سورية

جددت تحذيرها الرياض من التدخل العسكري.. وأكدت أنه لن يغير في مواقفها من دمشق … إيران: استقرار سورية يخدم مصالح الجميع و.. مستعدون لـ «العمل مع السعودية»

| وكالات

أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني ضرورة التعاون الإقليمي والعالمي لمكافحة الإرهاب والتطرف وحل جميع الأزمات بالطرق السياسية خاصة في سورية. كما أكد وزير الخارجية جواد ظريف أن استقرار سورية الخالية من الإرهاب، والمتعددة الثقافات والطوائف والأديان يخدم مصالح الجميع.
وحذرت طهران الرياض من مغبة إرسال قوات إلى سورية حيث أكد قادة عسكريون إيرانيون أن هذا لن يغير شيئاً من المواقف الإيرانية تجاه سورية. وأكدوا استعداد بلادهم لتقديم أي مساعدة استشارية لسورية في المجال الجوي إذا طلبت منها ذلك.
وأعرب روحاني خلال مؤتمر صحفي جمعه بنظيره الغاني جون دراماني ماهاما في طهران أمس، وفق ما نقلت وكالة «سانا» للأنباء، ضرورة التعاون الإقليمي والعالمي لمكافحة الإرهاب والتطرف، وحل جميع الأزمات وخاصة في سورية وليبيا واليمن بالطرق السياسية ونصرة قضية الشعب الفلسطيني.
من جانبه أكد الرئيس الغاني أن الأزمات لا يمكن حلها إلا سياسياً بعيداً عن الأساليب العسكرية لافتاً إلى أن إيران تقوم بدور بناء في حل الأزمات على المستوى الدولي وتسهم بشكل فعال في مجال مكافحة التطرف والإرهاب الذي يستوجب التعاون بين جميع الدول.
كما حذرت إيران أمس السعودية من مغبة إرسال قوات إلى سورية بعد نشر طائرات حربية سعودية في تركيا، وقال نائب رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية العميد مسعود جزائري، وفق ما نقلت وكالة «أ ف ب» الفرنسية للأنباء: «نحن لن نسمح أبداً بأن تسير الأمور في سورية كما تريد الدول الشريرة، وسنتخذ الإجراءات اللازمة في حينها».
وأضاف: «إن الإرهابيين الذين يقاتلون الآن في سورية هم أذناب وأيادي السعودية والدول الرجعية الأخرى بالمنطقة والأميركيين». وتساءل «من أين يتردد هؤلاء الإرهابيون على سورية، سوى من تركيا؟ من أين يتم دعمهم سوى من الدول الرجعية العربية؟».
واستطرد قائلاً: «لذا فإن ما يطرح اليوم بشأن عزمهم على إرسال قوات برية في هذه الظروف وبالتزامن مع تقدم وانتصارات الجيش السوري والقوات الشعبية، أعتقد أنه مجرد ضجيج سياسي وحرب نفسية». واعتبر «أن السعودية استنفدت كل قوتها في سورية وهي تواجه الآن الهزيمة ليس فقط في سورية بل في اليمن أيضاً».
من جانبه أكد مستشار المرشد الأعلى في الحرس الثوري الإيراني، يد اللـه جواني أمس، وفق ما نقل الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»، «أن التدخل السعودي على الأرض لن يغير شيئاً من المواقف الإيرانية تجاه الملف السوري». ونقلت وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء، عن جواني قوله إن إعلان السعودية عزمها إرسال 150 ألف مقاتل إلى سورية، هو «نوع من الحرب النفسية»، مشككاً في قدرة السعودية على إرسال هذا العدد.
وبين جواني أن السعودية تسعى إلى التأثير على القضايا الإقليمية والقضايا الداخلية السورية، مشيراً، إلى أن الرياض ليست في وضع يسمح لها بارسال قوات بهذا الحجم إلى سورية.
وتابع: «السعودية تقول إنها تريد إرسال قوات برية إلى سورية لمكافحة الإرهاب، لكن إذا ما افترض وجود حاجة لإرسال القوات السعودية (إلى سورية) فإن الحكومة السورية هي التي يجب أن تبادر بمثل هذا الطلب».
وفي سياق متصل أعلن قائد مقر «خاتم الأنبياء» للدفاع الجوي في الجيش الإيراني العميد فرزاد إسماعيلي استعداد بلاده لتقديم أي مساعدة استشارية لسورية في المجال الجوي إذا طلبت منها ذلك.
وأكد إسماعيلي في تصريح أمس وفق ما نقلت وكالة «تسنيم» الإيرانية للأنباء، حول إعلان النظام السعودي إرسال قوات برية إلى شمال سورية، «أن سورية صمدت في وجه اعتداءات التنظيمات الإرهابية منذ أكثر من خمسة أعوام وأن إرسال قوات إلى سورية محكوم عليه بالفشل إذا لم يتم بالتنسيق مع حكومتها الشرعية».
وقال إسماعيلي وفق ما نقلت «سانا» عنه: «على السعودية التي تفكر بإرسال قواتها إلى سورية الكف عن التدخل في اليمن ووضع حد لسفك دماء الأبرياء وخاصة وقف ارتكاب المجازر ضد الأطفال».
من جهته قال وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، أثناء رده على وزير الخارجية السعودي عادل الجبير خلال مؤتمر ميونيخ للأمن، وفق ما نقلت شبكة (CNN) الإخبارية الأميركية عنه: «يجب أن نتفق على أن إيران والمملكة السعودية لا يمكنهما استبعاد بعضهما من المنطقة، ويمكنهما استيعاب وجود بعضهما في المنطقة إذا حددا اهتماماتهما الخاصة في جميع الآفاق، ولكن حتى يتم استيعاب هذه الاهتمامات ينبغي إلا يُستثنى الطرف الآخر».
وأضاف ظريف متحدثاً عن قبول الجبير، حضور محادثات فيينا حول الأزمة السورية: «للأسف، تستخدم السعودية سياسة الإقصاء، لدرجة محاولتها استبعاد إيران من المحادثات. وكان خبراً كبيراً عندما قرر صديقي، عادل الجبير، أن يأتي إلى فيينا في حضوري. ولم يكن ينبغي أن يتصدر ذلك عناوين الصحف. إنه أمر طبيعي، لإيران والمملكة وغيرهما من اللاعبين أن يجلسوا في نفس المكان في محاولة لحل المشكلة». وتابع ظريف مؤكداً على اشتراك الدولتين في سعيهما للوصول إلى «استقرار سورية الخالية من الإرهاب، والمتعددة الثقافات والطوائف والأديان حيث تُخدم مصالح الجميع»،
مؤكداً بالوقت عينه الاستعداد لـ«العمل مع السعودية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن