ثقافة وفن

أروى عمرين لـ«الوطن»: عودتي لدمشق … هي رغبة للعيش والعمل فيها

| عامر فؤاد عامر

امتلكت حالة التمثيل منذ طفولتها؛ فكان الخيال يقودها لتأليف لغة التمثيل ارتجالاً، والتي أجبرت الأهل والمقربين من خلالها على الاعتراف بها كممثلة منذ الصغر، ومع مرور الوقت كانت «أروى عمرين» تقرأ تفاصيل الأشخاص وتسعى لتقليدهم في الصوت والحركات، وفي المدارس كانت لديها رغبة في تقليد مدرسيها، وفي سنّ 12 عاماً كتبت على حافة خزانتها في البيت «الممثلة أروى عمرين»، وبقيت هذه الحالة معها كموهبة تستعرض قسماً منها أمام الأهل وقسماً أمام المرآة لتستمتع بها وتراقب أداءها.
حلم قديم
تجربة يتيمة أثناء المرحلة الثانوية؛ في تقديم مسرحيّة مع زملائها في الدراسة، لكن وأثناء عودتها متأخرةً من البروفات شعرت بالخوف، فقرّرت ألا تخوض التجربة حينها. إلى أن انتهت من دراسة المرحلة الثانويّة فجاء دخولها للمعهد العالي للفنون المسرحيّة كإيقاظٍ للحلم القديم، وبتشجيع من صديقتها قررت الذهاب لعرض قدراتها التمثيليّة أمام اللجنة الفاحصة، وتمّ قبولها لتكون إحدى الطالبات المتميزات. وتقول الفنانة «أروى» عن مرحلة الدراسة في المعهد العالي للفنون المسرحيّة في دمشق: «أمضيت 4 سنوات جميلة في الدراسة، وكان من الممكن استغلال هذه السنوات بصورة أكبر…».

في ساحة العمل
بَذلَتْ جهداً كبيراً في عرض التخرّج- كما زملائها- والمُتابع لعروض المعهد العالي ما زال يذكر عرض «سيليكون» الذي أخرجه الفنان «عبد المنعم عمايري»، و«حكاية السيدة روزالين» الذي أخرجه «فايز قزق». وبعد التخرج في المعهد، بدأت باقتحام الساحة الفنيّة فكانت أولى المشاركات على صعيد المسلسلات التلفزيونيّة في مسلسل «زمن البرغوث» في جزءيه الأول والثاني مع المخرج «أحمد إبراهيم أحمد» وشخصيّة «فردوس» التي أضافت عليها لمسة من الكوميديا وخفّة الظل، وكذلك كانت «هند» في مسلسل «أرواح عارية» مع المخرج «الليث حجو»، إضافة إلى مشاركتها في مسلسل «بنات العيلة» مع المخرجة «رشا شربتجي»، ولها على صعيد السينما دور في فيلم «صديقي الأخير» الذي أخرجه «جود سعيد»، وعن التمثيل تقول لنا الفنانة «أروى عمرين»: «تكمنُ مشكلتي مع المشهد الأول فقط، وبعد أدائه أكسر الحاجز وأنطلق بقوّة».

على المسرح
على صعيد المسرح لـ«أروى» تجربتها متواضعة تبعاً لقلّة فرص المسرح في واقعنا عموماً، وفي السنة الثالثة من دراستها في المعهد العالي كانت تجربتها الأولى فشاركت في مسرحيّة «كامب» مع المخرج العراقي «مهند الهادي» والتي كانت من بطولة الفنانة «نغم ناعسة»، وبعد الانتهاء من الدراسة كان لها دورها في مسرحيّة «هاملت» مع المخرج «عروة العربي».
السفر والعمل

بعدها جاء السفر خارج سورية، وخاصّة أن منطقة سكنها – مخيم اليرموك – قد تعرّضت للفوضى وعدم الاستقرار في فترة الأزمة، فانتقلت للعيش مع أهلها في بيروت، فخسرت متابعتها للعمل في سورية ولاسيما بعد ظهور القوانين الوقائيّة في منع الفلسطينيين من الدخول إلى سورية بعد خروجهم منها. لكنها تقول: «قبل صدور قوانين بمنع العودة إلى سورية عُرض عليّ العمل في خماسيّة «نجوم الظهر» في «صرخة روح» مع المخرج «ناجي طعمة» فشاركت في تصويرها، وكنت على رغبة دائمة في العمل ضمن البلد الذي علّمني واحتضنني ولكن كانت الظروف أن بقيت الفترة الماضية كلّها في بيروت حتى اليوم، فلم يتسنَ لي المشاركة إلا في عملين مسرحيين، الأوّل مسرحيّة «تكي كارديا» بنصّها الفرنسي وكان الإخراج لـ«جميل أرشيد» وقد شارك في العرض كلّ من الفنانين «أويس مخللاتي»، و«بتول محمّد»، و«ميّار ألكسان» والإشراف للفنان «مكسيم خليل» وعرضناه في مسرح «بابل» في بيروت، أمّا العرض الثاني – الذي لم يتسنَ لنا عرضه للجمهور بسبب مشكلة إنتاجيّة – فكان مع المخرج «جواد الأسدي» وقمنا بكل البروفات مع الفنان «فايز قزق» والفنان «أويس مخللاتي» وقد تمّ تأجيل العرض لمرحلةٍ قادمة.

العودة
اليوم تعود الفنانة «أروى» لدمشق من جديد لتستعيد نشاطها السابق، مقرّرة البقاء فيها إلى أجل غير مسمّى، فهناك عروض مهنيّة لم يتقرّر وضعها فيها بعد، إضافة إلى رغبتها في المكوث في الوطن الذي تعتبره المكان الذي فيه وبه بدأت رحلتها الفنيّة ولا مجال للابتعادِ عنه.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن