سورية

الرياض صعدت نبرتها العدائية ضد دمشق.. وتطالب موسكو بوقف عملياتها … الجبير: إرسال قوات برية إلى سورية يقرره «التحالف الدولي» وقواتنا ستكون من ضمنها

| وكالات

تعالت النبرة العدائية السعودية لسورية مع وصول طائراتها المقاتلة إلى قاعدة إنجرليك الجوية التركية، حيث أكد وزير الخارجية عادل الجبير أن بلاده لم ترسل قوات برية لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي. وبيّن أن توقيت إرسال تلك القوات مرتبط بما يقرره التحالف الدولي، مشيراً إلى أن استعداد الرياض لإرسال قوات برية خاصة إلى سورية يأتي ضمن التحالف الدولي. ودعا الجبير روسيا إلى «تقليص وإيقاف عملياتها الجوية» على تلك التنظيمات.
من جانبه دعا وزير الخارجية السويسري ديدييه بوركهالتر، الأطراف المعنية لوقف ما سماه الاستفزاز في اليمن وسورية، على حين تشهد المملكة خلال الساعات القليلة القادمة وصول القوات المشاركة في التمرين العسكري الأهم والأكبر في تاريخ المنطقة «رعد الشمال».
وقال الجبير خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السويسري ديدييه بوركهالتر في الرياض، وفق ما نقل موقع «اليوم السابع» الإلكتروني المصري: «إن توقيت إرسال القوات البرية السعودية إلى سورية مرتبط بما يقرره التحالف الدولي»، مشيراً في هذا الصدد إلى أن «استعداد المملكة لإرسال قوات برية إلى سورية يأتي ضمن التحالف الدولي»، مؤكداً، «أن القوات الخاصة السعودية ستكون ضمن القوات البرية للتحالف». وأعلن الوزير السعودي، «أن بلاده ستكثف دعم المعارضة السورية المعتدلة في حال إخفاق الحل السياسي».
ورأى الجبير وفق ما نقلت وكالة «أ ف ب» الفرنسية للأنباء، أن روسيا الداعمة بقوة لسورية، «ستفشل في إنقاذ» الرئيس بشار الأسد، معتبراً، أن تنحي (الرئيس) الأسد عن الحكم هو «مسألة وقت» على حد زعمه. وتأتي تصريحات الجبير بعد أقل من أسبوعين على تعليق محادثات بين وفد حكومي رسمي سوري ومعارضة الرياض في سويسرا حتى 25 شباط الجاري، وكانت تهدف إلى التوصل لحل سلمي للأزمة المستمرة منذ نحو خمسة أعوام.
ودعا الجبير مظهراً نفسه وبلده بمظهر المدافع عن حقوق الإنسان روسيا إلى «تقليص وإيقاف عملياتها الجوية على المعارضة السورية المعتدلة»، وأن يفتح الجيش العربي السوري «المجال لإدخال المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء سورية وبشكل فوري، ويوقف الضربات العسكرية ضد المدنيين بشكل فوري، وينخرط في العملية السياسية للبدء في المرحلة الانتقالية السياسية في سورية».
بدوره دعا وزير الخارجية السويسري، وفق ما نقل «اليوم السابع» الأطراف المعنية لوقف ما سماه الاستفزاز في اليمن وسورية، وطالب بتشكيل حكومة سورية والبدء في عملية انتقال سياسي وإعادة الإعمار، إضافة إلى تقديم المساعدات للمناطق المحاصرة، مشدداً على وجود فرصة لاستئناف المفاوضات السورية حتى ولو كانت محدودة.
وتشهد السعودية اليوم وفق ما نقل موقع «العربية نت»، وصول القوات المشاركة في التمرين العسكري الأهم والأكبر في تاريخ المنطقة «رعد الشمال»، في مدينة الملك خالد العسكرية بمدينة حفر الباطن، شمال البلاد حيث سيتم تنفيذ هذا التمرين الذي يعد المناورة العسكرية الأكبر من حيث عدد الدول المشاركة، إذ تشارك فيه 20 دولة عربية وإسلامية، إضافة إلى قوات «درع الجزيرة». وهذه الدول هي: السعودية، الإمارات، الأردن، البحرين، السنغال، السودان، الكويت، المالديف، المغرب، باكستان، تشاد، تونس، جزر القمر، جيبوتي، سلطنة عمان، قطر، ماليزيا، مصر، موريتانيا، موريشيوس، إضافة إلى قوات درع الجزيرة.
ويستخدم في المناورات عتاد عسكري نوعي من أسلحة ومعدات عسكرية متنوعة ومتطورة منها طائرات مقاتلة من طرازات مختلفة، فضلاً عن مشاركة واسعة من سلاح المدفعية والدبابات والمشاة ومنظومات الدفاع الجوي، والقوات البحرية، في محاكاة لأعلى درجات التأهب القصوى لجيوش الدول الـ20 المشاركة.
وانضمت السعودية منذ صيف العام 2014 إلى الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الذي يشن ضربات جوية على الجهاديين في سورية والعراق.
ونقلت وكالة «أنباء الشرق الأوسط» المصرية، عن المستشار العسكري بمكتب وزير الدفاع السعودي، العميد أحمد عسيري قوله: «إن المملكة ملتزمة بمحاربة داعش في المناطق الأكثر أهمية للتنظيم وهى في الرقة السورية ومحيطها». وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أعلن في وقت سابق أن أنقرة والرياض يمكنهما أن تطلقا عملية برية لضرب داعش في سورية.
وأوضح عسيري وفق ما نقلت «أ ف ب»، أن اجتماع وزراء دفاع دول الائتلاف الذي عقد هذا الأسبوع في بروكسل، قرر «تكثيف العمل الجوي» لضرب التنظيم الجهادي، مؤكداً وجود «إجماع من قوات التحالف لبدء عمليات برية على الأرض. المملكة ملتزمة في هذا الإطار».
وأضاف: «تبقى التفاصيل والخطط العملاتية والتكتيكية، وهذا ما سيعمل عليه المختصون العسكريون الذين سيجتمعون في الأيام المقبلة لوضع التفاصيل وتحديد القوات ودور كل دولة وحجم المشاركة».
وأكد عسيري أن أي خطوة تركية سعودية في هذا الإطار ستكون تحت «مظلة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية»، وأن الدور السعودي سيكون «ضمن العمل الدولي لضرب تنظيم داعش وليس ضمن عمل ثنائي بين الدولتين».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن