قضايا وآراء

أخفق الابتزاز… فتأجل جنيف… والانتصارات تتوالى

| ميسون يوسف 

جمعت السعودية وبتنسيق تركي عملاءها وأرسلتهم إلى جنيف بأوامر أميركية من أجل إحياء حلم بات العقلاء يعرفون أنه دخل في دائرة الاستحالة، حلم راودهم وحملهم على الانخراط في شن العدوان الوحشي على سورية بكل مكوناتها الديموغرافية والمادية والسياسية ومفاصل الدولة التي اختطت طريقها في مسار الدفاع عن سيادتها وحقوقها وحقوق الأمة كلها.
أرادت السعودية مع الآخرين من جوقة العدوان على سورية أن تبتز الوفد السوري بعناوين ومآسٍ يعلم الجميع أن الإرهابيين الذين تحتضنهم السعودية وتدعمهم مع مكونات جبهة العدوان الأخرى، هم السبب في إنتاجها وهم من جعل الشعب السوري الذي كان آمنا مطمئنا يجد احتياجاته في داره أو يستحصل عليها بأبخس الأثمان، يتعطش لماء أو غذاء أو دواء أو مرفق تعليم كانت كلها مؤمنة له قبل العدوان.
السعودية التي كانت سببا رئيسيا لمعاناة الشعب السوري تدعي على لسان مرتزقتها الذين خانوا وطنهم وباعوا شرفهم بحفنة من الدولارات النتنة نتن سمعتهم وتاريخهم، السعودية هذه تدعي أنها تريد رفع المعاناة عن الشعب السوري، وهي تعلم أن أحدا لن يصدقها لأن العين تكشف الحق، الذي تريد السعودية إخفاءه بتخدير الأذن بنفاقها.
السعودية التي تعيش الآن بانفصال كلي عن الواقع والتي تجمد التاريخ أو تجمدت اللغة والمواقف لديها عند عبارة «تسليم السلطة ورحيل الرئيس الأسد» وأن «ليس للأسد مكان في مستقبل سورية»، السعودية هذه لم تستطع أن تفهم أن كل ما في سورية يتحرك ضد أحلامها وأن المنطقة والعالم يشهدان متغيرات تناقض ما ترفعه أو تنادي به ترهات وخرافات.
لقد اصطدمت السعودية في جنيف بالحقيقة واطلعت عبر مرتزقتها الذين أخرت سفرهم إلى جنيف للضغط والابتزاز، علمت أن كل ما تقوم به لن يجدي وأن سورية مع حلفاء صادقين قررت أن تبحث في حل سياسي لأزمتها مع السوريين الذين يؤمنون بوحدة سورية وعلمانيتها وقرارها المستقل ولا شأن لغير السوري في الأمر وأنها لن تخضع لابتزاز وأنها لن تسلم لمن اعتدى عليها بشيء مما عجز عن انتزاعه في الميدان.
ولأن الموقف السوري واضح كعين الشمس في رابعة النهار ولأن السعودية أدركت أن ابتزازها وضغوطها لن تجديا في تغيير الموقف السوري الثابت على الحق الوطني والقومي، لذلك استدعت وفدها المسمى معارضة الرياض السورية، وتسببت بوقف مباحثات كان يجب أن تنطلق من أجل البدء بحل سياسي يعالج بشكل حقيقي المأساة التي زج بها الشعب السوري نتيجة عدوان شكلت السعودية أداة رئيسية من أدوات تنفيذه.
انسحب وفد السعودية المسمى معارضة سورية، وغطت الأمم المتحدة وبتوجيه أميركي عملية الانسحاب بتأجيل المباحثات لأسابيع ثلاثة، تأجيلاً لجأت إليه حتى تتمكن من تحميل سورية مع من انسحب مسؤولية العرقلة.
ولكن هؤلاء الفاقدين لملكات النظر والتمييز لا يدركون كما يبدو أن سورية ماضية في طريق مواجهة العدوان عليها وعلى خطين، خط العمل السياسي بمن حضر وارتضى أن يكون سوري الهوية والسلوك والتبعية، وخط محاربة الإرهاب الذي ينكسر ممارسوه في الميدان ويسحقون تحت أقدام الجيش العربي السوري وحلفاؤه، وما الانتصارات التي سجلت في الأسابيع الأخيرة إلا نموذجً مما ينتظر الإرهابيين ورعاتهم.
وهنا نسأل ألم يحن الوقت الذي يدرك فيه المعتدون على سورية أنهم عاجزون عن الانتصار في الميدان وعاجزون عن الابتزاز في السياسة؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن