رياضة

ذاكرتنا الكروية

| خالد عرنوس

قبل سنوات قليلة نعونا في هذا المكان بالذات الراحل جورج مختار ونبهنا يومها إلى أرشيفنا المهدور أو الضائع وكيف أننا لم نحافظ على الكنوز التي بين أيدينا ونقصد بالطبع نجومنا القدامى أو من بقي منهم ممن لا تعيهم أجيالنا الشابة الذين تلتقيهم بعض وسائل إعلامنا وتكتفي بالقشور وبما يقولونه من دون التمحيص أو التدقيق في بعض الأرقام والوقائع.
في الأمس القريب جمعتني الصدفة بأحد هؤلاء حيث قمنا بزيارة للكابتن زكريا حزام أحد نجوم الكرة السورية في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي وقد مثل المنتخب الوطني وأندية حلب الأهلي (الاتحاد) والشرطة ودمشق الأهلي (المجد) لسنوات عديدة قبل أن يتجه لحقل التدريب فكان من أوائل المدربين الأكاديميين في بلدنا.
ما أدهشني في شخصية «الكابتن» المخضرم إضافة إلى خفة دمه حضوره الذهني الكامل وذاكرته الدقيقة على الرغم من بلوغه الثالثة والثمانين من العمر، فكان يعطي بعض التفاصيل المفعمة بالحيوية لم تمنعها إصابة لحقت بأبي هاني منذ خمسة أشهر فألزمته الفراش.
نعود إلى أرشيفنا الضائع أو الذي لم نحسن استغلاله جيداً فقد دأب زميلنا محمود قرقورا منذ ثلاثة أعوام على محاولة جمعه ونجح إلى حد كبير في وضع موسوعة كاملة «تقريباً» لمشاركاتنا الكروية على صعيد المنتخب الوطني والعسكري والأولمبي فأصبحت مرجعاً مهماً لكل محبي ومتابعي الكرة السورية إن لم نقل وحيداً؟!
اليوم يعكف زميلنا النشيط على إحياء ذاكرة إحدى البطولات الشائكة ونقصد كأس الجمهورية في تحد جديد، وبمتابعتي اليومية لمعاناته في صيد المعلومة والرقم والصور اللازمة رأيت مدى الجهد المضني الذي بذله وما زال في الوصول للمعلومات (الأدق) بغية الوصول إلى أرشيف كامل لهذه المسابقة.
لن أزيد حتى لا أقع في مطب المديح إلا أنني أذكر نفسي وزملائي الإعلاميين بضرورة استغلال وجود بعض من الرعيل الأول بين ظهرانينا ومحاولة كتابة جديدة لتاريخنا الرياضي قبل فوات الأوان، وهنا لا يسعني سوى الدعاء بطول بقاء هذه القامات الفارعة التي كتبت بعرقها تاريخنا الأول مع الرياضة وخاصة اللعبة الشعبية الأولى، ومنها بالطبع الكابتن زكريا حزام الذي أتمنى له العمر المديد واستعادة عافيته تماماً ومن ثم لقاءات أخرى قادمة معه للاستفادة أكثر وأكثر.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن