عربي ودولي

ناخبو نيوهامشير اختاروا ترامب وساندرز تعبيراً عن نقمتهم على قادتهم

عبر الناخبون في ولاية نيوهامشير الأميركية الثلاثاء عن غضبهم تجاه مؤسسات الحكم عبر اختيارهم الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطي بيرني ساندرز في ثاني مرحلة مهمة من عملية الانتخابات التمهيدية الطويلة التي تفضي إلى تنصيب كل من الحزبين مرشحه للرئاسة.
وقد ألحق ساندرز الذي يعد الناخبين بـ«ثورة سياسية» هزيمة كبرى ولو كانت متوقعة بمنافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون التي حاولت التخفيف من وطأة النتائج مؤكدة أن عليها المضي بعملها مع اتجاه الحملة الانتخابية إلى ولايات الجنوب.
ولدى الجمهوريين أثارت هجمات ترامب على السياسيين التقليديين الأميركيين حماسة الناخبين الذين منحوه أول فوز في هذا السباق الطويل ما أدى إلى إبقائه في موقع متقدم رغم هزيمته في الانتخابات التمهيدية التي جرت الأسبوع الماضي في ولاية أيوا.
وأحدث حاكم أوهايو جون كاسيك الذي ركز حملته على رسالة إيجابية بالتجدد، مفاجأة بحلوله ثانياً وهي نتيجة مهمة له إليه حيث يدرس الحزب الجمهوري من يمكن أن ينافس بشكل جدي المليادير دونالد ترامب.
فيما خيبة الأمل كانت كبيرة لدى السناتور ماركو روبيو الذي كان يأمل في تعزيز مواقعه بعدما حل ثالثاً في أيوا لكنه تراجع إلى المرتبة الخامسة في نيوهامشير متأثراً كما يبدو بمناظرة السبت التي كرر فيها بشكل تلقائي كل وجهات نظره. وحقق ترامب ما كان يهدف إليه وهو تأمين فوز متين بعدما أثارت هزيمته المحرجة في أيوا تساؤلات عن إستراتيجيته وفرصه في الفوز. ومع فرز 92% من الأصوات نال ترامب 35% من الأصوات مقابل 16% لكاسيك و12% لتيد كروز الفائز في ولاية أيوا متقدماً بفارق طفيف على جيب بوش وماركو روبيو.
ولدى الديمقراطيين حقق سناتور فرمونت بيرني ساندرز الذي يعامل ولاية نيوهامشير المجاورة على أنها ولايته، فوزاً كاسحاً على كلينتون حيث نال 60% من الأصوات مقابل 38% لوزيرة الخارجية السابقة وذلك بعد فرز 93% من الأصوات.
وأكد ساندرز أمام مناصريه في خطاب الفوز أن تقدمه في الانتخابات التمهيدية يعني أن الناخبين باتوا يرفضون المؤسسات السياسية الأميركية.
وقال: إن «ما أراد الناس قوله هنا هو أن مؤسسات الحكم السياسية والاقتصادية هي مؤسسات عفا عليها الزمن أمام الأزمات الهائلة التي تواجهها بلادنا. الناس يريدون تغييراً فعلياً»، وأضاف: «معاً وجهنا رسالة ستصل أصداؤها من وول ستريت إلى واشنطن ومن ماين إلى كاليفورنيا».
وفي مقر حملة ترامب كانت الحشود تحتفل بالنصر. وقال ترامب: «نتجه الآن إلى كارولاينا الجنوبية، وسنفوز في كارولاينا الجنوبية».
وعزز فوز ترامب الذي يعد بـ«أن يعيد لأميركا عظمتها» في نيوهامشير موقعه بوصفه المرشح الأوفر حظا لدى الجمهوريين لنيل ترشيح الحزب.
وتركزت حملة ترامب على غضب الأميركيين البسطاء البيض الذين يشعرون بأنه تم التخلي عنهم.
وقال ترامب الإثنين في أحد آخر تجمعاته الانتخابية: «نعم الكثير من الناس غاضبون، بسبب غباء حكومتنا والضعف التام لقادتنا».
وأظهرت استطلاعات الرأي عند خروج الناخبين من مراكز الاقتراع تأييداً كبيراً لساندرز ما يشكل إشارة إنذار لكلينتون التي توجه حملتها الآن إلى الولايات التي ستصوت بعد هذه المرحلة: نيفادا وبعدها كارولاينا الجنوبية للديمقراطيين.
وأقرت كلينتون بعد النتائج «أعلم أن لدي عملاً لأقوم به، وخصوصاً مع الشبان»، واعترفت في الوقت نفسه بأن الناخبين الأميركيين غاضبون من سياسة واشنطن، وقالت: «للناس كل الحق بأن يكونوا غاضبين، لكنهم أيضاً ينتظرون حلولاً».
وأجمعت استطلاعات الرأي على أن 10% من الناخبين أعربوا عن غضبهم من كيفية إدارة الدولة المركزية لقضايا تهمهم، أغلبيتها العظمى تتعلق بالاقتصاد والحياة اليومية.
كما أعرب نحو 50% من الناخبين الديمقراطيين عن امتعاضهم لأداء الحكومة المركزية، على حين بلغت النسب أعلى بين صفوف الحزب الجمهوري إذ أعرب نحو 90% منهم عن مشاعر عدم الرضى أو الغضب من أداء الحكومة.
وأفادت أحدث استطلاعات الرأي أجرتها وكالة «أسوشيتدبرس» للأنباء أن 50% من القاعدة الانتخابية للحزب الجمهوري تنظر سلباً نحو أداء القيادات المنتخبة عن الحزب الجمهوري عينه، وتنتابهم مشاعر الغضب لما يعتبرونه خداع السياسيين لهم، مقابل 20% من الناخبين الديمقراطيين أعربوا عن استيائهم لخداع مندوبيهم وتنكرهم لقضاياهم. ومرة كل أربع سنوات تتجه أنظار الأمة إلى نيوهامشير، الولاية الصغيرة التي تعد 1.3 مليون نسمة الواقعة شمال شرق الولايات المتحدة.
وهي ثاني ولاية تصوت بعد ثمانية أيام من المجالس الناخبة في أيوا في إطار الانتخابات التمهيدية التي ستحدد عند اكتمالها في الولايات كافة مرشحي الحزبين الديمقراطي والجمهوري للانتخابات الرئاسية.
وعلى مدى السنوات الستين الماضية، حقق معظم المرشحين الذين وصلوا إلى البيت الأبيض فوزاً في الانتخابات التمهيدية لحزبهم في ولاية نيوهامشير. لكن آخر ثلاثة رؤساء- باراك أوباما وجورج بوش وبيل كلينتون- انتخبوا جميعاً رغم خسارتهم في نيوهامشير.
ورغم الثلوج والبرد كانت مشاركة الناخبين عالية جداً. وتقوم هذه الولاية بدور مميز يتجاوز حجمها، بحيث تحدد التوجهات وتخلق دينامية وتلزم المرشحين الأكثر ضعفاً بالانسحاب وتنقذ أحياناً مرشحين متعثرين. وبعد انتخابات الثلاثاء تستمر معركة الانتخابات التمهيدية محتدمة في المعسكرين وتتجه الأنظار إلى نيفادا وكارولاينا الجنوبية اللتين تصوتان نهاية شباط.
(أ ف ب – الميادين)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن