سورية

عدوان تركيا على شمال سورية يتواصل لليوم الثاني.. وواشنطن تطالب بوقفه

| وكالات

لليوم الثاني على التوالي واصلت تركيا عدوانها على مناطق في ريف حلب الشمالي، بعد هزيمة أذرعها من التنظيمات الإرهابية والمسلحة في تلك المنطقة على يد «قوات سورية الديمقراطية» التي تضم سوريين كرداً وعرباً وآشوريين ما أدى إلى وقوع ضحايا في صفوف تلك القوات. وتحججت حكومة أردوغان أن القصف يأتي «رداً على نيران من القوات الموجودة في إعزاز ومحيطها التي تشكل تهديداً».
ودعت الولايات المتحدة الأميركية تركيا إلى التوقف عن قصف مواقع الأكراد، في شمال سورية.
وبحسب وكالة «سبوتنيك» للأنباء، واصل الجيش التركي، أمس، اعتداءه بالقصف المدفعي للمواقع التي تسيطر عليها «قوات سورية الديمقراطية»، والتي تعتبر «وحدات حماية الشعب» ذات الأغلبية الكردية عمودها الفقري. وتركز القصف على مواقع «حماية الشعب» المتمركزة في قرية مرعناز جنوبي غربي إعزاز. وأدى القصف الذي كان بدأه الجيش التركي السبت إلى مقتل شخصين اثنين من «حماية الشعب» وإصابة 7 آخرين، على حين ذكر نشطاء سوريون أن القصف المدفعي، أصبح أقل حدة أمس، على حين، قالت مصادر تركية مقربة من حكومة أردوغان: «إن قصف «قوات سورية الديمقراطية» خلف 35 قتيلاً و15 جريحاً في صفوفها»، وفق موقع «العربية نت».
وحسب المصادر فإن المدفعية التركية ضربت 19 هدفاً، معظمها في ريف حلب الشمالي، وأطلقت 81 قذيفة باتجاه تلك الأهداف. واستخدمت مدفعية الجيش التركي في قصفها أكثر من 100 قذيفة مدفعية.
وادعت مصادر عسكرية تركية، بحسب وكالة «الأناضول» للأنباء، أن مقاتلي «وحدات الحماية « أطلقوا نيراناً من منطقة مرعناز جنوبي غربي مدينة إعزاز التابعة لحلب، على محيط قاعدة أقجه باغلار العسكرية بولاية كيليس جنوب تركيا، وأنه على الفور رد الجيش التركي على مصدر إطلاق النيران، «وفقاً لقواعد الاشتباك».
كما ادعت المصادر ذاتها، أن قوات الجيش العربي السوري المتمركزة في ريف اللاذقية، «أطلقت قذائف هاون على منطقة مخفر جالي بوغازي بولاية هاتاي (لواء إسكندرون السليب) الحدودية مع سورية جنوبي البلاد»، مشيرة إلى أن القوات التركية ردت بالمثل على ذلك أيضاً في إطار «قواعد الاشتباك».
وفي تأكيد علني على اعتداء بلاده على سيادة الأراضي السورية، أقر رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، السبت، من مطار أرزينجان شرق البلاد، قبيل عودته إلى أنقرة، أن «قوات بلاده، قصفت، المناطق القريبة من مدينة إعزاز»، مدعياً أنها جاءت رداً على نيران، صدرت من هناك، وأن التطورات في سورية تهدد «أمن تركيا القومي»!!، بحسب ما نقلت «الأناضول». ‎‎
وكرر داود أوغلو ما تروجه الولايات المتحدة والمعارضة والدول الغربية من أن روسيا تقوم بقصف المدنيين، مدعياً أن «وحدات الحماية»، تتعاون مع روسيا في ذلك، وهاجمت عناصرها مدينة إعزاز، وأنها «تحرشت بالحدود التركية».
ولم يخف داوود أغلو انزعاجه مما يحققه الجيش العربي السوري من تقدم على حساب أدوات نظام أردوغان، حيث ذكر أن «أنقرة مصممة على اتخاذ التدابير الضرورية لحماية حدودها، واللاجئين المتوجهين نحو الأراضي التركية، بل «حماية وجود المعارضة»، والتنظيمات الإرهابية، وأيضاً للحيلولة دون ارتكاب تلك التنظيمات تطهيراً عرقياً بحق السوريين»، في ادعاء بات مكشوفاً بأنه حريص على حياة الشعب السوري.
وأمس أشار داود أغلو إلى أنه «وخلال اتصال هاتفي مع نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، أبلغه، عزم أنقرة على اتخاذ التدابير اللازمة كافة، حال حدوث أي تهديد تجاه تركيا، وأن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، و«وحدات الحماية» التابعة له تشكلان تهديداً واضحاً لبلاده»، مضيفاً بقوله: «وأكدت له عزمنا، اتخاذ التدابير، حيال تدفق اللاجئين نحو حدودنا، جراء الحملة العسكرية، التي تقوم بها قوات الجيش العربي السوري، والقوات الصديقة، والوحدات الكردية».
وزعم داود أوغلو قائلاً: «قلت للمسؤول الأميركي، أيضاً: إننا سنتخذ كل التدابير، لتأمين الأجواء التي توفر الأمن لأراضينا، على طول الشريط الحدودي، لتكون المنطقة خالية من تنظيم داعش الإرهابي، وقوات الجيش العربي السوري، ووحدات الحماية الشعب». وحذر، مما سماه «حصار حلب، والتهديد باحتلالها».
وطالب بضرورة «ابتعاد وحدات حماية الشعب»، عن إعزاز ومحيطها، وقال: «نحن لن نسمح لها بالاقتراب حتى إلى ضواحيها، وعلى تلك الوحدات أيضاً، ألا تحاول إغلاق الممر بين تركيا وحلب، وألا تقع في هوس استخدام مطار منّغ لضرب بلادنا أو المعارضة السورية، هذا المطار سيتم إفراغه، هذا ما أبلغته لبايدن» في إشارة إلى عدم الإقدام على أي خطوة دون إعلام سيده الأميركي.
وجدد داود أوغلو زعم حكومته، أن بلاده لم تتبع سياسية مذهبية، أو عنصرية، في أي وقت من الأوقات، وأن «وحدات حماية الشعب» «لا تمثل الأكراد، بل هي منظمة إرهابية مثل حزب الاتحاد الديمقراطي، وبي كا كا».
في الأثناء ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض، وفق وكالة رويترز للأنباء، أن تركيا كانت قد طالبت يوم السبت مقاتلي «وحدات حماية الشعب» بالانسحاب من المناطق التي انتزعت السيطرة عليها في شمال حلب في الأيام الأخيرة من مسلحين وبينها مطار منغ العسكري الذي طالب داود أغلو بإخلائه.
وحسب المرصد، قال الصحفي مصطفى عبدي المطلع على الوضع في شمال سورية: لوكالة «أ ف ب» للأنباء: «سقطت عشرات القذائف المدفعية التركية على قرى محيطة بمنطقتي إعزاز وعفرين، وأسفرت عن أضرار مادية بممتلكات المدنيين»، وأضاف إن: الجيش التركي قصف، بلدة منغ ومطارها العسكري وقرية المالكية في ريف إعزاز الجنوبي وقرية مزرعة في منطقة عفرين.
وتمكنت «قوات سورية الديمقراطية»، من السيطرة قبل أيام على مطار منغ العسكري بعد اشتباكات عنيفة مع تنظيمات مسلحة استمرت أياماً عدة.
بموازاة ذلك، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي في بيان: «لقد دعونا الأكراد السوريين وقوات أخرى تابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي إلى عدم استغلال الفوضى السائدة للسيطرة على مزيد من الأراضي، لقد رأينا أيضاً تقارير بشأن قصف مدفعي من الجانب التركي للحدود، ودعونا تركيا إلى وقف هذا القصف»، وفق الموقع الإلكتروني «لروسيا اليوم».
وأضاف: «نحن قلقون إزاء الوضع في شمال حلب ونعمل على وقف التصعيد من كل الأطراف».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن