: إن السعوديين في حال قرروا إرسال جنود إلى سورية فإنهم كمن «يطلق رصاصة الرحمة على نفسه».
ولوح جعفري بالتدخل رداً على التدخل السعودي. ولفت، حسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الفرنسية، إلى أن «سياسة إيران لا تقوم على إرسال أعداد كبيرة للمشاركة في المعارك في سورية»، إلا أنه أضاف: «إن لدى عناصر الحرس الثوري ما يكفي من الشجاعة للحضور على الأرض».
وأوضح القائد العام للحرس الثوري الإيراني أن الدفاع عن سورية هو دفاع عن جبهة المقاومة، لافتاً إلى أن «الهزائم المتتالية في سورية لداعمي الإرهاب أخلت بحساباتهم وبرهنت لهم أنه لا يمكنهم مواجهة حركة مقاومة شعوب المنطقة بشكل مباشر».
وبيّن أن «أعداء الشعوب عندما رأوا أنه لا يمكنهم مواجهة المقاومة بشكل مباشر أطلقوا التيار التكفيري وشكلوا تنظيم داعش وغيره وأنفقوا أموالاً طائلة بمساعدة عملائهم في المنطقة مثل آل سعود الذين انضموا إلى المخطط الأميركي الإسرائيلي». وشدد على أن اتحاد شعوب العراق وسورية وإيران وغيرها هو تجسيد للأمة الواحدة في مواجهة خطط العدو.
من جهته حذر أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي من خطر نشوب حرب إقليمية كبرى في حال أرسل السعوديون جنوداً إلى سورية.
وقال رضائي في حسابه على «إنستغرام»: «بعد هزيمة داعش وجبهة النصرة في العراق وسورية، قررت السعودية والولايات المتحدة إرسال جنود سعوديين إلى سورية لإنقاذ البقية الباقية من الإرهابيين التكفيريين». واستطرد شارحاً: «في هذه الأوضاع سيكون من المحتمل قيام حرب إقليمية كبيرة بين روسيا وتركيا والسعودية وسورية وبعدها الولايات المتحدة».
واعتبر أن الحكومة السعودية التي «تبادر إلى كل خطوة بجنون، لو ارتكبت مثل هذا الأمر فإنها ستؤدي إلى إحراق المنطقة كلها، بما في ذلك السعودية نفسها، وبطبيعة الحال ستكون إيران بعيدة عن ذلك».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن